أردوغان يقدم فروض الطاعة لإسرائيل ويعين سفيرًا جديدًا بتل أبيب

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


أكدت أنها ستحاول التواصل مع الحكومة التركية فى السر

على مدى الأسابيع الماضية، كانت تركيا ترسل إشارات غامضة إلى إسرائيل إما من خلال الصحافة أو أطراف ثالثة مثل رئيس أذربيجان، بشأن رغبتها القوية فى تحسين العلاقات بين البلدين. 

وكشف موقع إكسيوس الأمريكى عن الدور الذى لعبه رئيس أذربيجان فى الكواليس، فكتب الموقع: «لعبت كل من تركيا وإسرائيل أدوارا رئيسية فى انتصار أذربيجان الأخير على أرمينيا فى ناجورنو كاراباخ، الآن بعد عدة أسابيع من وقف إطلاق النار، يحاول الرئيس الأذرى إلهام علييف إصلاح العلاقات بين حليفيه، كما أكد مسئولون إسرائيليون كبار»، وقال مسئولون إسرائيليون إن علييف أثار التوترات الإسرائيلية التركية فى مكالمة أخيرة مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وأوضح مستشارو علييف لنظرائهم الإسرائيليين أن أردوغان رد بشكل إيجابى على فكرة تحسين العلاقات.

من جانبه أشار السفير الإسرائيلى السابق فى تركيا بينى أفيفى إلى ضرورة التعامل بجدية مع نية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفقا لما ذكرته صحيفة إسرائيل هايوم، وقال أفيفى، الذى خدم فى أنقرة من عام 2003 إلى عام 2007، إن حقيقة أن أردوغان سيسعى إلى استعادة العلاقات ليست مفاجئة بالنظر إلى بعض المصالح الأمنية المشتركة مثل إيران فى سوريا، ورأى السفير أنه من الجدير بالملاحظة أن الزعيم التركى يعلن عن اهتمامه بصوت عال كمؤشر على الاهتمام الصادق من جانبه، مضيفا: «إذا كان يتحدث، فهو يعنى ما يقوله».

1مغازلة إسرائيل

أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن العديد من التطورات تشير إلى بدايات المصالحة بين تركيا وإسرائيل، بعد عامين من استدعاء أنقرة سفيرها وبعد 10 سنوات من حادثة مافى مرمرة، «لكن إسرائيل ليست فى عجلة من أمرها». 

أكد التقرير أنه من المنتظر قدوم سفير تركى جديد قريبا فى إسرائيل، بعد عامين من استدعاء المبعوث السابق إلى أنقرة بعد مقتل الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية خلال الاحتجاجات على حدود غزة.

ووفقا لتقارير فى تركيا، فإن السفير الجديد هو أوفوك أولوتاس، 40 عاما، و الذى درس السياسة العبرية والشرق أوسطية فى الجامعة العبرية، «أولوتاس ليس دبلوماسياً محترفاً، وكان رئيس مؤسسة سيتا للبحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويتمتع بعلاقة صداقة قريبة من الرئيس رجب طيب أردوغان».

لكن التقارير حول السفير التركى الجديد فى إسرائيل ليست هى المؤشر الوحيد حول رغبة أنقرة فى استعادة علاقتها بتل أبيب، تحدث أردوغان للصحفيين بعد صلاة الجمعة الأخيرة فى عام 2020 بإسطنبول عن علاقة تركيا بإسرائيل والتى تشهد تعاوناً على كل المستويات بما فى ذلك التعاون الاستخباراتى. 

حاول أردوغان مغازلة إسرائيل دون أن يهز صورته المتصورة باعتباره مدافعا عن القضية الفلسطينية، قال أردوغان: «سياسة فلسطين هى خطنا الأحمر، من المستحيل بالنسبة لنا قبول سياسات إسرائيل بشأن فلسطين»، ولكنه أشار: «لو لم تكن هناك قضايا على أعلى المستويات لكانت علاقاتنا مختلفة تماما، نريد أن نصل بعلاقاتنا إلى نقطة أفضل»، مضيفا أن المحادثات على المستوى الاستخباراتى استؤنفت بين الجانبين. 

2تواصل سرى 

حسب موقع إكسيوس الأمريكى، بعد أن صرح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان علنا أنه يريد تحسين العلاقات مع إسرائيل، قررت الحكومة الإسرائيلية بدء تواصل منخفض مع تركيا من أجل تحديد ما إذا كانت نواياه صادقة، كما أكد مسئولان إسرائيليان للموقع الأمريكى. 

أضاف الموقع الأمريكى أن الحكومة الإسرائيلية غير متأكدة من كيفية قراءة الإشارات القادمة من تركيا، لكن وزير الخارجية جابى أشكنازى قرر عقد اجتماع بشأن هذه المسألة بعد تصريحات أردوغان، وحضر الاجتماع، الذى عقد يوم الأربعاء الماضى فى وزارة الخارجية، مسئولون كبار من مكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع والموساد.

وأكد مسئولون إسرائيليون للموقع الأمريكى،الذين تم اطلاعهم على الاجتماع، أن أشكنازى قال إنه بدأ بإرسال «تحسس هادئ» إلى الأتراك عبر عدة قنوات من أجل تقييم مدى جدية أردوغان حقا فى تحسين العلاقات مع إسرائيل.

وقال المسئولون إن إسرائيل لن تصدر أى رد فعل رسمى علنى على تصريحات أردوغان وستحاول التواصل مع الحكومة التركية فى السر، ويعتقد المسئولون الإسرائيليون أن لهجة أردوغان الجديدة مرتبطة بشكل مباشر بالتنصيب المرتقب للرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن.

3- أردوغان خائف 

قال أيكان أرديمير، المدير الأول لبرنامج تركيا فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وعضو سابق فى البرلمان التركى، لصحيفة جيروزاليم بوست إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يتمتع بعلاقة جيدة مع ترامب، الذى كان يحميه من إجراءات أكثر صرامة، بما فى ذلك العقوبات التى طالب بها كل من الجمهوريين والديمقراطيين فى الكونجرس الأمريكى، ووفقا لأردمير، فإن الرئيس التركى، الذى يشعر بالقلق من أن إدارة بايدن القادمة ستكون أكثر صرامة مع تركيا مما كانت عليه إدارة ترامب، يأمل فى كسب الحسنات من خلال المواقف الدبلوماسية بما فى ذلك التواصل مع إسرائيل.

وأشار إلى أن «أردوغان يأمل أيضا فى أن تؤدى الثرثرة حول التقارب التركى الإسرائيلى إلى تعطيل التعاون المتزايد فى مجال الطاقة فى شرق البحر المتوسط ، الأمر الذى أدى إلى تعميق عزلة أنقرة الدبلوماسية فى المنطقة». 

كما أضاف أن تركيا وإسرائيل لديهما إمكانات كبيرة لإقامة علاقات مربحة للجانبين فى المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية، لكن، حسب المحلل التركى، «هوس أردوغان بقيادة العالم الإسلامى يمنع أى تعاون قائم على الثقة، وطالما يواصل أردوغان تقديم أهم قاعدة لحماس خارج غزة، سيظل المسئولون الإسرائيليون حذرين من مبادرات الرئيس التركى».

من جانبه، يرى سونر كاجابتاى، مؤلف كتاب إمبراطورية أردوغان: تركيا وسياسة الشرق الأوسط، والباحث فى معهد واشنطن، أن هناك الكثير من الأسباب التى تقف وراء رغبة أردوغان فى استعادة علاقته القوية بإسرائيل، حسب كاجابتاى، منذ ما يقرب من 10 سنوات، أطلق أردوغان سياسة خارجية جديدة، تدعم الانتفاضات العربية وأيضا الانفصال عن الولايات المتحدة و كان الهدف النهائى هو جعل تركيا دولة ذات قوة فى الشرق الأوسط، وأضاف: «لم يحدث ذلك بعد عقد من الزمان، تركيا اليوم لديها أصدقاء أقل فى الشرق الأوسط، فى الواقع، باستثناء قطر ونصف ليبيا، ليس لدى أردوغان أصدقاء من الشرق الأوسط». 

ووفقا لكاجابتاى، فإن العامل الآخر الذى دفع قرار أردوغان هو أن الرئيس التركى «يريد أن يجذب بايدن والكونجرس الأمريكى»، وأشار: «لقد تابعت السياسة التركية والعلاقات الأمريكية التركية لمدة عقدين تقريبا،لم أشهد من قبل مثل هذا الارتفاع فى المشاعر المعادية لتركيا فى الكونجرس الأمريكى، وأعتقد أن أردوغان يعرف أنه إذا اقتربت تركيا وإسرائيل الآن، حيث إن إسرائيل هى أقرب حليف لأمريكا فى الشرق الأوسط، فسوف يكسب بذلك نقاطاً إضافية».