د.حماد عبدالله يكتب: مصائب قوم عند قوم فوائد !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر




 فى تصفحى لمقالاتى السابقة , وجدت مقالاً هاماً نشر فى جريدة "روزا اليوسف" يوم الأحد 5أكتوبر 2008 , وكان حديثى فى هذا المقال ينطبق على التهرب الضريبى , ومعاناه الموازنة العامة للدولة من هذه الجريمه التى يرتكبها نخب الشعب المصرى من كبار المهنيين , وأيضاً بعض رجال الأعمال .
وكان محور مقال عن حادث شهير وقع فى هذا الوقت وهو حادث مقتل الفنانه اللبنانية "سوزان تميم " ,ولعل دون سرد للأحداث فإننى أفضل إعادة نشر المقال ، فلنتصفحه معاً ,ونتذكر تلك الايام ,وماذا كان حالنا فيها .
المقال جاء تحت عنوان ( العائد من المصائب)!!
لا شك بأن "مصائب قوم عند قوم فوائد " قول صحيح 100% - وحقيقة ثابتة – وتثبتها الأحداث الحياتية اليومية في مصر أو في أي مكان في العالم – وعلى جميع المستويات – ولعل مصيبة هذا الشهر والشهر الماضي وما قبله – منذ مقتل سوزان تميم في دبي يوم 28 يوليو 2008 – وحتى شهور قادمة لا أعلم مداها – سوف تكون هذه المصيبة الكبرى عند البعض ستعود بفوائد جمة وعظيمة أيضاً على البعض الأخر – فمصيبة المتهم هشام طلعت مصطفى (محرضاً ومساعداً ومتفقاً) مع المتهم محسن منير السكري ( قاتلاً ) مع سبق الإصرار والترصد فوائدها المباشرة عند المحامي الأستاذ/فريد الديب والمحامي الأستاذ الفرهوتي ( المحاميان ) عن المتهم هشام طلعت مصطفى – وكذلك الفوائد التي ستعود على المحاميان الأستاذ "المناوي ونجلة الدكتور المناوي أيضاً " فائدة كبيرة مادياً وأدبياً وإعلامياً – هذا لا شك فيه بالمرة – ملايين الجنيهات و بعض الملايين من الدولارات سمعنا وقرأنا عنها كأتعاب السادة الإستشاريين لتشكيل هيئة الدفاع عن المتهمان !!ولا شك أيضاً بأن فوائد هذه المصيبة سوف تعم على السجن الذي ينزل فيه المتهم – خاصة هشام طلعت مصطفى – وليس المقصود فقط – حراس السجن من عساكر وصف ضباط – ولكن أيضاً المساجين الطيبين المزاملين لهذا المتهم المشهور – الغني– البذخ والمبعثر للأموال سوف تعم على هؤلاء الأشخاص تطبيقاً للمثل الشعبي (من جاور السعيد يسعد) والسعيد هنا – هو هذا المتهم الغني الذي بالقطع سيعامل معاملة سجين متميز إجتماعياً وإقتصادياًَ !!
وحتى إن كان هذا السعيد مهدد بحكم المؤبد أو الإعدام – لكن المهم "النهارده" أو اليوم يقال بأن المتهم برئ حتى تثبت إدانته – فهو في حكم البراءة حتى صدور الحكم – ويشاع بأن هذا الجانب الأكثر توقعاً – لما سمعناه – من دفوع الأستاذ فريد الديب المحامي في لقاءه مع عمرو أديب ببرنامج القاهرة اليوم – فثقته بالموقف – و "لعبه " في التوصيف – ومحاوراته في التدقيق وفي التصرفات التي تمت أثناء تدبير الجريمة ووقوعها – أقنعني السيد الأستاذ الديب أن البراءة قادمة عن طريقين !! إما براءة المتهم الأول محسن السكري – فلا وجود لشبهة الجريمة عند المتهم الثاني هشام طلعت (أوتوماتيكياًَ)– وأما في حالة ثبوت جريمة القتل على محسن السكري فهشام سوف يبرئ ذمته لأنه إتفق معه على "دس" الهيروين في برواز الصور – وليس القتل وهذا رأيه !! وهنا تصبح جريمة القتل التى إرتكبها السكرى قد إرتكبها دونما إتفاق مسبق مع المحرض هشام طلعت مصطفى ولا نعلم ما هو رأي قضاة المحكمة !! المهم إن غداً لناظره قريب !!وهنا الفوائد الغير مرئية والتي يجب أن تعود على حصيلة الضرائب الغلبانة المسئولة عن خدمات هذا الوطن من دعم وتعليم وصحة وبنية أساسية – هذه الحصيلة يجب أن تختص بجزء من فوائد هذه المصيبة وتتلخص في حق الحصيلة في نسبة 20% من حصيلة تلك الملايين التي نالها المحظوظين المستفيدين من هذه المصيبة من محاماة ومحكمة على الأقل المثبوتة رسمياً – ونرجو أن تنال الشفافية حظها – في مستحقات المحاميين عن المتهمين – ويجب أن تعلن صراحة أتعابهم – حتى تحصل الدولة على مستحقاتها في الضرائب – ولعل الخوف كل الخوف أن يقتدي المحامون في هذه القضية بالسادة المهنيون في المستشفيات ( أطباء كبار ) وأطباء أسنان , ومحامون , ومحاسبون , ومهندسون – لا يعلنون صراحة عما يتقاضون من أتعاب ضخمة جداً من زبائنهم – فهل سيقوم الدكتور أشرف العربي – رئيس مصلحة الضرائب بتعيين مباحث وتحريين ( خاصين ) لهذه المصيبة – لتعظيم عائد الدولة من هذه المصيبة !! تطبيقاً للقول مصائب قوم عند قوم فوائد !!