الصناعة الوطنية تتقادم.. هل تعطي محطة الطاقة الشمسية "قُبلة الحياة" لمصنع الألومنيوم في نجع حمادي؟

محافظات

بوابة الفجر


اعتصامات لمطالبة بالحقوق، واجتماعات مستمرة للبحث عن حلول للخروج من النفق المظلم، وسط أزمات مستمرة تحيط بشركة مصر للالومنيوم، في ظل معاناتها المستمرة من ارتفاع أسعار الكهرباء، الذي يؤدي بدوره لخسائر كبيرة في الأرباح، بسبب التكاليف الباهظة في الانتاج.

5 مليارات و100 مليون جنيه سنويًا للكهرباء

وعلمت "الفجر"، أن التكلفة الشهرية للطاقة الكهربائية المستهلكة وصلت شهريا 425 مليون جنيه، لتصبح الفاتورة السنوية لاستهلاك الكهرباء 5 مليارات و100 مليون جنيه، وتكون مصر للألمونيوم ثاني أعلى المعدلات عالميا في تكلفة الطاقة الكهربائية المستهلكة لإنتاج واحد طن من مصهور الألومنيوم.

وتصل معدلات الاستهلاك اليومي 13 ألف و476 ميجا، والاستهلاك الأسبوعي يبلغ 94 ألف و335 ميجا، والاستهلاك الشهري يبلغ 404 آلاف و292 ميجا، فيما يبلغ الإنتاج السنوي 5 ملايين و661 ألف و869 ميجا وات، بتكلفة تتجاوز 5 مليارات جنيه سنويًا.

أسباب التراجع في الأرباح

رئيس نقابة العاملين بالألومنيوم، المهندس ياسر الجالس، يوضح لـ"الفجر"، أسباب تراجع أرباح الشركة، والتي تعود الى الزيادة الأخيرة في الكهرباء، تسببت في رفع التكلفة إلى 45%، حيث يتم دفع قرابة 14 مليون جنيه يوميًا لشركة الكهرباء، كقيمة استهلاكية للمصنع.
واكد الجالس، ضرورة ربط سعر الكهرباء بسعر الخام العالمي، الأمر الذي سيعمل على تقليل نسبة الخسائر التي تواجهها الشركة، بسبب القيمة الكبيرة التي يتم دفعها إلى وزارة الكهرباء، والتي تصل إلى 5 مليارات جنيه سنويًا أو يزيد.

"القرش" الزيادة يكبدنا خسائر 50 مليون سنويًا

وأوضح رئيس النقابة، كل قرش زيادة في أسعار الكهرباء، يتسبب في زيادة نسبة التكاليف بقرابة 50 مليون جنيه سنويًا، مؤكدًا أن الشركة تعتمد اعتمادًا كليًا في عملية الإنتاج على شقين أساسيين، وهما الكهرباء وخام الأمونيا، وارتفاع أي منهما يتسبب في خسائر فادحة، نتيجة انخفاض سعر طن الخام، والذي لا يقابل سعر الإنتاج.

وناشد الجالس، الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ووزير الكهرباء، بضرورة العمل على إنقاذ الصناعة الوطنية الخاصة بشركة مصر للألمونيوم، مؤكدًا أن اتجاه الشركة لتخفيض إنتاجها، يؤثر بشكل كبير على تلك الصناعة الرائدة.

عضو مجلس إدارة الشركة: يجب توفير حل سريع لأزمة الطاقة

فيما أوضح المهندس محمد عبدالهادي عزب، عضو مجلس إدارة الشركة لـ"الفجر"، أنه لابد وأن تعمل الدولة على توفير حل سريع وجذري لحل أزمة ارتفاع أسعار الكهرباء التي تتعامل بها الشركة.
وأشار الى أن هناك قرابة 9 شركات أخرى قدمت مناقصة مشروع التوسعات الخاصة بالمصنع، والتي ستقام على مساحة قرابة 80 فدانًا، لرفع إجمالي الطاقة الإنتاجية للشركة إلى 570 ألف طن سنويًا، في إطار خطة الشركة الطموحة.

العضو المنتدب: واجهنا عامًا صعبًا

يقول العضو المنتدب لشركة مصر للالومنيوم، المهندس محمود سالم، إن الشركة واجهت عامًا صعبًا خلال السنة المالية الماضية، وتحولت لخسارة كبيرة، لكن ارتفاع أسعار الخام عالميا مؤخرا ساهم في تقليص هذه الخسارة خلال الفترة الحالية.

وتابع العضو المنتدب، أننا لا نطلب دعمًا أو معاملة خاصة من وزارة الكهرباء، لكن نأمل ألا تحاسب الشركة بأسعار تضعف منافستها عالميا في وقت انخفاض أسعار البيع، مشيرًا الى أن ارتفاع أسعار الكهرباء ما زال يمثل تحديًا كبيرًا للشركة، ويقلل فرصها التنافسية عالميًا خاصة في حال تراجعت أسعار البورصة العالمية لمعدن الألومنيوم.

ترشيد استهلاك وخطة لأنشاء محطة طاقة شمسية

ويوضح سالم، أن الشركة تعمل على ترشيد استهلاك الطاقة وتحسن الأداء المالي لها، والاتجاه لإنتاج مواد تامة الصنع لرفع القيمة المضافة لمنتجاتها كما أنها تدرس حاليًا زيادة إنتاجها ضعفين من خلال مشروع الخط السابع، بتكنولوجيا تقلل تكلفة الإنتاج.

ويضيف العضو المنتدب للشركة، أن مشروع محطة الطاقة الشمسية سيعمل على توفير الكهرباء للشركة، وندرس كافة الآليات والإجراءات التي تساهم في ترشيد استهلاك الطاقة في المصنع، بما لا يؤثر بشكل كبير على حجم الإنتاج، ولكن الشركة تحاول التوصل لاتفاق مع وزارة الكهرباء لتخفيض الأسعار.