إيمان جودة.. ثاني فلسطينية تدخل أروقة الكونجرس الأمريكي

عربي ودولي

بوابة الفجر


إضافة جديدة لصالح العرب والمسلمين في الكونجرس الأمريكي، بعد فوز نائبة جديدة مسلمة في مجلس الشيوخ الأمريكي، اليوم، وذلك بالتزامن مع الانتخابات الأمريكية التي تشهد تنافس حاد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي، جو بايدن.

وانضمت المرشحة الديمقراطية من أصول فلسطينية، إيمان جودة، إلى مقاعد مجلس النواب الأمريكي، عن ولاية كولورادو، ونشرت تغريدة جديدة لها عبر حسابها على "تويتر"، عن ولاية كولورادو، وتمثل شعبها الفلسطيني في الكونغرس الأمريكي، لتصبح بذلك إيمان ثالث مسلمة تصبح نائبة في الكونجرس الأمريكي، وثاني مسلمة من أصولٍ فلسطينية تصبح نائبة، بعد رشيدة طليب التي فازت في 2018 وتجدد فوزها أيضًا في 2020.

وُلدت إيمان جودة من والدين فلسطينيين، هاجرا من فلسطين إلى ولاية كولورادو بأمريكا عام 1974، وفق ما نشرته إيمان على موقع حملتها الانتخابية، وجاء والداها بحثا عن "الحلم الأمريكي"، فبالنسبة لها كان الحلم الأمريكي "حقيقةً وليس كلاشية أو شعارا سياسيا"، فقد عاشته بداية من هجرة والديها، منذ أكثر من 50 عاما، وبدئهما مشروعا صغيرا، ثم تطور ونمو مشروعهما معا.

وكانت والدة ايمان مدرسة في كولورادو طيلة 30 عاما، كذلك كان والدها مدرسا إلى أن امتلك مشروعه الخاص وأصبح رجل أعمال فلسطينيًا – أمريكيا، فتقول إيمان إن والديها "بدآ معًا من الصفر"، وجعلها ذلك تعيش "الحلم الأمريكي" حقيقة.

وتضيف: "أشعر دائما بالرهبة مما فعله والداي وأعطيانا إياه. لقد بدآ من الصفر وأعطياني وشقيقي وأختي حياة كل الأمريكيين كعائلة أمريكية بالكامل"

وتعتبر إيمان نفسها أمريكية، فهي فتاة من كولورادو، ولدت ونشأت وترعرعت فيها، وخدمت عائلتها أيضا في الجيش الأمريكي، وهي فخورة بهذا وفق ما قالته في حوارها مع موقع "westword" الأمريكي.


وحصلت إيمان على شهادتها الجامعية ثم درجة الماجستير في الإدارة العامة، كما تدرس حاليا بجامعة دنفر في "برنامج الإثراء"، كما تعلم لمدة أربعة شهور في السنة في أحد برامج المدارس الثانوية، وبعد تخرجها أصبحت إيمان منسقة لأنشطة جمعية تحالف الأديان بولاية كولورادو Interfaith Alliance of Colorado،، وهي وجه معروف أيضًا في أروقة مجلس النواب الأمريكي، حيث كانت تنافح عن القضايا المتعلقة بسياسات التعامل مع المسلمين، وفي عام 2008 أنشأت منظمة "تعرف إلى الشرق الأوسط"، وهي منظمة غير ربحية مهمتها مد جسور التفاهم بين الأمريكيين وبين "إحدى أكثر المناطق التي يساء فهمها في العالم"، وفق ما تقول إيمان.


أما عن فلسطين، فتقول إيمان إنها "أرض الحليب والعسل"، فقد أراد والداها أن تحتفظ هي وإخوتها بروابطهم وتراثهم وتاريخهم وثقافتهم ولغتهم الأم، ولذلك فقد كانوا يزورون فلسطين في الصيف.

وتتابع: "استمتعت بشمس الصيف وأنا ألعب تحت أشجار الليمون في بيت جدتي. وقد عرّضتني زيارة وطن والديّ للحرب والعنف والقمع الحاصل هناك، وهو ما كان تناقضًا صارخًا مع الأمان والسلام والحرية التي تربيت عليها في أمريكا".

ترشحت جودة في تلك الانتخابات لتحل محل النائب الديمقراطي جوفان ميلتون، المضطر للتنحي عن الانتخابات لتجاوزه الحد الأقصى لفترات البقاء في منصبه، بعدما أعيد انتخابه لآخر مرة عام 2018.


ورغم أن أيمان أول مسلمة تكون نائبة عن منطقتها في ولاية كولورادو، وكذلك ثالث مسلمة في الكونجرس، إلا أنها كانت واضحة فيما يخص هذه النقطة، إذ قالت في حوارها لموقع "westword" لن أترشح لأكون أول نائبة مسلمة، ولم يكن ذلك في نيتي من الأصل. أنا ترشحت لأنني أشعر بأن تجاربي الحياتية يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي في دفع السياسة التقدمية وإدارة الأمور بطريقة أكثر إيجابية وتقدمية.

على الجانب الآخر، كان خصم إيمان الجمهوري، بوب أندروز، يركز على كون إيمان مسلمة، ففي أحد تصريحاته قبل الانتخابات قال إنه يخشى من "أنها قد تنظر إلى الأمور وتديرها بتركيز كبير على دينها".
وفقا لأندروز "لدى إيمان نسبة معتبرة من المسلمين في الدائرة، ومع ذلك فهناك عدد غير قليل من الأمريكيين الأفارقة وذوي الأصول اللاتينية. لذلك آمل أن يتم تمثيلهم أيضًا. غير أن كل ما رأيته على موقعها على شبكة الإنترنت وسيرتها الذاتية وصفحتها على موقع فيسبوك هو ترويجها لدينها ولفلسطين. وأنا أعتقد أن ثمة أمورا أكبر وأهم من أجندتها الشخصية. وأريد أن يكون هناك تمثيل للجميع".