طارق فهمي يكشف التأثير السياسي حال فوز " بايدن" (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الدكتور طارق فهمي، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وخبير العلاقات الدولية، إن إسرائيل تخشى من وصول جو بايدن إلى منصب الرئاسة الامريكية بسبب تصريحاته عن فلسطين وإقامة القدس الشرقية عاصمة لهم.

وأوضح " فهمي"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد على خير ببرنامج "المصري أفندي" المذاع على قناة القاهرة والناس، أن "بايدن" يتحدث عن حل الدولتين وإعادة مكتب منظمة التحرير الفلسطينية وتوقيف بناء المستوطنات.

وأشار استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وخبير العلاقات الدولية إلى أن السلطة الفلسطينية هي الرابح الأكبر من انتخاب "بايدن" وسيكون مكسب للفلسطينيين بسبب دعمهم لهم.

ونوه بأن "بايدن يميل للتحالف مع بريطانيا والدول الأوروبية عكس ترامب تماما،والصين تريد بايدن، بينما روسيا تتمنى فوز ترامب لأنهم يعلموه جيدا واختبروه والخطاب السياسي للرئيس الروسي بوتين يصب فى هذا الاتجاه".


وتعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إعلان نتيجتها في نوفمبر المقبل، أصعب انتخابات مرت بها الولايات المتحدة، خصوصًا وأنها تأتي وسط ظروف انتشار وباء كورونا الذي أضر بشعبية الرئيس دونالد ترامب مرشح الجمهوريين، والتهمت تداعياته الاقتصادية الإنجازات التي استطاع تحقيقها خلال السنوات الثلاث الأولى من فترة حكمه.



وتشير استطلاعات الرأي جميعها إلى تقدم منافسه الديمقراطي جو بايدن عليه، الأمر الذي جعل الملياردير الجمهوري يخشى هزيمة تجعل منه أول رئيس لفترة رئاسية واحدة منذ أكثر من ربع قرن، خصوصًا وأن بايدن تزايدت شعبيته بالولايات "المتأرجحة" والتي انضم إليها ولايات أخرى أولها فلوريدا وتكساس صاحبتا أعلى كتل تصويتية.

وبينما تصدر بإيدن الاستطلاعات وضع ترامب في جدول أعماله زيارة الولايات الـ 12 المتأرجحة لضمان ولائها واستمالة أعضاء المجمع الانتخابي خلال الأيام الأخيرة من الانتخابات، والتي من المقرر انطلاقها 3 نوفمبر المقبل، ويجمع الكثيرون على أنها استثنائية لم تتكرر كثيرًا ولا يتوقع أحد نتائجها حتى الآن، حيث وصل عدد من صوتوا في الاقتراع المبكر 71 مليون صوت وهي زيادة تاريخية أعلى من جميع الانتخابات في أخر 50 سنة، كما أن الولايات المتأرجحة المنتظر أن تحسم نتيجة الانتخابات لم يتأكد أحد من توجهاتها النهائية، رغم أن استطلاعات الرأي أكدت فوز بإيدن على ترامب، وهي الولايات التي منحت ترامب الأفضلية في 2016، ووطد الديمقراطيين أقدامهم فيها منذ خسارة هيلاري كلينتون.

وتتصدر فلوريدا الولايات الحاسمة، وتعتبر رمانة الميزان التي ترجح كفة أي مرشح حيث يصل عدد الأصوات بها إلى 29 صوتا، ولم يفز أي رئيس من قبل سواء ديمقراطي أو جمهوري إلا وقد ضمن أصواتها، وفيها يحظى بايدن بتأييد 48.9% من المستطلعة آراؤهم، مقابل 47% ل ترامب.

ويعتمد فوز ترامب أو بايدن على نتيجة التصويت في عدة ولايات متذبذبة الولاء تتأرجح بينهما، يطلق عليها "الولايات البنفسجية" أو المتأرجحة في الأعم وهو لون وسيط بين الولايات ذات اللون الأحمر الجمهورية الهوى، والولايات الزرقاء ديمقراطية الهوى، وتقول التقارير إنه خلال العقود الأخيرة -وتحديدا منذ انتخابات 1968 عقب تقنين تشريعات الحقوق المدنية، وإنهاء كافة أوجه الفصل العنصري أمام الأمريكان الملونين خصوصًا ذوي الأصول الإفريقية- مالت الكثير من الولايات الجنوبية إلى الحزب الجمهوري، وانتقل ولاء ولايات الشمال الشرقي للحزب الديمقراطي، في حين استمرت الولايات الساحلية الغربية قريبة من الديمقراطيين، فيما أكد الجمهوريون سيطرتهم على الكثير من ولايات الشمال الأوسط والشمال الغربي.

الولايات الإثنى عشر المتأرجحة أو البنفسجية التي ستحدد الفائز بانتخابات 2020 فاز بها الرئيس ترامب في انتخابات 2016، وهي ولايات تأرجح هواها الانتخابي منذ سبعينيات القرن الماضي بين الحزبين، ولم يسبق لرئيس ديمقراطي أو جمهوري أن فاز بإحدى هذه الولايات بفارق كبير عن منافسه، ومن الناحية النظرية، تتقارب فرص فوز كل المرشحين في هذه الولايات، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى تفوق ترامب في ولايتي فلوريدا وأوهايو فقط، في حين تمنح الاستطلاعات جو بايدن فوزا مريحا في بقية الولايات المتأرجحة.

لكن الغريب أن أصوات الناخبين من المواطنين العاديين لا تؤثر بشكل كبير على اختيار من سيحكم البيت الأبيض، وذلك مهما قل أو كثر عددها، ويرجع ذلك إلى أن الرئيس الأمريكي لا يختاره الشعب مباشرة، ولكن تختاره مجموعة مسئولين يعرفون باسم "المجمع الانتخابي"، بحسب ما نص عليه الدستور، ومجموعة قوانين اتحادية وقوانين محلية في كل ولاية، ونظريا يختار ممثلو الولاية المرشح الذي فاز بأغلبية الأصوات، ولكن هذا لا يحدث في كل الأحوال.

يقتضي هذا النظام الغريب أن يحصل المرشح على 270 صوتا من بين 538 هم أعضاء المجمع الانتخابي المكون من أعضاء غرفتي الكونجرس مجلس النواب الذي يحتسب العضو فيه بصوتين والشيوخ ويحتسب صوت العضو فيه بصوت واحد، لذلك فمن المحتمل أن يفوز المرشح بأصوات الناخبين من الشعب، ولكنه يخسر الانتخابات، وهذا ما حدث لمرشحي الحزب الديمقراطي آل غور في انتخابات عام 2000 وفاز بوش الإبن، وهيلاري كلينتون في 2016، وفاز دونالد ترامب.

ويعني هذا النظام أن هناك أهمية لبعض الولايات دون غيرها بالنسبة للمرشحين، لأن الولايات التي تتمتع بعدد كبير من السكان، لها عدد أكبر من أصوات الممثلين لها.

ولا يوافق كل الأمريكان على نظام "المجمع الانتخابي"، المكون من أعضاء الكونجرس بغرفتيه والذين يتغيرون كل أربع سنوات، لاختيار رئيس الولايات المتحدة ونائب الرئيس، وأكبر ست ولايات من حيث الأعضاء هي كاليفورنيا (55)، وتكساس (38)، ونيويورك (29)، وفلوريدا (29)، وإلينوي (20)، وبينسيلفانيا (20)، ويعطي هذا النظام ثقلا أكبر لولايات أصغر، ويعني هذا أن على مرشح الرئاسة الحصول على عدد من الأصوات يمتد على رقعة متسعة في أرجاء البلاد.

ويتحكم حجم سكان الولاية في عدد ممثليها في مجلس النواب الذي يرجح كفة أي مرشح، فمثلا ولايات ألاسكا ووايومنج ومونتانا ليس لهم سوى ممثل واحد، فيما يصل عدد ممثلي كاليفورنيا إلى 55 ممثل وهكذا أحد المراكز البحثية جمع في تحليل بحثي بين نمط تصويت الولايات خلال الخمسين عامًا الماضية وبين نتائج استطلاعات الرأي بشأن انتخابات 2020 يقسم الجدول التالي الولايات طبقا لميولها الانتخابية المتوقعة لانتخابات هذا العام، حيث يضمن الجمهوريون 170 ممثلا في الكونجرس بغرفتيه من 22 ولاية، في حين جمع الديمقراطيون 233 ممثلا من 21 ولاية ديمقراطية الهوى، ويتبقى 135 ممثلا تدور المنافسة على كسب أصواتهم وهم موزعون الولايات المتأرجحة.

ويحتاج ترامب للفور بالرئاسة إلى الحصول على 100 صوت من إجمالي 135 من الأصوات المتأرجحة أو ما نسبته 74% على الأقل، وذلك بفرض فوزه بكل الولايات المؤيدة تقليديا للجمهوريين.