مندوبون عن الرئاسة والداخلية والأزهر في احتفال "الأسقفية" بعيد الميلاد

أقباط وكنائس

الكنيسة - أرشيفية
الكنيسة - أرشيفية


حنا: مصر تبني إنجازات ضخمة نشكر الله عليها

اختتمت الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية احتفالات عيد الميلاد المجيد اليوم، وسط التزام بالإجراءات الاحترازية. 

وقال المطران منير فى عظة قداس العيد: بينما يسود العالم كله شعور بالقلق والخوف من انتشار الوباء وظهور سلالات جديدة من الفيروس، فإن ميلاد المسيح ينير الظلمة، مضيفًا: لا شك إن العالم من حولنا يئن بسبب أحبائنا الذين فقدناهم وبسبب التباعد الاجتماعي بين الأسر والأصدقاء وتدهور الاقتصاد والبطالة.

وتساءل المطران: فهل من المناسب أن نحتفل بميلاد المسيح فى وسط كل هذه الأحداث؟ مضيفا: لقد فكرت كثيرًا في هذا الأمر ووجدت أن ميلاد المسيح مرتبط بالنور والنور ينير في الظلمة ويعطي الرجاء للسالكين في الظلمة، سواء كانت هذه الظلمة بسبب الظروف القاسية أو بسبب خطايانا. 

واعتبر المطران أن الاحتفال بميلاد المسيح يساعدنا أن ندرك أنه بالرغم من كل الظروف الصعبة، يوجد إله محب ورحيم وقادر أن يمنحنا السلام والفرح في وسط كل الظروف التي تحاول أن تسلب سلامنا وتدفعنا إلى الحزن والاكتئاب. 

واستطرد: لكن يأتي سؤالًا آخر وهو هل يختبر الجميع هذا السلام وهذا الفرح المرتبط بميلاد المسيح؟ وقال: والإجابة هي لا بالتأكيد، معللا: لأن موقف الناس من ميلاد المسيح وتجسده يختلف من إنسان لإنسان، فهناك من ينظر إلى ميلاد المسيح كأي حدث تاريخي مهم، وهناك من لا يعبأ بالمسيح وهناك من يتخذ المسيح مخلصًا وسيدًا لحياته.

حنا: وعندما نقرأ قصة الميلاد كما وردت في الأناجيل نجد هذه المواقف المختلفة من ميلاد المسيح.

وأشار المطران إلى أن العذراء مريم عندما بشرها الملاك بأنها ستحبل وتلد ابنًا وسيدعى اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، آمنت وقبلت أمر الله وقالت "هوذا أنا أمة الرب"، بل ورنمت قائلة "تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى". لقد آمنت ولذلك فرحت بخلاص المسيح لها.، أما الرعاة فقال عنهم المطران: عندما بشرهم الملاك بميلاد المسيح، تغلبوا على مشاعر الخوف وانطلقوا ليروا الطفل المولود فى بيت لحم، وعندما التقوا بالطفل يسوع الذى كان مضجعا في مزود، عادوا وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ماسمعوه ورأوه، أي أنهم أيضًا اختبروا الفرح لأنهم رأوا المسيح الذي كان الشعب ينتظره وآمنوا به.

واستكمل: أما المجوس الذين كانوا يشتاقون أن يروا الملك العظيم الذى رأوا نجمه في السماء وأدركوا أن هذا الملك سوف يغير مجرى التاريخ. ودفعهم هذا الاشتياق أن يرتحلوا مسافات بعيده من بلاد المشرق أو بلاد فارس حتى أتوا إلى أورشليم، مضيفا: وسألوا هيرودس الملك عن مكان الملك المولود، ولما لم يجدوه استمروا في بحثهم حتى وصلوا إلى بيت لحم ووجدوا يسوع فى مكان حقير وآمنوا أن هذا الطفل الذي يرقد في مزود هو الملك العظيم الذي جاءوا ليسجدوا له ويعبدوه، ويقول القديس متى أنهم فرحوا فرحًا عظيمًا جدًا. وقدموا له هدايا ذهبًا ولبانًا ومرًا وهذه الهدايا ترمز إلى كون المسيح ملكًا وكاهنًا وأنه سوف يجتاز في الموت.
 
ولفت إلى أن هيرودس عندما سمع بميلاد المسيح أحس بالتهديد، واضطرب لأنه خاف على عرشه وخطط أن يتخلص من المسيح المولود، فقال للمجوس الذين أتوا ليسألوا عن الطفل المولود "اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ»." (متى2:8) ولما لم يعد المجوس ليبلغوه بمكان ميلاد المسيح، أرسل وقتل جميع الأطفال من ابن سنتين فما دون. وهنا نرى أن هيرودس امتلأ بالخوف وارتكب أفظع جرائم لأنه لم يقبل المسيح ملكًا ومخلصًا.

موقف اليهود من مولد المسيح
لفت المطران النظر إلى موقف الكهنة اليهود من الميلاد فقال: نبحث فى موقف رؤساء الكهنة اليهود فقد كانوا يعرفون بالتحديد أين سيولد المسيح لأنهم كانوا يعرفون جيدًا كل النبؤات التى كُتبت فى التوراة، لكنهم لم ينتظروه لأن معرفتهم كانت معرفة تاريخية لم تحرك قلوبهم لذلك لم يعبأوا بخبر الميلاد، ولم يحاولوا أن يذهبوا إلى بيت لحم ليتحققوا من الأمر ويتقابلوا مع المسيح الذى ينتظره الجميع.

ووجه رسالته للمسيحين قائلًا: أحبائي إن هذه المواقف المختلفة تتكرر اليوم، فهناك من يؤمن ويشتاق أن يتقابل مع المسيح وهذا يمتلئ بالفرح والرجاء حتى فى ظلمة هذا العالم، 

وواصل: وهناك من يرفض المسيح ويشعر بالتهديد عندما يُحكى عنه مثل هيرودس، ومثل هؤلاء يعيشون ويموتون فى الشر والخطيه وهناك من يعرف جيدًا عن المسيح لكن هذه المعرفة التاريخية لا يصاحبها إيمان واشتياق لمقابلة المسيح، وهؤلاء يصابون بالعمى الروحى ولايستطيعون رؤية الحق كرؤساء الكهنة اليهود.

واختتم حنا كلمته: السؤال المطروح أمامنا الآن هو: ماهو موقفك من المسيح هل تشتاق أن تقابله فى حياتك أم أنك ترفضه أم أنك لاتعبأ به؟ يقول القديس يوحنا " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ." (يو1:12-13) 

وأضاف: نصلي لأجل مصر لقد عشنا بناء مشروعات عملاقة فالدولة تولي حق السكن رعاية خاصة وتبني آلاف الشقق كل يوم إلى جانب مبادرات مختلفة تهدف لرفعة الإنسان المصري مثل ١٠٠ مليون صحة، معربا عن شكره للرئيس السيسي وللحكومة المصرية التي تقود طفرة في الرخاء وتبني إنجازات ضخمة نشكر الله عليها.

حضور رسمي في الاحتفال
حضر الاحتفال اللواء أشرف جاب الله مندوب عن رئيس الجمهورية، اللواء عبد السميع شبانة مندوب وزير الداخلية، السفير أحمد إيهاب جمال الدين مساعد وزير الخارجية مندوب عن وزارة الخارجية، اللواء إبراهيم عبد الهادى مندوب محافظ القاهرة، الدكتور الشيخ محمد أبو زيد الأمير مندوب عن فضيلة الإمام الأكبر، السفير عبدالرحمن موسى مستشار فضيلة الإمام الأكبر، السفير البريطانى مستر جيفرى آدمز، اللواء محمد عقل رئيس حى غرب، المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية السابق، بينما هنأ بالبرقيات وتليفونيا رئيس مجلس الوزراء، البابا تواضروس الثانى، د.على جمعة، وزير الصناعة السابق د.ابراهيم فوزى، السفير رؤوف سعد.