مديره التنفيذى تامر عبدالفتاح فى حوار لـ«الفجر»: التبرع لصندوق «تحيا مصر» اختيارى.. ولم يخصم مليماً من رواتب العاملين بالدولة لصالحه

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


الرئيس وجه بتفعيل مبادرات جديدة بقيمة مليار جنيه.. ولا يمكن إنكار دور رجال الأعمال فى التصدى لأزمة كورونا

طفرة كبيرة فى التبرعات وصلت إلى 100%.. ونستعد لشتاء 2021 برفع كفاءة 1874 منزلًا وقوافل استثنائية

تزداد مهام عمل صندوق تحيا مصر يوما بعد يوم، منذ منح الرئيس عبدالفتاح السيسى الضوء الأخضر لإنشائه عام 2014 بهدف المساهمة فى النمو الاقتصادى، وتلبية احتياجات الفئات الأكثر فقرًا.

وعقد الرئيس فى 8 نوفمبر الجارى اجتماعًا مع اللواء محمد أمين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية وأمين صندوق تحيا مصر لمتابعة أنشطة الحماية الاجتماعية ودعم الأسر الآولى بالرعاية، ووجه خلال الاجتماع بالبدء فى تفعيل وإطلاق عدد من المبادرات بقيمة إجمالية تبلغ مليار جنيه، مع تكثيف برامج الدعم لتشمل أكبر عدد من المواطنين، مع الأخذ فى الاعتبار حلول فصل الشتاء وبداية العام الدراسى الحالى.

حاورت «الفجر» تامر عبدالفتاح، المدير التنفيذى للصندوق، للوقوف على خطة العمل خلال الفترة المقبلة، خاصة التى تتعلق بالتصدى للموجة الثانية من فيروس كورونا ومواجهة شتاء 2021، فضلًا عما يشهده الصندوق من تطوير فى أنشطته.

■ بداية حدثنا عن خطة التصدى للموجة الثانية من فيروس كورونا؟

- بعد نجاح مبادرة «نتشارك هنعدى الأزمة» لمواجهة تداعيات الفيروس منذ بدء ظهوره تم توفير 1000 مضخة حقن سوائل للعناية الحرجة، و240 جهاز تنفس صناعى، و16 ألف بدل عزل واقية، ومليون كمامة جراحية، وألف لتر مطهرات ومواد تعقيم لمستشفيات الحميات والصدر، و1000 كاشف للفيروس، ومنذ بداية الأزمة نجحنا فى الوصول إلى 660 ألف أسرة حتى الآن بمختلف المحافظات.

ونستعد لمواجهة الموجة الثانية حالياً بخطوة استباقية استثنائية من خلال قافلة ضخمة فى 27 محافظة، لتوفير مواد غذائية وتعقيم وتطهير، كى نكون سابقين للأزمة بخطوات وألا نعانى أزمة فى توافر مواد التطهير والنظافة الشخصية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة، ومستعدون لأى تكليف رئاسى بهذا الخصوص.

■ ما حجم ميزانية الصندوق لتنفيذ المبادرات؟ وهل تأثرت التبرعات بسبب كورونا؟

- ليس هناك سقف لميزانية الصندوق بشأن التصدى لأزمة كورونا، خاصة مع تنامى التبرعات، فالأزمة رفعت التبرعات بنسبة 100%، والمصريون معروفون بتكاتفهم وقت الأزمات، وهناك تبرعات من جميع الدول العربية والأجنبية حتى أننا فوجئنا بمشاركات عديدة من رجال الأعمال المصريين بالخارج.

■ من هم رجال الأعمال البارزين الذين ساندوا الصندوق؟ وهل هناك من لم يتبرعوا؟

-لا يمكننا الحديث عن رجل أعمال دون غيره، ولا يمكن إنكار جهود رجال الأعمال فى أزمة كورونا، وهناك من تبرع بمبالغ كبيرة، ومن هنا لا يمكن تفضيل شخص بذكر اسمه دون غيره، ويمكن القول بأنه لا يوجد رجل أعمال مصرى لم يتبرع للصندوق ولم يساند وطنه، سواء بالتبرعات المادية أو العينية، أو أيا كان شكل التبرع، وما يثار بأن هناك من تبرع للترويج لنفسه مجرد شائعات.

■ كيف استعد الصندوق لفصل الشتاء والتوقعات باحتمال حدوث أزمات مرتبطة بالسيول؟

- منذ أوائل العام الجارى شهدت البلاد سيولًا أضرت بعدد من القرى والنجوع، وتمت المواجهة بتوزيع 20 ألف بطانية مع الاستعداد لمواجهة موجة البرد القارص فى شتاء 2021 من خلال رصد الأماكن والقرى المحتاجة، بالتعاون مع الجهاز المركزى للإحصاء، حيث يتم تنظيم أكبر قافلة إنسانية تتضمن مواد غذائية متنوعة، وملابس، وتجهيزات لصالح مليون مواطن.

وجارى تنفيذ مرحلة جديدة من مشروع تطوير القرى الأكثر احتياجًا برفع كفاءة 1874 منزلًا جديدًا فى 47 قرية بتكلفة 100 مليون جنيه، ويتم ذلك بتبليط الأرضيات، وأعمال الكهرباء، والتغذية، والصرف الداخلى، وترميم وإقامة الأسقف، مع مراعاة عدة معايير فى اختيار المنازل التى سيتم تطويرها، بحيث تكون هناك الأولوية لذوى الاحتياجات الخاصة، والأرامل، والسيدات المعيلات، وتتم اجتماعات متواصلة مع منظمات المجتمع المدنى للتنسيق.

■ ماذا عن المبادرات الصحية الجديدة؟

- نعمل على إتمام مبادرة «مرضى الفشل الكلوي» بالاتصال المباشر مع وزارة الصحة لعمل إحلال وتجديد 16 ألف جهاز يخص غسيل كلوى، وطاقة عمل الجهاز 40 ألف ساعة يحتاج بعدها للإحلال، كما سنوفر 1500 جهاز غسيل كلوى جديد، و1000 كرسى متحرك يتم توزيعها وفقًا لاحتياجات الوزارة.

وهناك مبادرات توقفت بسبب فيروس كورونا وعادت مجددًا، منها «نور حياة» وتم إجراء الكشف الطبى بالفعل على 165 ألف مواطن، و880 ألف تلميذ بالمرحلة الابتدائية، وإجراء 13 ألفا و594 عملية لعلاج المياه البيضاء، وتوفير 95 ألفا و457 نظارة طبية للبالغين، وصرف علاج لعدد 76 ألفا و490 حالة، كما تم تسليم 90 ألف و847 نظارة لتلاميذ المرحلة الابتدائية، والتى تستهدف من ورائها 5 ملايين طالب خلال 3 سنوات.

■ وما آلية التنسيق بين الوزارات؟

- نشارك فى بعض المشروعات أو نتحمل تكلفة مشروعات كاملة وفقًا لاحتياج كل وزارة، وفى البداية نتواصل مع الوزير لتحديد الخطوط العريضة للمشروع، ثم تحديد مطالبه ونعرض إمكانياتنا، ثم يتم البدء والتواصل فيما بعد من خلال قنوات أخرى، مثل مساعد الوزير أو وكيل الوزارة لتسيير العمل، وهناك تنسيق بين كامل الوزارات لتفادى أى تضارب فى المجهودات المقدمة للمواطنين.  

■ وما الخطط القادمة للصندوق؟

- يتم حالياً الإعداد لإطلاق معمل simulation لأول مرة فى مصر، وهو عبارة عن 3 معامل فى جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية لطلاب كليات الطب، بهدف تدريبهم على الطرق العلمية الحديثة، بحيث يوفر المعمل نماذج محاكاة للجسم البشرى - «جثث» للدراسة، وهو نظام عالمى سيتم اتباعه بمعاونة الصندوق، وفقًا لعدد الطلاب فى كل جامعة وما تحتاجه، وتتكلف تلك المعامل 25 مليون جنيه.

ونستكمل جهود مشروع مدن «بشاير الخير» بالإسكندرية لتصل التكلفة المحددة إلى مليار و400 ألف جنيه، وهناك مبادرات عديدة مستمرين فى العمل عليها، مثل («مستورة» و«يوم جديد» و«إحنا معاك» و«سجون بلا غارمات» و«بالهنا والشفا» و«صندوق عطاء» و«دكان الفرحة»، بجانب دعم المعلمين وتطوير المدارس والتعليم، وتطوير سيناء.

■ أى المجالات لها الآولوية فى أنشطة الصندوق؟

-يعد مجال التنمية العمرانية الأكثر اهتمامًا لأنه يحتاج أكبر مبلغ من الميزانية نظرًا لضخامة مشروعاته، يليه الرعاية الصحية خاصة فى ظل أزمة كورونا، ثم استعدادات الشتاء، والرعاية الاجتماعية التى خصص لها الرئيس مليار جنيه.

■ يشاع أنه سيتم خصم جزء من رواتب العاملين فى الدولة لصالح أنشطة الصندوق، هل هناك نية لذلك؟

-كل ما يدور فى هذا الشأن عبر السوشيال ميديا لا أساس له من الصحة، مجرد شائعات بدليل عدم حدوث ذلك، نحن جهة قائمة على التبرعات الاختيارية ولا يتم إجبار أى مواطن على التبرع.

■ ماذا عن المساهمات الجديدة للعمالة غير المنتظمة؟

- الصندوق قدم بالفعل جهودًا عديدة لدعم العمالة غير المنتظمة منذ ظهور أزمة كورونا بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى، وبالمشاركة مع وزارة القوى العاملة فى توفير الدعم المالى، ومازلنا مستمرين فى دعمها من خلال المنظمات الاجتماعية لمعرفة الحالات التى تحتاج للدعم المالى أو بالمواد الغذائية.