أصوات مفتتة للبيع.. «سبوبة» انتخابات النواب

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



خاسرون فى الانتخابات يعرضون أصواتهم للبيع على مرشحى جولة الإعادة

شهدت ساحة المنافسة على اقتناص مقعد بمجلس النواب على مدار المرحلتين الأولى والثانية مفاجآت غير متوقعة، حيث خسر العديد من المشاهير مقاعدهم على رأسهم متحدث المجلس صلاح حسب الله، ومحمد أبوحامد وعبد الرحيم على.

ومن ضمن المفاجآت التى شهدتها العملية الانتخابية بيع أصوات المنافسين الخاسرين، فخسارة الكثير من المرشحين فى الانتخابات لم تكن نهاية الطريق بالنسبة لهم، حيث بدأ عدد منهم فى استغلال أصواتهم التى استقطبوها طوال المارثون لبيعها إلى المرشحين ضمن جولة الإعادة بمبالغ مالية كبيرة بأساليب مختلفة.

ففى محافظة الشرقية، خسر «م ح» انتخابات النواب عن إحدى دوائر الشرقية بأكثر من 15 ألف صوت، فقام بعرض أصواته للبيع على منافسه المرشح «ع ع» والذى حصل على عدد أكثر من 47 ألف صوت أهلته من خوض جولة الإعادة..

المرشح الخاسر أرسل أحد رجاله كمندوب يحمل رسالة إلى «ع ع»، عرض عليه فيها شراء أصواته مقابل 100 ألف جنيه ليتمكن من اقتناص الفرصة، وذلك وفقًا لرواية أهالى القرية.

وتشتهر محافظة الشرقية فى كل دورة انتخابية بما يعرف بـ «المزادات السرية» والتى تأتى فى جولة الإعادة بعد انتهاء مرحلة تفتيت الأصوات فى الجولة الأولى، حيث يقوم فيها بعض المرشحين الخاسرين ببيع أصواتهم لمن يدفع أكثر، ففى الشرقية أيضا بدأت «ن أ»، منذ سقوطها فى الجولة الانتخابية بإرسال دعوات إلى المرشحين ممن يخوضون الإعادة داخل مكاتبهم، لتعرض عليهم بيع أصواتها الانتخابية.

وخلال الأسبوع الماضى استقبلت المرشحة الخاسرة فى مكتبها بالمنطقة المرشح « ن ا» الحاصل على 42 ألف صوت، لتستقر على بيع أصواتها التى بلغ عددها 11 ألف مقابل 150 ألف جنيه بعدما تمكن من تقديم العرض الأعلى بين المتنافسين الستة.

كما عرض عدد من المرشحين بجولة الإعادة بنفس المحافظة على « ف أ»، القيام ببيع أصواته إليهم بمقابل مادى، ليتلقى بهم عن بعد من خلال تطبيق «زووم» ويبدأ فى التفاوض معهم فرديًا حتى توصل إلى بيع 25 ألف صوت إلى المرشح «ح م» الذى بلغ عدد أصواته 60 ألفًا، مقابل 210 آلاف جنيه. أما بمحافظة كفر الشيخ فأرسل المرشح «ع د»، أحد أقاربه من الدرجة الأولى إلى منافسه «ى م» يعرض عليه أن بيع أصواته له مقابل 30 ألف جنيه والتى بلغ عددها 6 آلاف صوت فقط، كما عرض عليه وفقًا لأهالى الدائرة، أن يدعم حملته الانتخابية دعائيا.

الأمر لم يقتصر على بيع الأصوات من خلال وسيط من أهالى المنطقة للتفاوض بين الطرفين فحسب، بل امتد إلى الانترنت، فبالبحث عثرنا على إعلان عبر أحد مواقع التسوق الإلكترونية، يعرض فيه مرشح خاسر أخفى هويته يبيع أصواته الانتخابية محددًا محافظة أسوان بحد أدنى 10 آلاف صوت لأعلى سعر. تواصلنا مع رقم هاتف المعلن، وادعينا أننا وسطاء من طرف أحد النواب المرشحين فى جولة الإعادة ونحتاج معرفة التفاصيل، فطلب منا المعلن تفاصيل عنا مثل الاسم والعنوان، ثم أخبرنا بتسعيرة الأصوات وهى 100 ألف جنيه لكل 10 آلاف صوت مع إمكانية التفاوض فى حال الزيادة. وخلال 24 ساعة تواصل معنا المعلن مرة أخرى، وطلب منا أن يلتقى بالمرشح المشترى، فسألناه عن اسم المرشح الذى سيقوم ببيع أصواته ولكنه رفض الإفصاح عنها وأجابنا: «بعد المقابلة تعرفوه».