شاهد.. "الفجر" تلتقي بأسرة الطفلة نورا التي تقود توك توك لمساعدة أهلها

محافظات

بوابة الفجر






في شوارع قرية بحر البقر 1 التابعة لمركز الحسينية تجد "نورا أحمد حسين عبدالقادر" ابنة الـ 11 عاما بجسدها الضعيف وملابسها التي تشير لضيق حالتهم المعيشية تتجول في شوارع قرية بحر البقر المترامة أطرافها بأقصى شمال الشرقية ممسكة بعجلة قيادة توك توك وتوصل زبائنها من السيدات والفتيات دون كلل أو ملل تأمل فقط في أن ترزق بمال يكفي إطعام أسرتها المكونة من 7 أفراد.

الطفلة الصغيرة قررت مساعدة والدها وأشقائها بالعمل سائقة توك توك بعدما أصيب والدها في حادث أفقده القدرة عن العمل منذ 2016 وحتى الآن لتتولى الصغيرة المسؤولية كاملة منذ نحو عام ونصف العام دون أن تهمل دراستها. لتصبح ثاني طفلة تقود "توك توك" لمساعدة أهلها.

بمجرد تسلل أشعة الشمس من بين ألواح خشبية في سقف غرفتها بمنزلهم البسيط في مركز الحسينية تستيقظ الصغيرة تكتب واجباتها المدرسية وتذاكر دروسها لمدة نحو ساعتين بعد تناولها طعام الإفطاروتسارع بالخروج لتستقل "التوك توك" وتبدأ في مباشرة عملها ثم تعود إلى منزلها قبل حلول المساء بوقت قصير.

بنت الحسينية التي أصبحت حديث قريتها والقرى المجاورة جاءت قصتها على لسان "علاء الشبراوي" أحد أهالي قرية شميس التابعة لمركز الحسينية. مشيرا إلى أن الطفلة لفتت نظره أثناء توجهه لزيارة أحد معارفه في القرية. لافتا إلى أنه توجه إلى منزل أسرتها ووجدهم 7 أفراد يعيشون في منزل بسيط يفتقر لكثير من مستلزمات المعيشة الآدمية كما أن السقف عبارة عن ألواح حشبية لا تقيهم أمطار الشتاء أو حرارة الشمس في الصيف. مؤكدا أن الأسرة تحتاج إلى المساعدة خاصة في ظل مرض الأب من عدة سنوات.

وروى "أحمد حسين عبدالقادر" 43 عاما والد الطفلة تفاصيل إصابته التي أقعدته عن العمل قائلا: " كنت أعمل كهربائي منذ نحو 35 عاما وأكسب قوت يومي بعرق جبيني حتى أصيبت في حادث تصادم أثناء عودتي برفقة أبناء عمومتي من زيارة أحد أقاربنا في محافظة الإسماعيلية. لافتا إلى أنه أصيب بكسر في الفخذين والساق اليميى واليسرى". وتابع: "أجريت 4 عمليات بمستشفيات الإسماعيلية والزقازيق الجامعي ومستشفى الخير والبركة". موضحا أنه ظل طريح الفراش لمدة عاميين متتالين قبل أن يتمكن من الحركة ببطئ أو زحفا على قدميه. مشيرا إلى أنه يحتاج إلى إجراء عملية جراحية تتراوح تكلفتها ما بين 150 ألف جنيه لـ 350 ألف جنيه.

وأضاف: أنه بعد الحادث ساعده أهل الخير على تدبير احتياجات المعيشة ثم جمعوا له مبلغ من المال لشراء توك توك مستعمل واستعان بأحد الأشخاص لقيادته إلا أنه لم يكن يهتم بالعمل مثله مثل آخرين ودائما يرددون بأن الإيراد تم إنفاقه على إجراء إصلاحات للتوك توك. مشيرا إلى أنه منذ عام ونصف طلبت منه ابنته "نورا" تعليمها قيادة التوك توك لمساعدتهم على توفير نفقات المعيشة.

وتابع: "أخبرتها أنها مازالت صغيرة وأن هذا العمل صعب إلا أنها أصرت قائلة: "مش عاوزين نحتاح لحد". مشيرا إلى أنه وافق على رغبتها على أن تقوم بتوصيل السيدات والفتيات فقط داخل قريتهم بحر البقر 1 وعند طلب أى شخص توصيله لمشوار خارج القرية أو مسافة بعيدة يستقل التوتوك معها أثناء عملها حتى لا تتعرض لأي مكروه". مؤكدا عدم وجود أي مصدر دخل لهم سوى التوك توك.

وأوضح أنه تزوج عام 2000 وأنجب 3 فتيات أعمارهن 19 و18 و15 عام إلا أن زوجته توفيت عام 2007 إثر سقوط مصعد مزرعة دواجن عليها أثناء عملها وتزوج من امرأة أخرى وأنجب " نورا 11 عام تلميذة بالصف الخامس الابتدائي، وألاء تلميذة في الصف الثالث الابتدائي ومحمد 4 سنوات".

ولفت إلى كان يتقاضى معاش تكافل وكرامة من التضامن 440 جنيه وزوجته 700 جنيه شهريا إلا أنه توقف الصرف دون معرفة السبب". موضحا أنه قضى عامين يتردد على الجهات المختصة حتى يحل وزوجته على معاش تكافل وكرامة وتقاضوه لمدة 8 أشهر فقط ثم توقف الصرف منذ نحو عام ونصف وحتى الآن.

وطالب الأب وأهالي القرية الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية ومديرية التضامن بإعادة صرف معاش تكافل وكرامة له وزوجته حتى يمكن توفير دخل لهم قد يعنيهم على تحفل نفقات المعيشة.

يشار إلى أن طفلة في مركز فاقوس كانت تعمل سائقة توك توك حتى تدخل محافظ الشرقية وقرر إقامة كشك لأسرتها لمساعدتهم على تحمل نفقات المعيشة على أن لا تعود الطفلة لقيادة التوك توك.