"جريمة الـ 5 سنوات".. قذافي دفن صديق عمره ووضع جثة زوجته داخل الديب فريز

حوادث

الصديق المقتول
الصديق المقتول


جريمة عمرها نصف عقد من الزمان، بدأت في آواخر شهر إبريل عام 2015، بتخلص "قذافي فراج"، الأربعيني العمر من صديق عمره، "رضا"، المهندس العامل بدولة السعودية، الذي وثق به، وكان يرسل له حوالات مالية كل شهر بموجب توكيل عام، لإستثمارهم في شراء مكتبات وشقق سكنية.

"شاكك إن صاحبي بيسرقني"

منتصف شهر إبريل آخبر "رضا " زوجته المقيمة معه بالسعودية، أنه يشك في صديقه "قذافي"، بإختلاس أمواله.. " أنا شاكك إن صاحبي بيسرقني هنزل مصر أشوف الدنيا، وفلوسي عمل بيها إيه، وهرجع تاني".

المهندس لزوجته: "قذافي جه اخدني من المطار"

أيام معدودة، احتاجها المهندس لإنهاء إجراءات عودة إلى البلاد، وحجز تذكرة الطيران، ليحضر إلى القاهرة يوم 25 من شهر إبريل، وكان حينها ينتظره صديق عمره لإستقباله في مطار القاهرة، الذي توجه رفقته إلى شقته بشارع العشرين بمنطقة بولاق الدكرور، وأثناء سيرهما في الطريق، أجرى "رضا" آخر مكالمة هاتفية مع زوجته، وبعدها إختفى في ظروف غامضة.. "قذافي جه اخدني من المطار وروحت معاه شقة بولاق هنام شوية وارتاح من السفر وهقوم انزل أحاسبه وأشوف الدنيا.. لو كل حاجة كويسة هرجع خلال أسبوع لكن لو اكتشفت حاجة مش مظبوطة هصفي الحسابات بينا وهلغي التوكيل".

"كُل وبعدين نصفي الحساب".. قذافي يقتل صديقه بالسم

جلسة حساب جمعت المهندس بـ"رضا"، صاحب مكتبة، لتصفية حساباتهما، وحينها طلب الأخير من الأول أن يتناولان الطعام ثم، يتحدثان.. " كُل الأول وبعدين نصفي الحساب بينا وكل واحد ياخد حقه"، وقدم له وجبة مكرونة، دس بها سم لصديقه، وتناولها دون أن يشعر بغدر صديقه، ويلقى حتفه بعدها بدقائق معدودة، أمام أعين من وثق به.

قذافي يدفن صديقه بعمق متر ونصف تحت الأرض

فكر صاحب المكتبة في حيلة للتخلص من القتيل، ليخطر في باله أن بدفنه مكانه داخل شقة مساحتها لا يتجاوز 80 مترا، كائنة بالطابق الأرضي.. مكونة من (غرفتين وصالة ومطبخ وحمام)، ليكسر بلاط إحدى الغرفتين، ثم حفر متر ونصف أسفل الأرض، ودفن جثة صديقه، وبحوزته كل متعلقاته، عدا بطاقته الشخصية وجواز السفر الخاص به، ثم قام بتركيب سيراميك جديد للغرفة، وأغلق الشقة ليعود إلى مسكن الزوجية بمنطقة المريوطية.

أسرة المهندس تحرر محضرا بتغيبه

حاولت الزوجة الإتصال بزوجها مرة أخرى بعد عدة ساعات، لتطمئن عليه، لكنها وجدت هاتفه المحمول مغلقاَ، وعاودت الإتصال به عدة مرات بعد ذلك لكن دون جدوى، ما دفعها وأشقائه المقيمين رفقته بالسعودية إلى العودة للبلاد حينها للبحث عنه، وبسؤال "قذافي"، أنكر معرفته مكانه، ما دفعهم إلى تحرير محضرًا بتغيبه، بقسم شرطة بولاق الدكرور.

قذافي سم زوجته ووضع جثتها في الديب فريز

3 أشهر فقط مروا على قتل "قذافي" لصديق عمره، ويعاود ارتكاب جريمة جديدة بنفس الطريق، وكأنه استحل القتل، لكن المجني عليه في هذه المرة، شريكة حياته.. زوجته "فاطمة "، التي تصغره بـ 15 عاماَ، حيث عقد العزم على قتلها بدس سم لها هي الأخرى في طعامها، لمشاجراتها معه والإستيلاء منه على مبالغ مالية، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة أمامه، ليضع جثتها بعد ذلك داخل ديب فريزر رأسي، بشقتهما، ثم نقل جثتها بواسطة سيارة نقل مستأجرة، ودفنها بالغرفة المجاورة للغرفة المدفون فيها "رضا"، وركب سيراميك جديد بالغرفة.

مراتي طفشت وأخدت دهبها وفلوسي

حاول "قذافي" إبعاد الشبهة الجنائية عنه، حيث توجه إلى قسم شرطة الهرم، وحرر محضرا بغياب زوجته "فاطمة زكريا"، 34 سنة، ومعها مبلغ 335 ألف جنيه، وتم تعميم نشره بأوصافها، وبعد ذلك اتهمه أهليتها بالتسبب في وفاتها لوجود خلافات زوجية بينها، وبتمكن الشرطة حينها من القبض عليه، لسماع أقواله حول الاتهام الموجه ضده، أنكر تسببه في تغيبها.. "أنا معرفش هي فين، دي طفشت وأخدت دهبها وفلوسي معاها"، وتم إخلاء سبيله لعدم كفاية الأدلة.

عُرف بالقنصل لاحترافه النصب


هرب "قذافي" من محافظة الجيزة إلى محافظة الإسكندرية، ليعيش هناك، منتحلًا إسم "المهندس رضا"، وإحترف النصب على مدار الـ 5 سنوات الماضيين، وعُرف وسط الأهالي بـ"القنصل"، لاحترافه النصب، وتزوج من 6 سيدات على فترات متباعدة، طوال الخمس سنوات، ما بين إسمه الحقيقي وإسمه المزيف.

انتحال صفة وسجن في قضية سرقة

ليشاء القدر أن يلقى القبض على المعروف وسط أهالي إسكندرية، وتحديدًا منطقة سيدي جابر، بـ"رضا القنصل"، في شهر أكتوبر الماضي، في قضية سرقة، وصدر حكم ضده بالسجن لمدة سنة، المفترض إنتهاء مدة عقوبته في تاريخ 14 اكتوبر عام 2021، وأثناء حبسه، كُشف أمره وتبين أنه منتحلًا صفة "رضا"، وبمناقشته، إعترف أنه "قذافي"، وبالكشف الجنائي عنه، وإجراء التحريات تبين أن إسمه مرتبط بمحضر تغيب زوجته في عام 2015، وحينها عرف أسرة زوجته أنه محبوس على ذمة إحدى القضايا، وانتحاله صفة "رضا"، وسرقته مبلغ 300 ألف جنيه كانوا بحوزته حينها.

احتجاز بقسم الهرم

قوة أمنية اصطحبت الجاني من مديرية أمن الإسكندرية، إلى مديرية أمن الجيزة، تنسيقا مع قطاع الأمن العام، وتم احتجازه بقسم شرطة الهرم، لسماع أقواله حول اختفاء زوجته وصديقه في عام 2015.

6 أيام مناقشات واعترافات

على مدار 6 أيام متتالين ناقش اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، "قذافي"، لكنه أنكر الجريمة في بادئ الأمر، وبتضييق الخناق عليه، إعترف بقتله لصديقه، لطلبه استيرداد أمواله، التي كان يحولها له، وتعثره السداد حينها لمروره بضائقة مالية، وقتله وزوجته لاستيلائها منه على مبالغ مالية ومشاجراتها معه، ودفن جثتهما أسفل بلاط شقة "رضا" بمنطقة بولاق الدكرور.

رضا لابس تيشيرت ودفنت مراتي بدهبها

وأقر خلال التحقيقات التي أجريت تحت إشراف اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتخصله من الجثتين، كلاٍ منهما أسفل غرفة مختلفة بالشقة محل الجريمة بالطابق الأرضي، وقرر أنه تخلص منهما بأغراضهما الخاصة.. "رضا لابس تيشيرت أبيض، وبنطلون أسود، وفي جيبه اليمين محفظة كاملة والشمال التليفون بتاعه"، ودفنت مراتي بالدهب بتاعها، عبارة عن "خاتم، سلسلة، انسيال".

استخراج هيكلين عظميين

اللواء سامح الحميلي نائب مدير مباحث الجيزة وجه العميد طارق حمزة رئيس قطاع غرب الجيزة، بانتقال قوة أمنية إلى مكان دفن الجثتين، وإنتقلت قوة أمنية برئاسة العقيد محمد الصغير مفتش مباحث الهرم، والرائد أحمد عصام رئيس مباحث قسم الهرم، ومعاونه الرائد محمد طارق، رفقة المتهم إلى الشقة التي قام بدفن الجثتين بها وأمكن إستخراج هيكل عظمى لصديقه المجني عليه من أرضية إحدى غرف الشقة، كما تم إستخراج هيكل عظمي آخر لزوجته المجني عليها.

مدرس يسكن بالشقة محل الجريمة

تحقيقات العميد محمد نبيل مأمور قسم شرطة بولاق توصلت إلى أن الشقة المدفون بها الجثتين ملك "عبد الناصر محمد"، 51 سنة، مهندس يعمل بالخارج، شقيق "رضا"، ومستأجرة حاليًا لمدرس أربعيني العمر.

التأكد من صحة أقوال الجاني


وتم التأكد من صحة أقوال الجاني، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بإخطار اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، تولت النيابة العامة التحقيق.