عادل حمودة يكتب: العجوز الشمطاء

مقالات الرأي



السجل الأمريكى الأسود لـ«هيلارى كلينتون»

طبعت صورتها فى لباس امرأة سادية على بطاقات معايدة 

وصفت بـ«العجوز الشمطاء» 

بيعت قمصان كتب عليها: اتهموا هيلارى 

اتهمت هى زوجها فى فضيحة وايت ووتر

تهربت من الضرائب بعد صفقة مريبة كسبت فيها 100 ألف دولار 

اقترحت على محمد مرسى تفكيك الأجهزة الأمنية!

تسترت على قتل القذافى بعد اختفاء 143 طن ذهب و150 ألف طن فضة واستثمارات تصل إلى 300 مليار دولار! 

اعتدى السلفيون على القوات الأمريكية فى سيناء فأمر المرشد الميليشيات الإخوانية بحماية المصالح الأمريكية!

لم تنل سيدة أولى فى الولايات المتحدة ما نالت هيلارى كلينتون من فضائح علنية جعلت سيرتها على كل لسان.

بيعت قمصان كتب عليها اتهموا هيلارى وطبعت صور وبطاقات معايدة أظهرتها عارية أو فى لباس امرأة سادية داعرة.

وغضب زوجها من وصفها بالنصابة الشمطاء أكثر من وصفه هو بالمنحرف فهو على الأقل عرف حقيقة مغامراته الجنسية التى لا تهم أحدا سواهما ونجح فى النجاة منها أما هى فإن فضائحها المالية وضعت رئاسته فى مأزق شديد الصعوبة وبعد أن كانت عونا له أصبحت عبئا عليه.

هذه الحقائق يسهل التأكد منها فى كتاب امرأة فى السلطة الذى كتبه كارل برينشتين زميل بوب وواد وارد فى تفجير فضيحة ووترجيت ــ ونشرته دار راندوم هاوس عام 2007 وترجمته شركة المطبوعات اللبنانية فى العام التالى.

كانت هيلارى كلينتون بطلة فضيحة سميت بفضيحة وايت ووتر.

كان بيل وهيلارى كلينتون وشركاهما جيم وسوزان ماكدوجال قد أنشأوا شركة تنمية عقارية باسم: وايت ووتر ولكنها أفلست فى عام 1980.

فى ذلك الوقت كان كلينتون حاكم ولاية أركنساس وضغط هو وزوجته من أجل منح قرض غير قانونى يبلغ 300 ألف دولار لشريكتهما سوزان ماكدوجال وخلال حملته الانتخابية الرئاسية عام 1992 فجرت نيويورك تايمز الفضيحة.

حسب كارل برينشتين أيضا انفجرت فضيحة أخرى فى عام 1994 عندما كشفت اللجنة المصرفية فى مجلس الشيوخ أن هيلارى لم تبح بعائداتها الضريبية لعام 1978 حتى لا يظهر ربحها المفاجئ بقيمة 100 ألف دولار من استثمار لا يزيد عن ألف دولار.

وعندما سئلت كيف حققت تلك الأرباح الخرافية بمبلغ لا يزيد عن ثمن أحذيتها أجابت: من تجارة الأبقار حديثة الولادة وكان أن خرجت الصحف تسخر منها قائلة: لقد جاء الزوجان كلينتون إلى العاصمة من مستنقعات الجنوب وفاحت الرائحة.

ومنذ ذلك اليوم لم تختف الرائحة العفنة وإن تغيرت مصادرها من الفساد المالى إلى الفساد السياسى كما أظهرت رسائلها الإلكترونية التى كشفت مؤخرا.

تولت هيلارى كلينتون وزارة الخارجية فى الفترة من 2009 إلى 2013 لتنفذ خطة سابقتها كواندليزا رايس المفجرة للفوضى فى الشرق الأوسط بدعوى أنها ستكون فوضى خلاقة تخرج منها الدول العربية بنظم ديمقراطية مستقرة تتجاوز النظم الفردية القائمة الملوثة بالظلم والفساد وغابت عنها الحريات وحقوق الإنسان.

كان على هيلارى كلينتون تحويل نظرية كواندليزا رايس إلى مؤامرة مغرية استهدفت سوريا واليمن والجزائر ومصر وبدأت بتونس وأطلق عليها: الربيع العربى.

كان المطلوب التخلص من النظم التى لا تقبل بالمشروع الإسرائيلى ليأتوا بالإسلام السياسى بعد أن تعهدت تنظيماته وجماعاته بتنفيذ التعليمات الأمريكية.

زارت الوزيرة اليمن فجأة فى 11 يناير 2011 بعد أن قاطعتها الخارجية الأمريكية 20 سنة والتقت بشخصيات رشحتها إليها وكالة المخابرات المركزية أصبحت فيما بعد رموز ما سمى بالثورة اليمنية ومنها كارمان توكل التى اعترفت بأن السفارة الأمريكية مولت منظمتها صحفيات بلا قيود لتكون واجهة للثورة والمثير للسخرية أنها نالت جائزة نوبل للسلام مكافأة على الفوضى التى ساهمت فيها.

تكرر سيناريو فرض الفوضى ذاته فى سوريا من خلال الجمعيات الحقوقية الممولة من واشنطن ولعبت قطر دورا مباشرا فى تسليح المعارضة تنفيذا للتعليمات الأمريكية كما اعترف رئيس حكومتها السابق حمد بن جاسم بالصوت والصورة فيما بعد قائلا: لم ننفق دولارا واحدا فى سوريا إلا بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

ولم يسقط النظام فى سوريا وإن أصبح عاجزا عن صد هجمات الطائرات الإسرائيلية كما أنه لم يجد ما يرد به على إعلان ضم الجولان إلى إسرائيل.

ولكن الأسوأ ما جرى للسوريين أنفسهم: تحولوا إلى لاجئين فى أربع أنحاء الدنيا ومرتزقة تستخدمهم تركيا للقتال فى ليبيا وأذربيجان.

وفى ليبيا عرف السياسى الإخوانى محمد يوسف المقريف أقصر الطرق إلى قلب هيلارى كلينتون بأن كشف لرجال القنصلية الأمريكية عن اعتزامه توقيع اتفاق مع إسرائيل حسب حقيبة الوثائق رقم 05739890 سى فى أرشيف الخارجية الأمريكية تحت رقم 201504841 أف تحت عنوان الرئيس الليبى الجديد.

كان التنظيم الدولى للإخوان قد استثمر سيطرة الجماعة على الحكم فى مصر وفرض تسمية المقريف لشغل منصب رئيس البرلمان فى 9 أغسطس 2012 عقب أقل من خمسين يوما على تولى محمد مرسى الرئاسة وفى ذلك الوقت كان رئيس البرلمان يشغل منصب رئيس الدولة.

لكن أخطر ما فى إيميلات هيلارى كلينتون هنا أنها أجابت عن السؤال الصعب: لم اغتال الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى الرئيس الليبى معمر القذافى بالتنسيق معها ومع رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون؟.

إن سيف الإسلام ابن القذافى اشترى 143 طنا من الذهب و150 طنا من الفضة بتعليمات من أبيه لدعم الدينار الإفريقى ليكون العملة المعتمدة والبديلة لليورو.

وحسب الوثائق أيضا: نقلت ودائع البنك المركزى الليبى فى سبها إلى تشاد والنيجر ومنها إلى أماكن غير معروفة فى أوروبا.

وترك القذافى ما بين 200 و300 مليار دولار استثمارات.

أين ذهبت كل هذه الأموال؟ من نهبها؟ وهل كان قتل القذافى ضرورة للتستر على اللصوص الذين ربما انتموا إلى الطبقة الراقية من حكام أوروبا وربما أمريكا أيضا؟.

لقد ظهرت هيلارى كلينتون إلى جانب رئيس المجلس الوطنى الانتقالى الليبى مصطفى عبد الجليل وصفقت له عندما أعلن أن رجل أعمال ليبى رصد مليون دولار مكافأة لمن يذبح القذافى؟.

هل يمكن أن نصدق أنها وزيرة فى دولة لا تمل من الحديث عن الحريات وحقوق الإنسان؟.

أكثر من ذلك لعب مصطفى عبد الجليل دورا مؤثرا فى اغتيال مصطفى يونس الذى كان بديلا للقذافى ومطروحاً أن يكون رئيسا للثورة.

لماذا لم يترك القذافى على قيد الحياة مثل صدام حسين ليقول ما عنده حتى لو كانت نهاية المحاكمة حكما بإعدامه؟.

ولتحكم الجيش والمخابرات فى السلطة نجت الجزائر من المصير ذاته وكشفت الإيميلات عن تمويل أمريكى لمحطة تليفزيونية يسيطر عليها الإسلاميون تهدف إلى نشر الفوضى وتدمير الاستقرار.

وهل أصبحت الدول التى انفجرت فيها فوضى الربيع العربى أفضل حالا بعد التخلص من حكامها الديكتاتوريين الفاسدين؟ هل عرفت الديمقراطية أم تمزقت بالطائفية؟ هل عرفت الشفافية أم دمرت بحروب أهلية؟.

ولم يكن للحالة العربية أن تصل إلى ما وصلت إليه إلا بالتفاهمات الخفية بين الأجهزة الأمريكية وزعماء الإسلام السياسى الذين كشفوا عن أنفسهم بزيارات علنية إلى واشنطن بعد أن جرى ما جرى.

ولعبت قطر دور الوسيط بين الولايات المتحدة والإخوان فى مصر منذ عام 2005 وضغطت إدارة جورج بوش على مبارك ليسمح لهم بالتنفس السياسى وكان أن وصل 88 منهم إلى مجلس الشعب فى العام نفسه.

ومنح وجود الإخوان فى البرلمان شرعية لهم ليلتقوا بكل المستويات الأمريكية دون أن توجه إليهم تهمة الخيانة.

وما أن وصلوا إلى حكم مصر حتى اقترحت الوزير ــ حسب الإيميلات ــ تفكيك الأجهزة الأمنية ليكون البديل ميليشيات أمنية.

وما أن تلقت قطر تلك الإشارة حتى استقبلت 500 شاب إخوانى لتدريبهم على أعمال المخابرات واستقبلت تركيا مجموعة أخرى منهم لنفس السبب.

وفى الوقت نفسه استقبلت ألمانيا ــ بطلب من الخارجية الأمريكية ــ مجموعات إخوانية لتعليمهم كيفية تفكيك الأجهزة الأمنية.

وكان لابد للإخوان أن يردوا الجميل فخرجت تعليمات مشددة من المرشد العام محمد بديع فى وقت متأخر من يوم 13 سبتمبر 2012 إلى شباب الجماعة بحماية السفارة والمنشآت والشركات الأمريكية ولو بصدورهم العارية حتى لا تتعرض للأذى فى حمى التظاهرات العنيفة التى اجتاحت البلاد.

حدث ذلك فى أعقاب اعتداء مجموعة أصوليين فى سيناء على قاعدة قوات حفظ السلام هناك حيث يخدم 1500 جندى تابع للأمم المتحدة من ضمنهم جنود أمريكيون سقطوا ضحايا للهجوم حسب وثيقة مؤرخة فى 26 نوفمبر 2012.

وبرر محمد مرسى الحادث بأنه يهدف إلى إظهار حكومته بأنها غير قادرة على الإمساك بزمام الملف الأمنى.

ولكنه استخدم الحادث ليروج نظرية أن نظامه معتدل يجب دعمه ليقضى على التنظيمات الإسلامية المسلحة. على أن تلك الحيلة فضحت عندما سقط نظامه وخرجت قيادته لتؤكد أن مؤشر العنف فى أيديهم وأنه لن ينتهى فى سيناء إلا إذا عادوا إلى الحكم.

ولاتزال الحرب مستمرة.