حظر التظاهر واعتقال الطلاب.. أردوغان يواصل قمع الأتراك

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواصل قمع معارضيه من الأتراك، الذين ضاقت بهم السبل، في ظل الأزمات المتلاحقة التي تشهدها تركيا في مختلف المجالات، وخصوصا الأزمة الاقتصادية الحادة، والانهيار الاقتصادي، الذي جاء نتيجة لسياسات أردوغان ونظامه حكومته وحزبه الحاكم، التي تتسم بالعدوانية، وهو ما جعل أنقرة تعيش حالة من العزلة السياسية، بعدماء ساءت علاقاتها بدول العالم، وخصوصا دول الجوار، نتيجة تدخلاتها السياسية والعسكرية في شؤون الدول، الأمر الذي يرهق الخزينة التركية، ويؤدى بالتبعية إلى تردي الأوضاع الاقتصادية أكثر مما هي عليه.

وعلى الرغم من تلك الأزمات، التي أوشك الشعب التركي على الانفجار بسببها، حتى إن الكثير منهم يعقد آمالا كبيرة، إلى جانب المعارضة التركية، على سقوط نظام أردوغان برمته، وإجراء انتخابات مبكرة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا الدولة التي تقف على حافة الهاوية، بفعل سياسات أردوغان وحاشيته، تواصل الأجهزة الأمنية التركية إلى جانب حكام الولايات التابعة لأردوغان قمع المعارضين، وعدم السماح لهم بالتظاهر أو الاعتراض على ما يجري.

حظر التظاهر في إسطنبول:

فولاية إسطنبول أعلنت حظر جميع أنواع التجمعات والمظاهرات والمسيرات في منطقتي بشيكتاش وساريير، إثر دعوات للتجمع أمام حرم جامعة بوغازيجي "البسفور"، فيما يعكس خوفًا من تكرار سيناريو احتجاجات جيزي 2013، وفقا لما ذكرته صحيفة "زمان" التركية المعارضة.

وأكدت الصحيفة التركية أنه بينما تستمر احتجاجات الطلاب على تعيين مليح بولو، رئيسا لجامعة بوغازيجي، فرضت ولاية اسطنبول حظرًا على الاجتماعات في منطقتين، متعللا بجائحة كورونا كسبب لحظر التجمعات والمظاهرات والمسيرات التي تغطي منطقتي بشيكتاش وساريير.

وتعليقًا على دعوة للتجمع أمام الحرم الجامعي، قال والي إسطنبول، علي يرلي كايا، في تغريدة له، عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" إن بعض المنظمات والمجتمعات غير الحكومية تطالب بعقد اجتماع أمام حرم جامعة بوغازيجي عبر الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، معتبرا أن التجمهر المخطط له قد يؤثر سلبا على جهود حماية المجتمع من الوباء ومنع انتشار كورونا، ومؤكدا أن الاجتماعات والتظاهرات والمسيرات ممنوعة في هذه الأحياء.

وطالب يرلي كايا المواطنين بتجنب جميع أنواع المواقف والسلوكيات التي تشكل جريمة وأن يتصرفوا بحكمة، وأكد أن الشرطة ستؤدي بحزم واجباتها وصلاحياتها ومسؤولياتها التي ينص عليها القانون.

وعلى مدار يومين اعتقلت شرطة إسطنبول 36 من المشاركين في الاحتجاجات، والمطلوبين أمنيا بتهمة مقاومة ضباط الشرطة، وخرق قانون حظر التظاهر، ووجهت لبعضهم تمة الانتماء لتنظيمات إرهابية.

وقال أعضاء في هيئة التدريس بجامعة البوسفور، أنهم يحتجون على أن مليح بولو، وهو مرشح حزب العدالة والتنمية السابق للبرلمان الذي جرى تعيينه رئيسا للجامعة بقرار من أردوغان، هو أول رئيس جامعة يتم اختياره من خارج الجامعة منذ الانقلاب العسكري في تركيا عام 1980، وأضافوا: "لا نقبل ذلك، لأنه ينتهك بوضوح الحرية الأكاديمية والاستقلالية العلمية وكذلك القيم الديمقراطية لجامعتنا".

وعين أردوغان مليح بولو الحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال، رئيسا لجامعة البسفور في إسطنبول.

ويريد أردوغان عبر رجاله السيطرة التامة على الحرم الجامعي، الذي تختفي فيه حرية التعبير، ويشيع الرعب بداخله بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، إذ يخشى الجميع أن يصدر قرار بفصله إذا وصلت شكوى ضده بأنه يعارض الرئيس أو يتعاطف مع معارضيه.

اعتقال طلبة جامعة البسفور:

وبحسب الصحيفة ذاتها، شنت عناصر الشرطة التركية، صباح اليوم الأربعاء، حملات أمنية جديدة ضد طلاب جامعة البسفور المحتجين على تعيين مليح بولو رئيسا للجامعة بقرار من الرئيس التركي.

وبزعم مخالفة الطلاب للقانون رقم 2911 ومقاومتهم قوات الأمن خلال احتجاجات يوم الإثنين الماضي، للإعراب عن رفضهم لرئيس الجامعة الجديد، تم اعتقال مجموعة جديدة من الطلاب المشاركين في الاحتجاجات.

وذكرت الصحيفة التركية أيضا أن عناصر بالشرطة أقدمت على تصرف غريب من أجل اعتقال أحد الطلاب، حيث حطمت جدار منزله من أجل التأكد من وجوده بالداخل.