"دقيق وزيت زيتون و7 طبقات شاش".. كيف احتفظت شقيقتان بجثة والدهما لأكثر من 10 أيام ببولاق؟

حوادث

بوابة الفجر


مساء يوم وفاة العجوز الذي احتفظ ابنتيه بجثته أكثر من 10 أيام داخل مسكنهم بحي بولاق الدكرور غربي محافظة الجيزة، توجهت إحدى الشقيقتان إلى غرفته للإطمئنان عليه بعد تعبه في الصباح، لتجده ملقي على الأرض بجانب سريره.

ظنت الابنة سقوط والدها أرضًا لكونه مريض " ضغط وسكر"، فطلبت من شقيقتها أن تجلس بجوار والدها، وتوجهت هي لشراء زيت زيتون ودقيق بـ10 جنيه وشاش وقطن طبي من الصيدلية القريبة من مسكنهم.

صعدت الابنة إلى مسكنهم، وبيدها ما اشترته، وقامت بدهن زيت لوالدها أسفل عينه.. "لقيت تحت عينه أسود"، وحاولت تغيير ملابسه، لكنها وجدتها ضيقة لبدء انتفاخها، ما دفعها إلى قصها، ودهنت الشقيقتان جسد والدهما بزيت الزيتون والدقيق، ثم قاما بلفه 7 طبقات بالشاش والقطن ووضعاه في أرضية الصالة.

تحقيقات أجهزة الأمن بالجيزة، توصلت إلى أن المتوفي كان يعمل رقيب، وتم ترقيته لضابط قوات مسلحة، وبعد بلوغه السن القانوني للمعاش التحق للعمل بشركة خاصة.

وبينت التحقيقات إلى أنه منفصل عن زوجته ويقيم رفقة ابنتيه ( الكبرى حاصلة على ليسانس حقوق ومنفصلة عن زوجها، والصغرى طالبة بالفرقة الثانية بإحدى الكليات )، بالشقة محل الواقعة.

وأشارت التحقيقات إلى أن كاميرات المراقبة رصدت يوم 22 ديسمبر، توجه إحدى الشقيقتين صيدلية قريبة من مسكنهم لشراء قطن وشاش طبي.

وبينت التحقيقات إلى أن قوات الشرطة علمت بالواقعة، يوم الأحد من الأسبوع الجاري، وعلى إثرها انتقلت إلى الشقة محل البلاغ، ما يشير إلى احتفاظ الشقيقين لجثة والدهما لأكثر من 10 أيام.

على مدار 3 عقود عاش "محمد.ش"، رفقة ابنته، داخل شقتهما، بحي بولاق الدكرور غربي الجيزة، حتى تعلقا به وحاز على عقلهما وقلبهما، لكونه القائم بكل الأدوار، بعد انفصاله عن والدتهما، حتى حصلتا على ليسانس كلية الحقوق.

تعلق الشقيقتان بوالدهما كان أحد الأسباب في فشل زواجهما، لتعلق كلا منهم بالآخر، ومنذ فترة ليست طويلة حضر طليق الإبنة الكبرى أملا في إعادتها إلى وردها لكنه اصطدم برد فعل غريب من قِبل حماه "الموضوع خلص.. وأنا مش هرجعهالك".

مطلع الأسبوع الماضي تلاحظ لجيران الرجل العجوز اختفاءه وعدم ذهابه لقضاء الصلوات في المسجد القريب من منزله كعادته، وحينها اعتقدوا أنه يمر بوعكة صحية دون التفكير في السؤال عنه اكونه محبا للانطوائية.. "كل واحد عايش في حاله".

آواخر الأسبوع ذاته حضرت طليقة العجوز لزيارته لكن ابنته الكبرى "جهاد" رفضت فتح باب الشقة لها، وأخبرتها من وراء الباب "بابا مش موجود.. سافر البلد يحضر واجب عزاء".

وفي اليوم التالي حضر ابن شقيقه بطلب من أبيه للاطمئنان على عمه لكن الرد لم يختلف "بابا قافل الباب علينا وهو مش موجود".

رواية الشقيقتان لم تقنع عمهما، عند محاولته رؤية شقيقه، حيث اخبرتاه.. "بابا نايم يا عمو لما يصحى هقوله أنك سألت عنه".

مكالمة هاتفية جمعت طليقة العجوز بشقيقه بعد تغيبه في ظروف غامضة، وعدم الإقتناع برواية ابنتيه، ما دفعه إلى التوجه إليه مرة آخرى، لكن مبررات الشقيقتان لم تتغير، ما دفعه إلى اتهامه لهما.. "هو مات وانتم مخبيين عني".

سمح الشقيقتان لعمهما بالدلوف إلى داخل الشقة، اشتم رائحة كريهة تنبعت من داخل الشقة، ما أثار الشكوك حول الشقيقتان، فأخذ يبحث عن شقيقه في غرف الشقة، حتى وقعت الصدمة الكبرى.

عثر العم على جثة شقيقه في حالة تعفن ملفوفا في "شاش وقطن طبي"، فلم يتردد في إبلاغ الشرطة.

دقائق معدودة وحضرت قوة أمنية من قسم شرطة بولاق الدكرور بإشراف العقيد أيمن الشرقاوي مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم محمد الجوهري رئيس مباحث القسم، لفحص البلاغ، وبمناقسة الشقيقتان قررتا أن والدهما توفى منذ نحو 10 أيام.. "بابا تعب فجأة ولونه بدأ يتغير فلفيناه بالشاش والقطن".

وأوضحت الشقيقة الكبرى.. "أنا كفنته زي الميت، وفضلنا قاعدين معاه مش مصدقين أنه مات".

واصطحبت القوة الأمنية الشقيقين إلى ديوان القسم، لاستكمال التحقيقات معهما تحت إشراف اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، وجرى نقل الجثة المتعفنة إلى المشرحة تمهيدا لتشريحها ودفنها، بعد ورود تقرير الطب الشرعي حول سبب الوفاة.