عقب مرور 10 أعوام على ثورة يناير.. أحمد جمال الدين ينقذ أسيوط من حمامات الدم بالإفراج عن 17 سيدة إخوانية

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


بمجرد الحديث عن ذكرى مرور 10 سنوات على ثورة 25 يناير 2011، يتبادر إلى الأذهان اسم اللواء أحمد جمال الدين رجل الأمن المُتمرس-بُحكم سنوات العمل- والذى أصبح علامة فارقة وبطلا شعبيا، لمواقفه وقراراته الحاسمة التى اتخذها ضد الجماعة الإرهابية ويذكرها التاريخ للأبد.

قبل تولى جمال الدين منصب وزير الداخلية، كان مديرا لأمن محافظة أسيوط، والتى مثلت علامة فارقة فى تاريخ التصدى للجماعات الإرهابية، ومع اندلاع ثورة يناير كانت جميع الأنظار تتجه إلى أسيوط، خشية تكرار أحداث مذبحة 8 أكتوبر 1981 إذ هاجم تنظيم الجهاد مديرية أمن أسيوط، ونتجت عن هذه المواجهات 181 قتيلا، ويبدو أن قوى الشر كانت بالفعل تخطط لإشعال فتيل الفتنة من جديد بين أبناء المحافظة والأمن فى بداية عام 2011، رغبة منهم فى تحول أسيوط إلى برك من الدماء، لكن اللواء أحمد جمال الدين والذى كان يشغل منصب مدير أمن أسيوط فى ذلك الوقت اجتاز هذا الاختبار بذكاء، ونجح فى حفظ الأمن بين أبناء أسيوط وأبنائه من أفراد الأمن.

البداية كانت عندما تجمع نحو 14 شابا وفتاة من المنتمين للجماعة الإرهابية أصروا وقتها على تنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى كلية الآداب بمنطقة الوليدية وكانت تعليمات «جمال الدين» بمنع التعرض لهم واستطاع بحنكته استيعاب الموقف وحاورهم لأكثر من 3 ساعات واستطاع تهدئة الأمر حتى انتهت الوقفة.

وفى اليوم التالى خرجت أعداد قليلة بمنطقة السادات فى ظل انتظار جماعة الإخوان إشارة التحرك لمحاولة إثارة الفتنة وإحداث صدام يتفاعل معه الشارع الأسيوطى، حتى صدرت تعليمات المسئول الإدارى لعدد من السيدات المنتمين للجماعة واللاتى استطعن استقطاب فتيات أخريات، وبالفعل تجمعن فى منطقة غرب أسيوط وتحديدا أمام تفرع شارع ساويرس، فى ذلك الوقت كان يصاحب الوقفة تعلميات من جهات أمنية تتبع وزارة الداخلية للتعامل بشدة مع المتظاهرين، وألقت قوات الأمن وقتها القبض عليهن.

نبأ إلقاء القبض على السيدات والفتيات أثار غضب «جمال الدين» الذى أكد لمعاونيه أن الجماعة ترغب فى زرع الفتنة بين الشرطة وأبناء المحافظة الذين سيثورون لإلقاء القبض على النساء.

وأجرى «جمال الدين» حديثا مع وزير الداخلية فى ذلك الوقت بعد أن اشتدت الأحداث بمحافظات الوجه البحرى والقاهرة، ونتج عنها حالة من الانفلات الأمنى، وانتهى الحديث وقتها إلى تفويض جمال الدين بإصدار ما يراه من تعليمات فيما يخص محافظة أسيوط بما يحافظ على أمن الجميع سواء رجل الأمن والمواطنين.

وبعد ساعة من القبض على نساء الجماعة أصدر جمال الدين تعليماته بالإفراج عن جميع السيدات والفتيات، وقال كلمة شهيرة تحدث عنها أبناء أسيوط: «رجال الأمن مش هما اللى يحبسوا حريم وسيدات فضليات من أخواتنا بالصعيد إحنا رجالة نحافظ عليهن ولا نصدرهن لصناعة أحداث «.

وفشلت الجماعة فى مخططها الثانى ونجح «جمال الدين» فى امتصاص الغضب بعد الإفراج عن السيدات والفتيات واللاتى بلغت عددهن نحو 17. لم تكتف الجماعة بعد أن فشلت مخططاتها السابقة، ولكنها استمرت فى محاولتها لزرع الفتنة ودعت لمليونية لاقتحام الأقسام ومديرية الأمن وديوان المحافظة، الأمر الذى دعا «جمال الدين» للنزول بنفسه لإرسال رسالة لأبناء المحافظة أن قوات الأمن تستطيع السيطرة على مجريات الأمور، وخرج لميادين أسيوط بسيارة ميكروباص ومعه عدد من شباب الضباط المعروفين بحسن معاملتهم وقبولهم بالشارع الأسيوطى وفرغ عدة خزائن من الأعيرة النارية فى الهواء، فى رسالة واضحة عن جاهزية أفراد الأمن لحرب العصابات، وتفاعل رجال الشارع مع أفراد الأمن.