في غياب ترامب عن مراسم التنصيب.. كيف سيتسلم بايدن الحقيبة النووية؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


ساعات قلائل تفصلنا عن بداية عهد جديد فى الولايات المتحدة، مع بدء مراسم تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن، ليكون الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، خلفا للرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، دونالد ترامب، الذى أخفق فى كسب ثقة وتأييد الأمريكيين لفترة رئاسية ثانية، خلال الانتخابات التى جرت فى الثالث من شهر نوفمبر الماضى، والتى طالما طعن ترامب على نتائجها، وزعم تزويرها، من دون أن يقدم دليلا يثبت صحة مزاعمه.

وتأتى مراسم تنصيب بايدن، فى وقت يحبس فيه الأمريكيون أنفاسهم، وتتجه الأنظار إلى مبنى الكابيتول، خشية من أن تتعرض مراسم التنصيب للاختراق من قبل مجموعات تخريبية، على غرار ما حدث من اقتحام جمع كبير من أنصار ترامب لمبنى الكابيتول، بناء على دعوته لهم بالتوجه إلى الكونجرس، فى الوقت الذى اجتمع فيه أعضاؤه لإقرار نتيجة التصويت فى الانتخابات الأمريكية، وإعلان فوز منافسه جو بايدن.

ومما زاد من حدة التوتر والخوف من الفوضى والتخريب، ما أفاد به تقرير استخباراتى أمريكى أكد أن مجموعات يمينية متطرفة بحثت تخريب مراسم تنصيب بايدن، حيث حذر مكتب التحقيقات الفيدرالى "إف بى آى" أجهزة الأمن فى واشنطن، من أن أفراد الجماعات المتطرفة يخططون لتخريب الحدث عبر التصرف بشكل أحادى، وهو ما يندرج ضمن ظاهرة «الذئاب المنفردة».

وبينما يودع البيت الأبيض ترامب وعائلته، ويستعد لاستقبال سكانه الجدد، لن يكون ترامب ضمن الحاضرين لمراسم أداء خليفته جو بايدن اليمين الدستورية، لكن غيابه يثير أسئلة حول عملية التسليم الأهم، عند تداول السلطة بين رئيسين أمريكيين، وهى الحقيبة النووية.




تسليم الحقيبة النووية

عادة ما يحمل الحقيبة النووية، التى يطلق عليها «كرة القدم النووية»، والتى تحتوى على معدات ومستندات يستخدمها الرؤساء الأمريكيون لتوثيق أوامرهم وشن ضربة نووية، مساعد عسكرى يرافق الرئيس فى جميع الأوقات.

وفى يوم تنصيب الرئيس الجديد، يتم تسليم الحقيبة عادة إلى مساعد عسكرى آخر يقف على المنصة، أو بالقرب منها، أثناء أداء الرئيس المنتخب اليمين الدستورية.

وبما أن ترامب لن يحضر مراسم تنصيب بايدن، وسيغادر واشنطن صباح يوم التنصيب، فإنه سيصطحب الحقيبة النووية معه إلى وجهته الجديدة، وبذلك ستكون هناك حقيبتان على الأقل فى موقعين مختلفين، فى واقعة فريدة تتطلب ضمانات عدة لنقل السيطرة النووية من رئيس إلى آخر، دون النظر إلى الظروف التى تشهدها البلاد.

وبموجب الدستور الأمريكى، يحتفظ الرئيس بكامل سلطاته حتى لحظة تسلم الرئيس الجديد منصبه وأدائه القسم عند ظهيرة يوم التنصيب.

لذا يبرز تساؤل بشأن كيفية استلام بايدن الحقيبة بعد تنصيبه وحلف اليمين.

ففى تلك المرة، تختلف عملية تسليم الحقيبة النووية قليلا عما كانت عليه فى المرات السابقة، بسبب غياب ترامب عن حفل تنصيب خلفه.

فحين يسافر ترامب إلى فلوريدا على متن طائرة الرئاسة، صباح الأربعاء، يرافقه مساعد عسكرى يحمل الحقيبة النووية، لكن المساعد يغادر عند منتصف النهار عائدا إلى العاصمة واشنطن برفقة الحقيبة، بحسب ما نقلت شبكة «CNN» الأمريكية عن الخبير النووى ستيفن شوارتز.

وأوضح ستيفن شوارتز أن المكتب العسكرى للبيت الأبيض لديه حقيبة ثانية ستبقى فى واشنطن العاصمة، لاستخدام بايدن، وستنتهى أثناء أداء الرئيس المنتخب القسم، صلاحية رموز البطاقة البلاستيكية التى يحملها ترامب.

ويتلقى بايدن البطاقة البلاستيكية النووية، صباحا، عندما يتم إطلاعه ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس، على عملية بدء ضربة نووية، لكن رموزهما لن تكون فعالة حتى ظهر الأربعاء.


ما هي الحقيبة النووية؟


الحقيبة النووية، التى يطلق عليها «كرة القدم النووية»، هى حقيبة تزن 45 رطلا، أى ما يوازى 20 كيلوجراما، ملفوفة بالجلد الأسود، وتحتوى على رموز ومفاتيح يحتاجها الرئيس الأمريكى إذا قرر شن ضربة نووية.

عادة ما ترافق تلك الحقيبة الرئيس الأمريكى أينما ذهب، ويتناوب 5 جنود أمريكيين تم تدريبهم مسبقا على حمل تلك الحقيبة.

قال عنها مايكل دوبس، المراسل السابق فى "واشنطن بوست"، إنها «أداة القوة المطلقة، آلة يوم القيامة التي يمكن أن تدمر العالم بأسره».

وقد رافقت الحقيبة النووية كل رؤساء الولايات المتحدة عندما يكونون بعيدًا عن البيت الأبيض، منذ أزمة الصواريخ الكوبية فى عام 1962، بعد أن شعر جون كينيدى بالتوتر بسبب تهديد من الدولة الكاريبية الصغيرة.

أطلق على الحقيبة النووية «كرة القدم النووية»، نسبة إلى خطة الحرب النووية فى عهد أيزنهاور، والتى تحمل الاسم الرمزى «Dropkick»، وتم إنشاؤها للتأكد من أن خيار الحرب النووية كان دائمًا بالقرب من الرئيس.

وفى المجمل فإن هناك 3 حقائب، واحدة مع الرئيس، وواحدة مع نائب الرئيس، والأخرى محفوظة فى البيت الأبيض.

ويتسلح حاملو الحقيبة النووية بمسدسات "«بيريتا»، ولديهم تعليمات بإطلاق النار على أى شخص يحاول أخذها، كما لا يتم الإعلان إلا عن القليل عما بداخل الحالات ويتم تغييره بشكل منتظم، لكن الهوائى الصغير الذى يظهر أعلى العلبة يعنى أنه من المحتمل أن يحتوى على هاتف يعمل بالأقمار الصناعية.

وتضم الحقيبة النووية أيضا كتابا من 75 صفحة، يُطلع الرئيس على خياراته لتوجيه ضربة نووية، مع إلقاء الضوء على أماكن أخرى يمكن أن يختبئ فيها أثناء حرب نووية، لكنها وخلافا للاعتقاد الشائع لا تحتوى على زر تشغيل.

ويوجد بالحقيبة ملف من 10 صفحات، يحتوى على تفاصيل الاتصال بالقادة العسكريين إلى جانب بطاقة مغلفة مختومة تعرف باسم «بسكويت»، وتبدو هذه البطاقة كبطاقة ائتمان كبيرة، وتظهر حروف وأرقام الرمز الذهبى، الذى يتعين على الرئيس حفظه.

وفى حالة وقوع ضربة نووية، يذكر الرئيس بصفته القائد العام للقوات المسلحة الأمريكية الرمز، إلى مركز القيادة العسكرية الوطنية، فى واشنطن العاصمة، الذى يكمل المهمة بناء على التعليمات التى لديه.

وعلى الرغم من الحقائب التى يتم الاحتفاظ بها فى البيت الأبيض عندما يكون الرئيس فى مقر إقامته، يُعتقد على نطاق واسع أنه يحمل بطاقة عليها رمز الإطلاق طوال الوقت.

وقبل تسليم الرئيس الأمريكى مهماته لمن سيخلفه، يضع مفتاح تشغيل النووى على المكتب الرئاسى فى مجلد مغلف بالشمع، ويُمنع على الجميع لمسه قبل الرئيس الجديد الذى سيجلس على كرسى البيت الأبيض.