مقتل قيادى من مرتزقة أردوغان.. الأعمال القتالية تتواصل في ناجورنو كاراباخ

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قتال يتجدد، وتدخلات تركية لا تتوقف.. هكذا تدخل الحرب المستعرة بين أرمينيا وأذربيجان، الأسبوع السادس على التوالى، حول منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان، بعد قتال واشتباكات ضارية بدأت فى السابع والعشرين من شهر سبتمبر الماضى.

تلك الفترة التى شهدت قصفا مكثفا بين قوات الجانبين، واتهامات متبادلة بين قادة وزعماء البلدين، تخللتها مساعٍ عدة للصلح، بدأت باتفاق رعته روسيا يوم 10 أكتوبر الماضى، يقضى بإسكات آلات الحرب، ووقف العمليات العسكرية، وإعلان الهدنة لأسباب إنسانية تمكن طرفى النزاع من انتشال جثث الضحايا، ثم جاءت الهدنة الثانية التى رعتها روسيا مجددا، يوم 17 أكتوبر الماضى، للتأكيد على ضرورة احتكام الطرفين إلى طاولة المفاوضات، بعيدا عن الأعمال القتالية التى تسببت فى خرق الهدنة الأولى، لكن المساعى الروسية فشلت فى جمع البلدين المتنازعين، اللذين يتقاتلان فى إقليم ناجورنو كاراباخ.

ثم جاءت الهدنة الثالثة برعاية أمريكية، يوم 26 أكتوبر الماضى، فى وقت كانت فيه الآمال معقودة على أن تصمت المدافع، وتنقشع سحب الدخان، وتضع الحرب أوزارها، بعدما خلفت الكثير من الضحايا، من المدنيين والعسكريين على حد سواء، وكبدت البلدين خسائر فادحة، وشردت الكثير من الأشخاص، ممن اضطروا إلى مغادرة منازلهم هربا من القصف المتبادل، ونيران الحرب المستعرة، لكنها ما إن لبثت أن دخلت حيز التنفيذ، حتى عرقلتها اشتباكات تجددت، فى اليوم التالى للاتفاق.

وفى الأخير، وافق طرفا النزاع، يوم الجمعة الماضى، على اتفاقية جنيف، بوقف استهداف المدنيين، فى خضم الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، فى إقليم ناجورنو كاراباخ، لكنهما لم يلتزما بما تعاهدا عليه، فتبادلت قواتهما القصف، واستعرت الحرب من جديد، لا سيما مع تعدد الأطراف المشاركة فيه، إذ تحشد تركيا مرتزقة الفصائل السورية الموالية لها، وتدفع بهم إلى الصفوف الأمامية للحرب عنها بالوكالة، دعما لأذربيجان، حليفها القوى بمنطقة القوقاز، ضد أرمينيا، عدوها التاريخى.

مقتل قائد ميليشيات السلطان مراد

وتأكيدا للاتهامات التى تواجهها بنقل المتزقة السوريين للحرب فى ناجونو كاراباخ، أعلنت الصحفية الأمريكية، ليندسى سنيل، مقتل قائد ميليشيات السلطان مراد السورية الموالية لتركيا، خلال المعارك فى إقليم ناجورنو كاراباخ.

ونشرت سنيل، عبر حسابها الرسمى على موقع "تويتر"، صورة لقائد ميليشيات السلطان مراد، وسط حشد من زملائه يرتدون الزى العسكرى، وكتبت عليها: "مقتل قائد السلطان مراد فى أذربيجان"، ووصفته بأنه "القناص"، دون ذكر اسمه. 


خسائر مستمرة في صفوف المرتزقة

وقبل يومين، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مرتزقة الفصائل السورية الذين نقلتهم تركيا إلى ناجورنو كاراباخ، يتكبدون خسائر مستمرة فى الأرواح.

وقال المرصد السوري، يوم السبت الماضى، إن دفعة جديدة من جثث المرتزقة وصلت إلى ريف حلب الشمالى، فيما قتل خلال الساعات الماضية 14 من المرتزقة.

وأوضح المرصد السوري أن دفعة جديدة من جثث المرتزقة، مؤلفة من 20 ممن قتلوا فى كاراباخ، وصلت إلى شمال حلب الذى تحتله تركيا.

وكان المرصد قد قال إن عملية نقل تركيا للمرتزقة السوريين متواصلة، حيث بلغ تعداد المرتزقة السوريين الذين جرى نقلهم إلى أذربيجان للمشاركة في معارك قره باغ، حتى اللحظة، ما لا يقل عن 2350 مرتزقًا، عاد منهم 320 بعد أن تنازلوا عن كل شىء.

ومنذ نهاية شهر سبتمبر الماضى، قُتل ما لا يقل عن 231 من المرتزقة السوريين التابعين لتركيا فى المعارك الدائرة فى ناجورنو كاراباخ، بينهم 183 قتيلًا جرى نقل جثثهم إلى سوريا، بينما لا تزال جثث البقية فى أذربيجان، بحسب ما أفاد به المرصد السورى.




مطالبات أرمينية بتحقيق دولى بشأن المرتزقة

وطالب رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، اليوم الإثنين، بتحقيق دولى فى وجود مرتزقة أجانب، فى ناجورنو كاراباخ، بعد أن قالت قوات الأرمن فى الإقليم إنها أسرت 2 من المرتزقة السوريين.

وقدم باشينيان، أمس الأحد، أدلة قاطعة على قيام تركيا بتجنيد ونقل مرتزقة الفصائل السورية الموالية لها إلى أذربيجان.

وبحسب وكالة أنباء "نوفوستى" الروسية، نشر باشينيان، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، مقطع فيديو، يظهر فيه مواطن سورى، تم القبض عليه من قبل وحدات جيش ناجورنو كاراباخ، وكتب باشينيان يقول: "الآن هناك أدلة كاملة وشاملة لتجنيد الآلاف من المرتزقة فى سوريا، ونقلهم من تركيا إلى أذربيجان، للمشاركة فى المعارك ضد أرتساخ (يقصد بذلك إقليم ناجورنو كاراباخ، التى يطلق عليها الأرمن اسم أرتساخ)"




خسائر فادحة

على صعيد الخسائر، كشفت وزارة الدفاع الأذربيجانية، اليوم الإثنين، عن مقتل 30 جنديا أرمينيا، وإسقاط مقاتلة من طراز SU-25، خلال مواجهات فى منطقة زنجيلان الحدودية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن الرئيس الأذربيجانى، إلهام علييف، اليوم الإثنين، قوله إن جيش بلاده سيطر على 8 قرى أخرى فى ناجورنو كاراباخ.

وكتب علييف عبر حسابه على موقع "تويتر": "عاشت القوات المسلحة الأذربيجانية"، مضيفا: "كاراباخ هى أذربيجان".