أمد التنظيم بالأسلحة والمتفجرات.. أدلة جديدة على تورط أردوغان في دعم داعش

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لا تزال فضائح الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، تتكشف يوما تلو الآخر، إذ لا يتراجع، ولا يكف عن دعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية، والميليشيات المسلحة، كما يدفع بالمرتزقة إلى عدد من الدول، لإثارة الفوضى، بما يخدم مشروعه التوسعى، وأمله فى عودة الخلافة.

فالرئيس التركى، يجد فى علاقته بالجماعات والتنظيمات الإرهابية طريقا سهلا لتحقيق أطماعه، حتى ارتبط اسمه بتلك التنظيمات، ولاحقته اتهامات بدعم الإرهاب، وخصوصا تنظيم داعش الإرهابى، الذى تجمعه بأردوغان علاقات متبادلة، دائما ما تثير سخط المجتمع الدولى، وتؤثر بشكل سلبى على علاقات الدول كافة بتركيا، التى تعيش فى عزلة بسبب سياسات رئيسها الموالى للإرهاب.



أدلة جديدة على دعم أردوغان لتنظيم داعش

وفى تقرير بعنوان "شبكات المشتريات وراء برامج تسليح داعش"، أصدره مركز "بحوث تسليح الصراعات" فى بريطانيا، الذى يتعقب حركة الأسلحة والمعدات العسكرية إلى مناطق النزاعات حول العالم، تم لكشف عن أدلة جديدة على الدعم الذى تقدمه أنقرة للتنظيمات الإرهابية، من خلال شراء الأسلحة والمعدات الإلكترونية، والمواد اللازمة لصناعة المتفجرات، وتوريدها إلى تنظيم داعش الإرهابى.

وبحسب "سكاى نيوز عربية"، تم تتبع المشتريات الأكثر تكرارا لتنظيم داعش فى سوريا والعراق، بين عامى 2014 و2017، ذكر المركز أن منشآت تركية صغيرة، مثل متاجر هواتف أو شركات زراعية، كانت تشترى مستلزمات لصناعة المتفجرات، ومنها 6 أطنان من عجينة الألومنيوم التى تدخل فى صناعة المتفجرات، وعشرات الأطنان من السوربيتول المستخدم لإنتاج وقود الصواريخ.

وأكد التقرير أن وسطاء أتراك اشتروا هذه المواد وشحنوها إلى سوريا عبر أراضٍ كانت تابعة لتنظيم داعش، الذى دفع أموالا للمهربين ومسؤولى الحدود على جانبى الشريط الفاصل بين سوريا وتركيا لتسهيل نقل المواد، وتم نقل السوربيتول إلى سوريا عبر معبر أونشوبينار الحدودى، قرب غازى عنتاب.

كما شملت الشحنات معدات إلكترونية ومكونات طائرات من دون طيار وصواريخ وآليات مضادة للطائرات ومكونات لصناعة أسلحة كيماوية، تم شراؤها من أماكن عدة فى أمريكا الشمالية وأوروبا.

وكانت عمليات التهريب تتم من معابر قرب مدينتى سيفريك وأكشاكالى فى محافظة شانلى أورفا التركية، على الحدود السورية.

وتتسق النتائج التى توصل إليها المركز مع اتهامات الحكومة الروسية لتركيا أمام مجلس الأمن عام 2016، بأن السلطات التركية كانت متواطئة فى توريد مواد كيماوية إلى داعش.

كما كشف التحقيق أن شركة تركية مقرها إسطنبول دفعت ثمن أسلحة وبرامج وأجهزة لصالح تنظيم داعش.

وفى عام 2015، تم توثيق نقل المئات من شكائر سمادة النترات التى تستخدم لصناعة المتفجرات، من الأراضى التركية إلى مناطق نفوذ داعش فى سوريا عبر منفذ أقجة قلعة الحدودى، الذى أغلق فى عام 2016.

كما أكد التقرير أنه على الرغم من أن تنظيم داعش قد لا يسيطر على أراض الآن، فإن خلاياه المتبقية فى سوريا والعراق أصبحت نشطة بشكل متزايد فى عام 2020.



أردوغان ونفط داعش

وفى شهر سبتمبر الماضى، تم الكشف عن أحد أهم المخططات التركية بقيادة أردوغان، الذى سعى إلى بسط سيطرته ونفوذه على العديد من دول المنطقة، بشكل غير مباشر، من خلال الدفع بالجماعات الإرهابية الموالية له للسيطرة على تلك البلاد، وخير دليل على ذلك ما حدث فى العراق وسوريا.

ففى عام 2014، ومع بداية الخطر الحقيقى لتنظيم داعش الإرهابى فى الشرق الأوسط، تمكن التنظيم من السيطرة على ثلث العراق ونصف سوريا، وتجنيد نحو 200 ألف مقاتل فى صفوفه، ولم يكن لتنظيم إرهابى مثل داعش أن يصل إلى ما وصل إليه من دون مساندة ودعم الدول الراعية له، وفى مقدمتها تركيا، التى يدعم رئيسها التنظيم الإرهابى، حتى وإن كلفه ذلك إهدار ثروات بلاده، ليزداد مد ونفوذ التنظيم الإرهابى فى المنطقة شيئا فشىء، حتى نجح فى إنتاج النفط وبيعه، ليكون بذلك قد ضمن مصدرا مهما من مصادر الدخل، التى تنفق على التنظيم، وتكفل إمداده بالأسلحة والذخائر وأجهزة الاتصال المتطورة، لتنفيذ مخططاته وعملياته الإرهابية.

والمفاجأة فيما تم الكشف عنه تكمن فى أن الرئيس التركى أقام علاقات عدة مع التنظيم الإرهابى، سواء بالشراكة فى تجارة النفط، أو من خلال استضافة قادة وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، التى تعد الرحم الذى ولد منها تنظيم داعش الإرهابى، ومن هنا سنحت الفرصة أمام التنظيم الإرهابى للتمدد وإحكام قبضته والسيطرة على حقول النفط فى العراق وسوريا، ومن ثم إنتاج النفط الخام وبيعه، ويُعتقد أن تركيا كانت تلعب دور الوسيط فى عمليات البيع، من خلال قيام التنظيم الإرهابى بنقل النفط إلى تركيا، التى تقوم بدورها بتسويقه وبيعه للدول، على أن تقتسم عوائد النفط مع التنظيم الإرهابى.


تركيا تسمح بعبور الإرهابيين والانضمام لداعش

ولم يتوقف الدعم التركى لتنظيم داعش الإرهابى عند هذا الحد، وإنما جعل أردوغان من بلاده، وجهة لكل قيادات التنظيم، ولكل المتطوعين الراغبين فى الانضمام إلى التنظيم الإرهابى من مختلف الدول، حتى إن تركيا أصبحت مدخلا رئيسيا فى عبور هؤلاء الإرهابيين إلى العراق وسوريا للانضمام إلى التنظيم.

ولم يكن ذلك ليحدث دون علم تركيا، إذ إن أردوغان وحاشيته كانوا على علم مسبق بما يجرى، ومن أجل ذلك فتحوا أبواب بلادهم على مصراعيها لاستقبال الراغبين فى الانضمام لداعش ممن دخلوا إلى الأراضى التركية بشكل قانونى، ثم تسللوا إلى أماكن تواجد التنظيم فى العراق وسوريا دون تدخل يذكر من السلطات التركية، التى بدا جليا عملها بما يجرى، ومصلحتها فى ذلك، حتى إنها تورطت أيضا فى نقل الأسلحة والمعدات القتالية إلى تنظيم داعش، الذى سبق أن أعلن قيادى به أن أغلب المقاتلين الذين انضموا إليه فى بداية الحرب جاءوا عبر تركيا، وأن معدات وإمدادات التنظيم أيضا جاءت عبر تركيا، التى سمحت أيضا للتنظيم الإرهابى باستخدام أراضيها لمفاجأة خصومها بهجمات من داخل تركيا.