عوامل مكنت الإمارات من النجاح على احتواء فيروس كورونا

السعودية

بوابة الفجر


إن جملة "لا تشِلون هَم" هي كلمة السر التي استخدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)؛ وهذه الكلمات التي وجَّهها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، أكَّدت للعالم أن حياة الإنسان هي الأولوية المركزية لقيادتنا الرشيدة، كما أكدت أن الدولة مستعدة، في ظل الظروف الراهنة، لأن تكفل سُبل العيش الكريم لكل مَن يقيم على أرض الإمارات الطيبة، مواطناً كان أو مقيماً.

 

 

 

وبالتزامن مع بث روح الطمأنينة في نفوس شعب الإمارات عملت الدولة، من خلال مؤسساتها المعنية، على إدارة الأزمة من خلال استراتيجية متكاملة، وقدَّم المجتمع الإماراتي، من خلال تقيُّد أبنائه بالقرارات والتعليمات التي صدرت بهدف حصار انتشار الفيروس، نموذجاً رائعاً في الالتزام.

 

 

 

وبالرغم من تعدُّد الجهات المنوط بها المشاركة في التصدي لهذه الأزمة؛ فإن وزارة الصحة وجدت نفسها في موقع القيادة لجهود الدولة في إدارة الأزمة؛ وبدعم القيادة الرشيدة، وتضحيات كبيرة من كوادرها البشرية من الأطباء وهيئات التمريض والإداريين، تقوم الوزارة بدورها على أكمل وجه.

 

 

 

وقد اتخذت الدولة خطوة حيوية للغاية لحصار انتشار الفيروس، من خلال التوسع في إنشاء مراكز الفحص من المركبة لتشمل كل إمارات الدولة. وفي نهاية شهر مارس (آذار) الماضي، أعلنت مجموعة "جي 42" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، ومجموعة "بي.جي.آي" الرائدة عالمياً في مجال حلول الجينوم، إطلاق مختبر حديث بقدرات فائقة لإجراء عشرات آلاف الاختبارات. ويُعَدُّ المختبر الأول بهذا الحجم في العالم يتم تشغيله خارج الصين.

 

 

 

 

 

وحرصاً من دولة الإمارات على تفادي التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا المستجد؛ فقد اتخذت تدابير عدَّة، منها إطلاق حكومة أبوظبي 16 مبادرة لتحفيز النمو الاقتصادي، وتخفيف الأعباء عن الشركات، كما أعلن مصرف الإمارات المركزي دعمه البنوك العاملة في البلاد بقيمة إجمالية تبلغ 100 مليار درهم.

 

 

 

 

 

وقد كشفت هذه الأزمة عن جاهزية دولة الإمارات للتعامل مع الظروف الاستثنائية في كل المجالات، وعلى سبيل المثال؛ فإنه ومع تعليق التعليم في المدارس والجامعات، تم تطبيق مبادرة التعليم عن بعد بيسر وسهولة، في ظل البنية التكنولوجية التحتية القوية التي تتمتع بها الدولة.

 

 

 

 

 

وشهدت دولة الإمارات إطلاق الكثير من المبادرات، التي جسَّدت التلاحم المجتمعي الكبير، ومنها برنامج "معاً نحن بخير" لدعم الأفراد والعائلات الأكثر تضرُّراً في المجتمع بسبب الظروف الاستثنائية التي تمخَّضت عنها جائحة فيروس كورونا المستجد. كما تم إطلاق مبادرة "صندوق الإمارات وطن الإنسانية"، ويهدف إلى تعزيز جهود الدولة في الحد من تداعيات الفيروس الصحية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، ويتلقى الصندوق مساهمات الأفراد والمؤسسات المادية والعينية.

 

 

 

 

 

وقد قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بجهود متواصلة، منذ بداية الأزمة؛ لدعم الجهود الدولية لمكافحة الفيروس، وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، على التواصل المستمر مع عدد من قادة العالم للتباحث حول تداعيات هذه الأزمة. وتشير الإحصائيات، التي نشرتها وزارة الخارجية والتعاون الدولي، إلى أن الدولة قدمت حتى الآن 260 طناً من المساعدات توزَّعت ما بين 24 دولة لدعم نحو 260 ألفاً من العاملين في مجال الرعاية الطبية بهذه الدول. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى مبادرة رائعة قامت بها دولة الإمارات؛ حيث أجلت 215 شخصاً من الدول العربية والأجنبية من مدينة ووهان الصينية، ووفرت لهم الإقامة والإعاشة في المدينة الإنسانية في أبوظبي، التي تم تجهيزها خلال 48 ساعة.

 

 

 

 

 

وانطلاقاً من دور مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في مؤازرة قيادتنا الرشيدة؛ فقد أعطى المركز أولوية خاصة لمواجهة أزمة وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من خلال إعداد الدراسات والبحوث المتعلقة بالأزمة. كما يقوم المركز، من خلال نشراته التحليلية وموقعه الإلكتروني، بمتابعة مستمرة دقيقة للتحديات التي خلَّفتها هذه الجائحة؛ لتعزيز جهود مكافحة الوباء؛ وعلى سبيل المثال، يقدم المركز إلى الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والجهات الرئيسية العاملة في إدارة الأزمة الحالية؛ مجموعة من التحليلات الاستراتيجية والتوصيات، ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وأمنية؛ لتقليل آثار الجائحة في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة والتغلب عليها؛ وهو ما يعكس الثقة التي يحظى بها المركز لدى مؤسساتنا الوطنية، ويؤكد دوره في مسيرة التنمية في بلادنا الغالية.

 

 

 

إن الأزمة التي يمر بها العالم حالياً، على خلفية الأوضاع الاستثنائية التي خلَّفتها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، عكست المبادئ الراسخة التي تقوم عليها السياسة الإماراتية على الصعيدين الداخلي والخارجي، سواء فيما يخص الأولوية المطلقة التي تعطيها قيادتنا الرشيدة للإنسان، أو فيما يتعلق باستعداد الدولة الدائم لمساعدة الدول الأخرى الشقيقة والصديقة.