دكتور خالد صلاح يكتب: قمة العشرين في زمان كورونا

مقالات الرأي

بوابة الفجر


ما هي قمة العشرين وما أعضائها، وما أهدافها، وما أهم إنجازاتها، وما الاختلاف بين القمم السابقة وهذه القمة؟
كل هذه الأسئلة تدور في خُلد كل فرد في جميع أنحاء العالم هذه الأيام.
وقمة العشرين هي قمة  تتناول المشكلات والتحديات الاقتصادية التي تواجه العالم والمحاولة لتقديم حلول عاجلة وبعيدة المدى لكل الأزمات التي تواجه العالم سواء كانت دول متقدمة أو نامية.
وتأسست هذه القمة في عام 1999، حيث كانت استجابة للازمات المالية التي واجهت العالم، والادراك المتزايد بأن دول السوق البارزة الرئيسة لم يكن لها النصيب الكافي في المشاركة في قيادة الاقتصاد العالمي وقبل انشاء مجموعة العشرين كان هناك مجموعات مماثلة تدعم سبل الحوار والتحليل تم تأسيسها عند مبادرة مجموعة (7)،  وهناك مجموعة 22 التي عقدت اجتماعاً في واشنطن عام 1998 وكان هدفها هو ضم الدول التي لم تكن مشاركة في مجموعة السبعة على أساس المنظور العالمي حول الازمة المالية؛ ومن ثم التأثير على دول السوق البارزة، وقد عقدت اجتماعين متتالين بضمان عدد أكبر من المشاركين مجموعة 33 في مارس 1999، وكانت عمليات الإصلاح الاقتصادي والمالي في العالم هما موضوع القمة، ومن خلال هذين الاجتماعين الاثنين والعشرين والثلاثة والثلاثين تم تأسيس قمة العشرين عام 1999.
تتكون قمة العشرين من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من 19 دولة: الولايات المتحدة . بريطانيا. فرنسا. ألمانيا. روسيا. الصين. كندا. الهند. تركيا. جنوب أفريقيا. المملكة العربية السعودية. اليابان. إيطاليا. أندونسيا. استراليا. البرازيل. الأرجنتين. المكسيك. كوريا الجنوبية. الإتحاد الأوربي. ومشاركة المدير الإداري للصندوق الدولي ورئيس البنك المركزي ورؤساء اللجان المالية الدولية ولجان النقد الدولي وتنمية صندوق النقد الدولي، ويتم اختيار رئيس للمجموعة كل عام بعد توافق الأعضاء من الدول المشاركة في القمة ويعين الرئيس المختار سكرتارية مؤقتة خلال فترة تقلده المنصب والتي تقوم بتنسيق عمل المجموعة وتنظيم الاجتماعات المقرر عقدها، وابتدأت الترأس للمجموعة بكندا 1999-2001. الهند 2002. المكسيك 2003. ألمانيا 2004. والصين 2005. استراليا 2006. جنوب افريقيا.2007. البرازيل   2008.  الولايات المتحدة  2009. كوريا الجنوبية 2010. فرنسا 2011. المكسيك 2012. روسيا 2013. استراليا 2014. تركيا 2015. الصين 2016. المانيا 2017. الأرجنتين 2018. اليابان 2019. المملكة العربية السعودية 2020.
وتهدف قمة العشرين إلى تنمية رؤية عامة بين الأعضاء حول القضايا المرتبطة بتطوير أكثر للنظام المالي والاقتصادي العالميين ومواجهة أهم المشكلات الاقتصادية التي تواجه العالم وخاصة الدول النامية، وتحقيق الترابط بين الدول الصناعية والأسواق الناشئة، وتقليص فجوة النمو بين مختلف الدول وتحقيق نظام عالمي أكثر توازناً في كافة المجالات.
ولقد حققت قمة العشرين بعض الإنجازات منذ نشأتها ومنها عقد اتفاقية حول سياسات النمو والتقليص من سوء استخدام النظام المالي والتعامل مع الازمات المالية والتصدي لتمويل الإرهاب، وتعهدت مجموعة العشرين في عام 2004، بوضع معايير أعلى تتعلق بالشقافية وتبادل المعلومات ويصب مغزاها في مفهوم الضرائب ومجابهة التهرب الضريبي، بالإضافة إلى تلك الإنجازات فقد عقدت مجموعة العشرين عام 2008 اجتماعاً غير عادياً لتعريف الوضع الاقتصادي الراهن ووضع آليات لدعم سبل الحوار والتبادل المفتوح بين دول السوق البارزة والدول المتقدمة للقضايا الرئيسة المتعلقة بنمو واستقرار الاقتصاد العالمي، وزيادة الدعم الإضافي للدول النامية من صندوق النقد الدولي 2009، ومساندة اليونان في أزمتها الاقتصادية 2011، وتسريع النمو الاقتصادي ومكافحة الامتيازات الضريبية والتغيرات المناخية 2014، ووضع أسس ثابتة لمكافحة الإرهاب 2015، واقتراح تعديلات على عضوية المجموعة لضم مقاعد دائمة من الاتحاد الافريقي 2016، بالصين وقد شاركت مصر في هذه القمة، وإعادة التوازنات الاقتصادية في اتفاقيات التجارة العالمية والتصدي لرؤية المصالح الوطنية الضيقة بمقابل أسس التجارة الحرة 2017 بألمانيا والاهتمام بالبنية التحتية للتنمية والمستقبل الغذائي المستدام والتوصل إلى تنظيم العملات المشفرة 2018 بالأرجنتين، والتوصل لحلول في الخلافات الاقتصادية بين أمريكا والصين وتحسين الاقتصاد العالمي والتصدي لمحاولات اضعاف الدولار الأمريكي، والتركيز على تغيرات المناخ وتلوث البيئة، وتأمين الامدادات النفطية من الشرق الأوسط والحد من تلوث المحيطات 2019 باليابان.
وفي قمة هذا العام بالمملكة العربية السعودية 21-22 نوفمبر 2020، تأخذ طابع وجدولاً أخر للقمم السابقة من حيث عدة إعتبارات عربية وعالمية.
أولاً: أن القمة ولأول مرة تقام بدولة عربية شقيقة وهي المملكة العربية السعودية نتشارك معها تاريخاً ومصالح وهوية ومصير مشترك ونجاحها من نجاحنا وتقدمها من تقدمنا.
ثانياً: عالمياً والذي يتمثل في مواجهة آثار وتبعات فيروس كورونا وما تركه هذا الوباء من آثار اقتصادية على العالم أجمع سواء كانت دول متقدمة أو دول نامية، ولذلك تتركز أهم محاور قمة السعودية 2020 في  متابعة توصيات القمم السابقة، وتسريع التحول نحو أنظمة صحية مستدامة من خلال تعزيز الرعاية الصحية الحكيمة، وتشجيع ودعم الأبحاث العلمية في مواجهة الكوارث الصحية والأوبئة وخاصة وباء كورونا والاهتمام بالابحاث العلمية المرتبطة بإيجاد حلول لجائحة كورونا وتمويل اللقاحات، حيث إن هناك علاقة بين الصحة والاقتصاد كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومساعدة الدول الفقيرة وتخفيف معاناتها وخاصة بعد كورونا، وتغيير الضمير الإنساني والاحساس بالآخرين وخاصة من الدول المتقدمة نحو الدول النامية، وتوفير الموارد الكافية للبنوك المركزية، وتأجيل ديون الدول الفقيرة وتخفيضها خاصة أن من المتوقع أنها ستزيد إلى أكثر من 700 مليار دولار بعد جائحة كورونا، ولذلك ستشارك في هذه القمة البنوك الخاصة في العالم والتي تمثل حيثية ودور في الاقتصاد العالمي، ودعم الاقتصاد العالمي بسياسة أكثر توازناً معتمدة على دعم الاقتصاديات الفقيرة وخفض نسبة التضخم في جميع أنحاء العالم، ومجابهة تمويل الإرهاب.
كل هذه الأهداف تسعى إليها قمة العشرين بالسعودية وكلنا أمل أن تحققها على أرض الواقع وتكون ملموسة ولا تكون مجرد توصيات حبر على ورق. 
وأمانينا العامة أن تنجح القمة بجميع أهدافها لانها تقام في دولة شفيقة تربطنا بها وحدة الهدف والمصير.
وأمانينا الخاصة أن تكون مصر أحدى الدول الرئيسة في القمم القادمة، وهذه الأمنية تتحقق باردتنا وعملنا ورؤية مستقبلية سليمة وليس بالتمني فقط وسرد وحكي أننا أصحاب تاريخ الآف السنين السابقة دون العمل الجاد المنظم والمستنير في كافة المجالات دون اغفال مجال عن آخر. 
فلعله يكون قريبا..........