ياسر شوقى يكتب: «سلام الدم» جمعة فرحات لا يتوقف عن القتال ولا عن الرسم ولا عن المواجهة

مقالات الرأي

بوابة الفجر


فى زمن الهرولة نحو التطبيع أصدر رسام الكاريكاتير الكبير جمعة فرحات كتاباً فى 359 صفحة من القطع المتوسط، عن دار «صندوق للنشر والتوزيع» تحت عنوان «سلام الدم- 60 عاماً من الصراع العربى الإسرائيلى» يضم رسوماته منذ بداية التسعينيات من القرن الماضى وحتى 2011 فى الصحف المصرية باللغتين العربية والإنجليزية، ويتناول الكتاب سياسات رؤساء وزراء إسرائيل التى سعت منذ إسحق شامير وحتى بنيامين نتنياهو لالتهام أراضى الشعب الفلسطينى وضياع الحق العربى فى القدس المحتلة.

يبدأ الكتاب الفاخر من حيث الطباعة والتنسيق بمقدمة للكاتب السياسى محمد الخولى، يتناول فيها الحكايات والأساطير الصهيونية حول حقهم فى تراب فلسطين المحتلة من خلال رواية «طوبى للخائفين» التى أصدرتها منذ سنوات طويلة «يائيل» ابنة «موشى ديان»، والتى يقف فيها البطل أمام أبيه الذى جاء من أصقاع بعيدة للاستيطان فى أرض فلسطين، ليأخذ منه حفنة تراب من الأرض المحتلة، ويقول له الأب: إليك هذا التراب .. اقبض عليه.. تشممه.. تذوقه.. هذا هو ربك الوحيد.

وتشير هذه الفقرة كما يقول الخولى إلى أنهم يعبدون الأرض لدرجة أنهم يلوكون فى أدبياتهم الفنية والسياسية تعبيراً غريباً: بقدر ما نشتاق إلى الأرض.. فإن الأرض تشتاق إلينا.

ويرى الكاتب الكبير عادل حمودة، أن جمعة فرحات فنان لا يتوقف عن القتال ولا عن الرسم ولا عن المواجهة، وأن استمراره المتدفق هو فن المقاومة التى تمنحها السماء، والنفس الطويل الذى يتمتع به فنان الكاريكاتير هو السر الحقيقى لموهبته، ولا جدال فى أن جمعة فرحات يمتلك هذا السر.

ويشير غلاف الكتاب إلى آراء كبار فنانى الكاريكاتير فى مصر عن فن جمعة فرحات، منهم الفنان الكبير ومصمم الكتب محيى الدين اللباد، الذى قال: «جمعة» موقف غير متعجل، يرسم شخصياته بدأب وإخلاص مثل كل ما يعمله، وهو أيضاً مثل أغلب زعماء الرسامين عندنا وفى الخارج، لا يكترث بتحسين رسوماته بالمحسنات البديعية التشكيلية، ويحرر نفسه منها.

وأيضاً الفنان الكبير زهدى العدوى، الذى قال: نرى فى رسوم جمعة أهدافاً محددة ومنقاة من الشوائب والحواشى والفروع، هذا التحديد أتاح له أن يرتفع بأفكاره إلى مستوى عالٍ من التأثير.