هدن متكررة تخرقها الانتهاكات.. حرب أرمينيا وأذربيجان مستمرة في أسبوعها السادس

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


هدن متكررة تخرقها الانتهاكات.. هكذا يبدو المشهد بين أرمينيا وأذربيجان، اللتان تتقاتلان، للأسبوع السادس على التوالى، حول منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.

فعلى الرغم من أن طرفى النزاع، وافقا على اتفاقية جنيف، التى تم التوصل إليها يوم الجمعة الماضى، والتى تقضى بوقف استهداف المدنيين، فى خضم الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، فى إقليم ناجورنو كاراباخ، لم تبد كلتا البلدين التزاما بما تم التعهد به خلال المفاوضات، إذ تبادلت قوات البلدين القصف، فيما بادر قادة البلدين المتناحرين بتبادل الاتهامات بخرق الاتفاق، ومحاولة جر المنطقة إلى حلول عسكرية أكثر وأكثر، وإلى مراهنات وصراعات وحسابات غير معروفة.

ولم تكن تلك هى المرة الأولى التى لم تفِ فيها أرمينيا وأذربيجان بتعهداتهما، إذ سبق أن خرقتا هدنتين جاءتا برعاية روسية، لأسباب إنسانية، تمكن الطرفين من انتشال جثث ضحايا الحرب الدائرة فى كاراباخ، كما خرقتا هدنة ثالثة، جاءت برعاية أمريكية، لوقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية، ثم تلاها خرق اتفاق جنيف الذى تم غقراره يوم الجمعة الماضى، منذ أمس السبت، أى بعد مرور يوم واحد من الاتفاق، وهو ما يعكس عدم احترام الطرفين لأى هدنة، الأمر الذى ينذر بعواقب وخيمة حال استمرار الحرب على ما هى عليه، دون السيطرة عليها، خصوصا مع تعدد الأطراف المشاركة فيها، خصوصا مرتزقة الفصائل السورية الموالية لتركيا، الذين جندتهم أنقرة وزجت بهم فى الصفوف الأولى لمعارك كاراباخ.

أدلة جديدة على وجود مرتزقة أردوغان


فبالرغم من الاتهامات التى تلاحق تركيا، بقيادة رجب طيب اردوغان، بتجنيد المرتزقة السوريين، ونقلهم للقتال فى ناجورنو كاراباخ، دعما لأذربيجان، الحليف القوى لتركيا فى منطقة القوقاز، ضد أرمينيا، العدو التاريخى لها، تتكشف الحقائق يوما بعد يوم، وتثبت بما لا يدع مجالا للشك فى أن تركيا متورطة فى تلك المعركة التى لا تهدأ، من خلال المرتزقة الذين تدفع بهم للحرب عنها بالوكالة، مقابل الحصول على الأموال.

رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، قال، اليوم الأحد، إن هناك أدلة قاطعة على قيام تركيا بتجنيد ونقل مرتزقة الفصائل السورية الموالية لها إلى أذربيجان.

وبحسب وكالة أنباء "نوفوستى" الروسية، نشر باشينيان، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، مقطع فيديو، يظهر فيه مواطن سورى، تم القبض عليه من قبل وحدات جيش ناجورنو كاراباخ، وكتب باشينيان يقول: "الآن هناك أدلة كاملة وشاملة لتجنيد الآلاف من المرتزقة فى سوريا، ونقلهم من تركيا إلى أذربيجان، للمشاركة فى المعارك ضد أرتساخ (يقصد بذلك إقليم ناجورنو كاراباخ، التى يطلق عليها الأرمن اسم أرتساخ)"

وأضاف باشينيان: "المعلومات تشير إلى وجود شبكة إجرامية دولية، ولا يمكن أن يستمر الكشف عنها بدون عواقب".

قصف متبادل

وبحسب "العربية"، اتهم مسؤولو ناجورنو كاراباخ، أذربيجان، باستهداف بلدة مارتونى بالطيران العسكرى، إلى جانب استهداف مناطق أخرى بضربات صاروخية خلال الليل.

وقال جيش ناجورنو كاراباخ إن قوات أذربيجانية واصلت قصف المستوطنات المدنية بالمنطقة فى الصباح.

فى المقابل، اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية، القوات الأرمنية، بإطلاق النار على مواقع الجيش الأذربيجانى، على الحدود مع أرمينيا.

وقالت الوزارة أيضا إن القوات الأرمينية تقصف مستوطنات فى منطقتى ترتر وأغجابيدى.

كما تتبادل أرمينيا وأذربيجان اتهامات باستخدام الفسفور الأبيض، إذ إن أرمينيا اتهمت أذربيجان باستخدامه فى المعارك التى تدور فى إقيم ناجورنو كاراباخ، فى حين اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية جيش أرمينيا بنقل شحنة من ذخيرة الفوسفور إلى منطقة خوجافيند فى الإقليم.

تركيا تجدد دعمها لأذربيجان

وفيما يبذل المجتمع الدولى جهودا مضنية لوقف الحرب المستعرة فى ناجورنو كاراباخ، تؤكد تركيا دعمها لأذربيجان، فى مواجهة أرمينيا، وهو ما يشعل الصراع بين البلدين أكثر مما هو عليه.

فبحسب وكالة الأنباء الألمانية، وصل وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، اليوم الأحد، إلى أذربيجان، لتأكيد دعم بلاده، فى النزاع الذى يشهده إقليم كاراباخ.

وفى تغريدة كتبها عبر حسابه الرسمى على موقع "تويتر"، قال وزير الخارجية التركى: "نحن مجددا فى باكو مع أشقائنا، لتجديد دعمنا القوى لأذربيجان العزيزة وتبادل وجهات النظر بشأن التطورات الأخيرة فى ناجورنو كاراباخ".