من أين أتى هؤلاء الرهبان بملايين الدولارات؟

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


«الفجر» تنشر أرصدة كبار رجال الكنيسة فى البنوك وثرواتهم

بعد وفاة البابا شنودة الثالث فى 2012 أثيرت العديد من الأسئلة لأول مرة داخل الكنيسة، حول الحسابات البنكية والمعاملات المالية الخاصة به، وهل ستذهب للدولة أم للكنيسة أم لعائلته؟. وكيف يدير رجال الكنيسة أموالهم وهل يمتلكون أرصدة وعقارات بشخصهم أم بصفتهم؟.

وبعد سنوات ظهرت مشاكل عديدة خاصة مع مقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار حيث انشق بعدها راهب عن الدير وعن الكنيسة ككل وبنى ديراً بملكية خاصة بعد أن حصل على أموال تبرعات باسمه، وهو ما يكرر طرح السؤال كيف لراهب أن يمتلك رصيداً بنكياً باسمه ويمتلك أراضى. وهل الكنيسة تسمح بهذه الإجراءات. كذلك الأساقفة والمطارنة وكبار القساوسة من المشاهير كيف يديرون أموال إيبارشياتهم وهل الكنيسة تجرى إقرارات ذمة مالية لهم أو تتابع ممتلكاتهم خاصة بعد ظهور شكاوى عدة من بعض الأقباط ضد أساقفتهم بأنهم يسيئون التصرف فى أموال الكنيسة بهدف التربح الشخصى.

لايعلم الكثيرون أن البابا شنودة كان يملك رصيداً بنكياً شخصياً ينفق منه خلال تنقلاته خاصة فى فترات سفره للعلاج بالخارج، ولكن الحساب كان بصفته وليس بشخصه أى أنه حساب لبطريرك الكنيسة، وبالتالى انتقل كل مافى الحساب للبطريركية. بينما نحن الآن نواجه عدداً من كبار رجال الكنيسة ممن يمتلكون حسابات بنكية شخصية خاصة بهم وليست باسم أديرتهم أو مطرانيتهم.

والحجة التى تتردد دائماً فى مواجهة هذا الاتهام أن الأرصدة لاتستخدم لأغراض شخصية ولكنها تستخدم فقط ليتمكن الأسقف أو الراهب العادى من السفر للعلاج أو الخدمة بالخارج دون التسول من أى أحد، وبالرغم من هذا التبرير فإن السفر يكون عادة من صندوق الإيبارشية التى يرأسها أو من ديره إذا كان راهباً عادياً.

ومنذ عدة سنوات واجه القمص «أ ح» وكيل إيبارشية حلوان والمعصرة اتهامات بالفساد بعد تضخم رصيده فى البنك الأهلى ووصل إلى 50 مليون جنيه، وفى يناير 2013 وصلت مستندات تدينه إلى مقر البطريركية وتؤكد أنه يتربح من موقعه، وخلال مواجهته لم يستطع نفى تلك المستندات مما اضطره لتقديم استقالته. وفى تلك الأثناء استطاع الراهب « ى أ» جمع ملايين من الأقباط بحجة بناء دير جديد واستطاع شراء قطعة أرض وبعد مقتل الأنبا إبيفانيوس فى 2018 خرج «ى» من دير أبو مقار وبدأ فى بناء الأرض وانشق عن الكنيسة.

ومازال دير أبو مقار يواجه نفس الواقعة لأن معظم رهبانه يمتلكون أرصدة فى البنوك ليس هذا الدير وحده بل أيضاً رهبان دير الأنبا بيشوى، حيث يمتلك أحدهم سيارتين واحدة منهما يقارب ثمنها مليون جنيه بحجة أنها تستطيع تحمل السفر وسط الجبال. كما يمتلك الراهب «ب» رصيداً شخصياً يصل إلى 20 مليون دولار إلى جانب سلسلة مطاعم فى النمسا وهو شريك غير مباشر فى إنتاج عدد من الأفلام السينمائية بمصر ولكن لسوء حظه أن 4 أفلام شارك فى إنتاجها آلت للفشل. وتؤكد مصادر كنسية أن الكثير من رهبان أديرة وادى النطرون بالبحيرة يمتلكون أرصدة بنكية بالدولار وبالجنيه وبعضهم فتح حساب ببطاقة هويته العلمانية وآخر ببطاقة الرهبنة. كما أن ثلاثة من رهبان دير أبو مقار وصل رصيدهم إلى نحو 12 مليون جنيه نظير عمولات وسمسرة فى بيع وتصدير منتجات الدير وبيع أراض ولكن الدير يحصل على نصيبه من البيع بينما الراهب يحصل على عمولة وساطة.

اضطر الأنبا «د» أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى سيدنى بأستراليا لتحويل مبلغ كان حصل عليه مقابل رهن لعدد من الكنائس من بينها كنائس فى ولاية نيو ساوث ويلز بمبلغ 98 مليون دولار وقد حاصره الأقباط هناك رافضين تلك المقامرة الخاسرة ليحصل على المبلغ ويضعه فى جيبه الشخصى مما اضطره لإرسال جزء من المبلغ يقدر بنحو 30 مليون دولار إلى مصر وإيداعه فى بنكى «H.S.B.C» و«مصر» وهو مادفع أحد الأقباط بإبلاغ الشرطة بالولاية وتحرير محضر حمل رقم «292007». بينما استطاع «دانيال» إضافة باقى المبلغ إلى أرصدته فى أستراليا واستكمال مشروعاته الاستثمارية التى يؤسسها.

ورغم محاولات عديدة من قبل أقباط فرنسا للتخلص من الأنبا «م» أسقف باريس وشمال فرنسا بسبب وقائع فساد مالى ولكن الأمر لم يحسم. بينما أقام عدد من أقباط هناك دعاوى قضائية ضده لاتهامه بالفساد واستغلال أموال الكنيسة لأغراض شخصية حيث يؤكد مكرم أرمانيوس أقدم أراخنة فرنسا وأحد المحتجين أن رصيد «م» وصل إلى 200 مليون يورو فى أحد بنوك فرنسا مؤكداً أن مجمل رصيده تجاوز 750 ألف يورو إلى جانب عقارات وسيارة «مرسيدس» يصل قيمتها إلى 1000 يورو.

أما الأنبا «د» نيوأنجلاند والنائب البابوى بنيوجيرسى فيمتلك عدداً من المقرات الخاصة به فى إيبارشيته من بينهم قصر يقدر ثمنه بقيمة 18 مليون دولار، ويتحصل شهريا من كنائسه على 245 ألف دولار أى نحو ربع مليون. ويسعى الآن لرهن أرض كنيسة مارجرجس أستوريا لأحد رجال الأعمال المصريين وزوجته لمدة 73 عاماً بمبلغ 20 مليون دولار مقابل أيضاً أن يبنى لهم كنيسة أخرى بالمجان.

و يسعى « د» لبناء برج سكنى تجارى فى موقع الكنيسة يضم 46 وحدة بتكلفة قدرها 34 مليون دولار وقام بنقل قساوسة الكنيسة لكنائس مجاورة لكنهم ثاروا عليه ما اضطره أن يخرج منزعجاً وغاضباً. وتقدر ثروته والتى أودعها باسمه فى أحد البنوك بحوالى 90 مليون دولار.

وعلى نفس الدرب سار الأنبا «س» مطران لوس أنجلوس والذى اشترى مؤخراً قصراً بكاليفورنيا يبلغ قيمته 2,5 مليون دولار أى ما يساوى 38 مليون جنيه. وتبلغ مساحته 5 أفدنة ويضم منزلاً كبيراً وحمام سباحة وحديقة. الأسقف المعزول يمتلك رصيداً فى أحد البنوك بأمريكا مايقارب 60 مليون دولار ورصيد أقل يبلغ 11 مليوناً.

أحد الأساقفة العوام بالقاهرة كتب كل ممتلكات أسقفيته لأحد أقاربه وعينه سكرتيره الخاص وهو شخص علمانى وليس كاهناً ولا راهب وقرر الأب «ل ب» أحد القساوسة المعاونين للأسقف والذى اختلف معه بعد خدمة دامت 25 عاماً فقرر أن يفضح أمره وقام بنشر هذه المعلومات وكافأه الأنبا تواضروس على هذا الكشف وأرسل القس للخدمة فى المهجر بينما عاقب البابا هذا الأسقف بأن عين معه 6 أساقفة معاونين له مما أصابه بذبحة صدرية وطالبه بإرجاع أموال الأسقفية التى كتبت لسكرتيره وقريبه ولكن الأسقف رفض وأصر على عناده.

بينما أسقف آخر شهير بإحدى محافظات الصعيد وكان يسعى لكرسى البابا تؤكد مصادر أنه أودع مؤخراً مع بداية العام الجديد دفعة فى حسابة بالبنك المصرى الأمريكى قيمتها 7 ملايين جنيه كما أن رصيده فى العربى الإفريقى تبلغ 37 مليون جنيه. كما أنه يمتلك حساباً بالدولار فى أحد البنوك الأجنبية الأخرى كان رصيده فيه مع مطلع عام 2018 حوالى 19 مليون دولار.

يسعى الأنبا «م» أسقف هولندا لتحقيق الكثير من الربح وتكوين ثروة طوال 30 عاما هى فترة خدمته هناك ويعتبر القمار هو مجال الذى يهوى الكسب منه ويؤكد «ص،ن» يعمل فى مجال السياحة أن ثروته بلغت 100 ألف يورو.

استطاع القمص «أ» كاهن كنيسة السيدة العذراء بشمال كالفورنيا أن يشترى قصراً بمبلغ 8 ملايين دولار أمريكى أى ما يقدر بنحو 142 مليون جنيه مصرى والمبلغ سيتم سداده على أقساط كما هو متبع بالولايات الأمريكية قيمة القسط 40 ألف دولار شهرياً وتم تكليف الأقباط بكنائس الولاية بجمع المبلغ وتسديده شهرياً.