انفراد| "اتأخرت يابا ولازم أمشي".. "الفجر" تحاور والد طفل بولاق المعثور على جثته بكرداسة (فيديو وصور)

حوادث

بوابة الفجر


"خرج ولم يعد".. كان يرتدي "تيشرت" لونه أصفر وبنطالًا أسود و"شبشب" وشعره أسود اللون، تلك كانت آخر مواصفات الطفل "أدهم" ذو الإثنى عشر ربيعًا، عندما اختفى من أمام منزله في بولاق الدكرور، كما وصفها الأب ذو اللحية البيضاء الذي بكى على نجله منذ اختفائه يوم ٢٤ أكتوبر.

كان يجوب الشوارع بحثًا عن نجله، ولكن مع كل شارع لم يجده به كان يفقد الأمل شيئا فشيئا، إلا أنّه بعد عدة أيام، علم أنّه قُتل، حيث تلعثمت الكلمات من المفاجأة والصدمة التي أصابته عندما علم بمقتله على يد طفل آخر يدعى "محمد" يبلغ من العمر ١٧ عامًا، ولكن لم يكن بيده شئ، غير الدعاء بالرحمة لنجله الذي خرج به من الدنيا.

انتقلت محرره "الفجر"، لمنزل الطفل بحثا عن الحقيقة، وكيف قُتل هذا الطفل البرئ على يد شيطان لا يعرف الرحمة!!

"بدموع تنهمر من عينيه".. بدأ الأب "نادي عبدالحميد" يتحدث إلى "الفجر"، قائلا: "آخر مرة شوفته كان يوم ٢٤ أكتوبر، وفي صباح يوم الاختفاء، استقيظ (أدهم) من النوم، وقال لي: (اتأخرت يا أبويا ولازم الحق الورشة)، ولكن بقلب الأب رفضت أن يذهب نجلي دون طعام".

الأب: "آخر مرة شوفت ابني يوم ٢٤ أكتوبر"

"عمتله أكل ورحتله به الورشة".. استكمل الأب المسن كلماته إلى "الفجر": "كان صعبان عليا يخرج من غير أكل، وبالفعل عملتله سندوتشات وتوجهت له في الورشة في حدود الساعة العاشرة صباحًا، ووجدت معه صبي يبلغ من العمر ١٧ عاما ويدعى (محمد) جالسًا معه في الورشة، وتركت له الطعم وذهبت للمنزل، وفي غضون ساعات عاد ابني للمنزل لتغيير بطارية هاتفه لأنها نفذ منها شحن الكهرباء وأخذ بطارية أخرى مشحونة، وجهاز مكبر صوت (صب) ليسمع عليه أغاني".

الباب يخبط وخلفه مفاجأة

بينما يحتضن صورة نجله.. يستكمل الأب المسن رواية القصة، ويقول: "كان باب البيت يطرق، وبمجرد فتح الباب وجدت صاحب الورشة الذي يعمل بها نجلي، بيقولي: (ابنك فين ياحاج!! ده ساب الورشة بقاله كذا ساعة ومش لاقيه)، وكانت هذه الكلمات كالصاعقة على قلبي، وذهبت مسرعًا إلى الشارع لأبحث عنه".

كان التليفون بيرن وفجأة فصل

وأضاف الأب في حديثه إلى "الفجر": "بحثت عنه كثيرا، وكان معي أهالي المنطقة، ولكن دون جدوي، وبدأت اتصل به على التليفون الخاص به، وفي البداية كنت بسمع جرس، ولكن بعد فترة التليفون فصل نهائيا واعطاني رسالة صوتية بأن الهاتف مغلق".

عملت منشور بفقده وحطيته في كل مكان

"دورت عليه في كل شارع".. يستكمل الأب كلامه: "أنا وأهل المنطقة دورنا عليه كتير، وبعد عدة أيام فقدت الأمل أن أجده، وبدأت في طباعة منشور مكتوب عليه بيانات نجلي وأرقام هاتفي".

وتابع الأب: "بعد عدة أيام، فقدت الأمل في العثور عليه من خلال المنشور، فقررت أعمل محضر تغيب، وبعد ٣ أيام من المحضر، جاء أحد أفراد الشرطة ليخبرني أنهم عثروا على جثة في صندوق قمامة بكرداسة، وكنت في البداية لا اعتقد أنّه نجلي، وبمشاهدة الجثة وجدتها منفوخة بسبب مرور عدة أيام عليها، ولكن بعد مرور الوقت تأكدت أنه ابني".

الكاميرات كشفت المتهم

"شوفته قبل كدا"..عادت ذاكرة الأب ليتذكر المتهم الذي وُجد بكاميرات المراقبة، وهو يحمل جثة نجله "أدهم" داخل جوال على ظهره، قائلا: "كاميرات المراقبة رصدته وهو يحمل الطفل داخل جوال وخارج من منزله ثاني يوم اختفائه حتى يلقيه بأحد صناديق القمامة".

ويتابع الأب في حديثه، المتهم كان جالسا مع نجلي أثناء ذهابي لنجلي في الورشة حاملا له الفطار يوم اختفائه.

ضربه بعصا وخنقه وسرق تليفونه

"كان عايز يسرق التليفون".. يستكمل الأب كلامه: "المتهم يدعى (محمد) استدرج نجلي لمنزله ببولاق الدكرور في ذات المكان الذي نعيش فيه، وضربه بعصا على رأسه وخنقه حتى لا أحد يشعر به من الجيران، ووضعه في جوال (شوال)، وأثناء خروجه من المنطقة شاهده الجيران وهو يحمل الجوال واعتقدوا أنها قمامة، وبالفعل قام ألقاه في صندوق القمامة بكرداسة".

الأب: "حق ابني في الجنة"

بصوت مبحوح، يختتم الأب حديثه قائلا: "ربنا يرحمك يا ابني وحقك في الجنة.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي حرمني من ابني".

التحقيقات تكشف مفاجآت

وكشفت التحقيقات، عن مفاجآت جديدة، في واقعة العثور على جثة طفل يتجاوز ال١٢ عاما، بداخل جوال داخل صندوق قمامة بمنطقة كرداسة، أنه تم اكتشاف الجريمة من خلال أحد عمال النظافة أثناء تفريغ صناديق القمامة، عندما عثر على كيس جوال مربوط، وأثناء فتحه وجد الجثة، فتم على الفور إبلاغ القسم.

وأوضحت، أن المتهم البالغ من العمر ١٧ عاما، كان معروف في المنطقة بأنه سئ السمعة،نتيجة عدم اهتمام والديه به، لكون مشاكل كثيرة بداخل أسرته، وأفاد جيران المنطقة في التحقيقات، أنه من متعاطي المواد المخدرة

وأوضحت التحقيقات، أن الجاني قام باستدراجه وضربه بعصا، مما أسفر عن اصابات عديدة، وأيضا كسر في الرقبة، حتى لفظ انفاسه الأخيرة.

وأفادت التحقيقات، أن الطفل يتجاوز ال١٢ عاما، وأن وراء ارتكاب الجريمة طفل يقطن بمنطقة بولاق، يبلغ من العمر ١٧ عاما.

حيث اعترف الطفل، انه قام باصطحاب المجني عليه إلى منزله وضربه ضربة مميتة بعصا، بعد أن قيد المجني عليه، وقام بلفه في "كيس وجوال"، للتخلص من الجثة، بعد أن استحوذ على التليفون المحمول الخاص بالمجني عليه ومتعلقاته، وبعد ذلك تم إلقاءه في صندوق قمامة في منطقة كرداسة

البداية، عندما تلقى قسم شرطة كرداسة إشارة بوجود جوال مربوط من العنق وبفحصة تبين أنه لطفل، وبه إصابات عديدة 

وعلى الفور قامت قوة من قسم كرداسة بالتحريات الدقيقة اللازمة لكشف غموض الجريمة، حيث تبين في التحريات الأولية أنه لا يوجد محضر بتغيب أحد الأطفال في دائرة القسم، لكن في محيط دائرة قسم بولاق الدكرور، وتم تحرير محضر بتغيب الطفل القتيل "شكوكو" وتم تعقب كاميرات المراقبة بمحيط منزل الطفل، وبتفريغ محتواها، تحددت هوية الجاني، يبلغ من العمر 17 عاما، والذي يسكن في ببولاق الدكرور.

وتم تحرير محضر بالواقعة، لاتخاذ الاجراءات اللازمة.