نائبة رئيس مجلس الاستخبارات الأمريكية السابقة تتنبأ بتوتر مرتقب بين بايدن وبعض دول الشرق الأوسط

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


تطرقت إيلين لايبسون، نائبة رئيس مجلس الاستخبارات الوطنية الأمريكية السابقة والمديرة الحالية لبرنامج الأمن الدولى فى جامعة جورج ميسون بفيرجينيا، إلى سياسات جو بايدن الخارجية فى الشرق الأوسط بعد ترامب. 

قد يعتقد العالم أن أمريكا تنهار خاصة فيما يتعلق بسياستها الخارجية، لكن الأمر لا يزال يستحق قضاء بعض الوقت فى الاستعداد للسيناريو المعقول وحتى المحتمل لإدارة بايدن التى تبدأ عملها فى يناير 2021، كما تؤكد لابيسون أن فريق قوى من علماء السياسة الخارجية والممارسين ذوى الخبرة الطويلة فى العمل سوف يعمل على تصميم وتنفيذ سياسة بايدن الخارجية التى سوف تختلف بالتأكيد عن ترامب. 

فى هذا السياق تؤكد الباحثة الأمريكية أن الآراء المطالبة بالخروج من الشرق الأوسط مدفوعة فى الغالب بتوابع حملتى العراق وأفغانستان، ولكنها تأثرت أيضا بمزيد من الاستقلال فى مجال الطاقة ونظرة أكثر وطنية للمسئوليات الأمنية الأمريكية فى جميع أنحاء العالم. حسب المقال، خلال السنوات الماضية، كانت أولوية اهتمام السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط قائمة على اثنين من الركائز، الاتجاه الأول هو التركيز على إيران كتهديد دائم للاستقرار الإقليمى، من نشاطها النووى إلى مواقفها الراسخة فى لبنان وسوريا، وأنشطتها الانتهازية فى اليمن، وكانت إدارة أوباما تأمل فى البناء على الاتفاق النووى لعام 2015 لنزع فتيل التوترات مع طهران، ذهب ترامب فى الاتجاه المعاكس، لكن الحال انتهى به بالترنح بين الخطاب العدوانى والآمال الغامضة فى إمكانية حدوث تفاعل دبلوماسى.

الاتجاه الثانى هو النمط الجديد للتطبيع بين إسرائيل وبعض دول الخليج، والذى تحرص إدارة ترامب على وصفه بأنه نجاح دبلوماسى، على الرغم من حقيقة أن العملية بدأت قبل عام 2017 بفترة طويلة، حسب المقال، لكن عدداً من الخبراء ينظرون إلى اتفاقيات التطبيع العربية الأخيرة باعتبارها بديلاً عن الفشل الكبير لخطة كوشنر للسلام. 

طرحت الباحثة الأمريكية تساؤلا حول كيف يمكن للرئيس بايدن أن يبحر فى هذه المياه؟ «من المهم أن ننظر ليس فقط إلى تفاصيل كل منطقة مضطربة فى الشرق الأوسط، ولكن أيضا إلى الطريقة العامة التى يريد من خلالها بايدن إدارة السياسة الخارجية الأمريكية خلال ولايته.

يدرك بايدن أنه لا يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لعام 2016، ولكن بشكل عام قد تشمل سياسة بايدن الخارجية على مستوى العالم، المبادئ الأوسع لاستعادة مكانة الولايات المتحدة فى التحالفات الدولية، إعطاء تركيز أكبر على قضايا مثل حقوق الإنسان، وإعادة ضبط الالتزامات العسكرية لتتماشى مع الضرورات المالية والعمل فى المنتديات المتعددة الأطراف بشأن القضايا العالمية مثل تغير المناخ والصحة العالمية والإرهاب.

إلى جانب هذه الأهداف الخارجية، سيعمل بايدن على استعادة الثقة داخل المجتمع الأمريكى وداخل الحكومة الأمريكية، وسيعمل على إعادة إلهام الموظفين العموميين ليتمكنوا من أداء واجباتهم على أكمل وجه.

لكن المقال يتنبأ بتوتر العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، خاصة فى ظل سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس الأمريكى حيث يسود شعور قوى معاد للعلاقات الأمريكية السعودية، على الرغم من الشراكة الاقتصادية والأمنية المستمرة منذ عقود. 

على جانب آخر، حسب الباحثة الأمريكية، ستكون العلاقات مع النظام فى القاهرة أكثر إشكالية مما كانت عليه فى ظل إدارة ترامب، لكن الباحثة الأمريكية أكدت أن الاختلاف بين بايدن وترامب فيما يتعلق بمصر سوف يقتصر فقط على انخفاض مستوى المشاركة الأمريكية مع القاهرة، وقد يكون لبنان فرصة لفريق جديد لمساعدة الدولة المحاصرة فى مواجهة التحدى الهائل المتمثل فى استعادة الثقة واتخاذ بعض الخطوات الجذرية فى الحكم والإصلاح السياسى.

إيران هى أيضا اختبار صعب لإدارة بايدن، إن مجرد استعادة التزام الولايات المتحدة بالاتفاقية النووية لعام 2015 لن يكون كافياً، قد يأخذ أعضاء فريق بايدن زمام المبادرة فى اقتراح تعديلات على الاتفاقية والعمل مع الحلفاء لإنقاذها.

سوريا أيضا مليئة بالتاريخ والواقع الحالى الذى لا يفضى إلى أى نجاح دبلوماسى أمريكى مبكر، من المرجح أن يرى المؤرخون أن سوريا تشكل أعظم فشل فى السياسة الخارجية لأوباما، و يتعين على بايدن تحديد ما إذا كان هناك أى شيء يمكن القيام به لإنهاء الحرب الأهلية.

لكن ليبيا هى أيضا جزء من مجموعة أكبر وأحدث من المشاكل التى يتعين على إدارة بايدن بالتأكيد معالجتها، من ضمن هذه المشاكل، التدافع الجيوسياسى فى شرق البحر الأبيض المتوسط، وتصاعد عدد اللاعبين الدوليين المنخرطين فى هذه المنطقة من تركيا إلى الإمارات العربية المتحدة.