الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين تطالب وزير السياحة بالاعتذار

أخبار مصر

بوابة الفجر


أصدر أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بيانًا للمطالبة باعتذار وزير السياحة والآثار وإقالة المستشار الإعلامي من منصبها بالوزارة.

وجاء البيان نصه ما يلي "إن ما تعرض له الزملاء في ملف السياحة والآثار يوم السبت ١٤ نوفمبر ٢٠٢٠، من محاولة التعريض بسمعتهم ونزاهتهم من قِبل خالد العناني وزير السياحة والآثار، أمر يستوجب الوقوف والتصدي له بحسم وقوة ليعرف قدر وقيمة الصحافة المصرية التي لا يحترمها ولا يقدّرها ولا يريد أن تحضر له في فعاليات وزارته. 

حينما يدّعي وزير ومسؤول سياسي في محفل يفترض به أنه "دولي"، يدّعي أنه أنفق على الصحفيين سبعمائة وخمسون ألف جنيه، بقوله: "أنا صارف عليكم مليون إلا ربع علشان أجيبكم"، إنه قول يستوجب التوقف أمامه للسؤال والمحاسبة، فيما أنفقت هذه الأموال؟! . 

وللعلم، فإن الصحفيين لم يكن لهم مقاعد بالأساس يجلسون عليها، وكل ما كلفوه للوزارة هو الأتوبيس، وسيلة الانتقال من أمام مبنى وزارة الآثار بالزمالك إلى موقع الكشف الأثري بسقارة، وهو أمر يُعرّض بسمعة صحفيين السياحة والآثار، ويشكك في نزاهتهم وعفة أيديهم أمام من يستمع لهذه الكلمات غير المسؤولة، علما بأن الصحفيين عادوا من موقع الكشف سيرا على الأقدام بسبب رفض الوزارة اعادتهم بالاتوبيس المخصص لهم حينما رفضوا لقاء الوزير بعد تعرضهم للاهانة.. هذه واحدة.

الأمر الثاني، حينما أبدى الصحفيين اعتراضهم على أسلوب وزير السياحة والآثار المهين، حينما قال خارج خيمة المؤتمر الصحفي وهو في حالة من الانفعال والغضب الذي لا يليق بمسؤول يتعامل مع دبلوماسيين من مختلف أنحاء العالم: "أنتوا جايين تشتغلوا ولا تقعدوا، هو ده أسلوبنا وهي دي طريقتنا، واللي مش عاجبه مشوفش وشه تاني"، متوجها بعدها بحديثه إلى مستشارته الإعلامية نيفين العارف عضو نقابة الصحفيين والصحفية بمؤسسة الأهرام، ليؤكد عليها عدم دعوة الصحفيين المصريين مرة أخرى. 

وهذا أمر يؤكد على عدم احترام وزير السياحة والآثار لنقابة الصحفيين، واستهانته بصحافة وطنه الذي يتحدث باسمه في المحافل الدولية. 

ما قاله الوزير يكشف عن ذهنية الرجل الذي ظن نفسه مالكا لوزارة السياحة والآثار، وليس مؤتمنا عليها بحكم منصبه الذي سيغادره كما غادره من سبقوه.

ربما ظن خالد العناني أنه مُخلّد في موقعه، ويتحدث من هذا المنطلق، أو أنه مالك لإقطاعية تُسمى "الآثار المصرية"، والآمر الناهي الأول والوحيد فيما يخص شؤونها، وكأنه يتعامل بمنطق العزبة الخاصة. 

الأمر الثالث، أن الوزير نعت عدد من الزملاء الصحفيين بـ"عديمي الأدب"، وحينما اتخذنا موقفا أخلاقيا بعدم الرد على التجاوز وتفضيل الانسحاب ورفض الجلوس معه، ثار الرجل وغضب، وأمر مكتبه الاعلامي بإزالة الصحفيين الرافضين من الجروب الرسمي الذي يتم إرسال البيانات الصحفية من خلاله في الساعة الثانية صباحا، وهو أمر مثير للضحك، ويؤكد أن الرجل بات ليلته يُخطط لطريقة يخيل له أنه من خلالها يعاقب الصحفيين. 

وبعدما تقدمنا بالمذكرة السابقة لنقيب الصحفيين ومجلس النقابة، والتي رصدنا خلالها ما تعرض له الزملاء في ملف السياحة والآثار، خرج مكتبه الاعلامي ليقول كذبا إنهم يقومون بعمل جروب جديد لإرسال البيانات الصحفية من خلاله، لذلك قاموا بحذف رافضي الجلوس مع الوزير في الثانية صباحا، وهو حديث عبث، يدل على ضبابية الرؤية والتخبط الذي يعيشه المكتب الإعلامي برئاسة نيفين العارف، ومن قبلهم يكشف تضخم مسؤول الآثار الذي حاول الثأر ممن رفضوا إهانته للصحافة المصرية وسجلوا موقفهم عليها.

السادة الزملاء أعضاء الجمعية العمومية، إن ما تعرض له الصحفيين من إهانة من وزير السياحة والآثار لا يدل على موقف عابر، وإنما يشير إلى فكر راسخ في عقل الرجل الذي أعلن من قبل أن الفترة المقبلة ستكون للصحافة العالمية ووكالات الأنباء الأجنبية، وأن الصحافة المصرية إنتهى دورها بالنسبة له، وهو ما يؤكده ويبرهن عليه عدد من الشواهد الملموسة التالية:

أولا، اصطحابه منذ دمج وزارتي السياحة والآثار للوكالات الأجنبية والصحف العالمية فقط خلال جولاته، وعدم دعوة الصحف المصرية، قومية كانت أو حزبية أو خاصة، علما بأن الصحافة المصرية لم تتوانى يوما عن تسليط الضوء على آثارنا، وما تملكه مصر من كنوز وحضارة لدعم السياحة، إضافة إلى الدور التوعوي الذي تقدمه لحث المواطن المصري للحفاظ على تاريخ وحضارة وأثار بلده من خلال تعريفه بقيمة وأهمية هذا الإرث الحضاري وما يمثله من قيمة حقيقية جعلت مصر في مقدمة دول العالم،  في وقت كانت كل وكالات الأنباء العالمية غير متواجدة على أرض الوطن، وكأن هذه الصحافة المصرية أصبحت عالة على وزير السياحة والآثار ويجب التخلص منها. 

ثانيا، حينما غضب الوزير من عدم حضور الصحفيين للقاءه قام بحذف المؤسسات الصحفية المصرية القومية والحزبية والخاصة من جروب الوزارة مثل "الأهرام"، "وكالة أنباء الشرق الأوسط"، "الجمهورية"، "روز اليوسف"، "الوفد"، "البوابة نيوز"، "البورصة"، "الفجر"، "النهار"، "مصراوي" وهو تصرف يؤكد على ما قاله الوزير بشأن الصحافة المصرية، وأنها لا أهمية ولا مكان لها خلال الفترة المُقبلة. 

لا ينسى مقدمو هذا البيان، الموقف المُشرف لأعضاء مجلس النقابة ودعمهم لزملائهم، ليؤكدوا بذلك أن الصحفيين جميعا على قلب رجل واحد. 

ويؤكد الموقعون على هذا البيان على تمسكهم القوي بضرورة اعتذار وزير السياحة والآثار  بشخصه وليس من ينوب عنه، عن ما بدر منه من إهانة في حق الصحفيين، واقالة نيفين العارف، مستشاره الإعلامي من موقعها في الوزارة، لسوء تعاملها مع زملائها الصحفيين. 

وفي انتظار موقف الأستاذ ضياء رشوان نقيب الصحفيين، الذي لم يُعلن عن موقفه من الأزمة حتى الآن.

ختامًا، لا يخفى على أحد أن الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين هي الحصن الباقي، والضامن الوحيد، على وحدة الصحفيين وقوتهم وتكاتفهم في التصدي لما قد يتعرض له أعضاء النقابة من انتهاكات مؤسفة ومُخجلة، تطال سمعة الصحافة كمهنة، وتسيء إلى صاحبة الجلالة، ويتبرأ منها كل قلم حر يُقدم مصلحة زملائه ونقابته على كل مصلحة".