بعد وصول دفعة جديدة من مرتزقة أردوغان.. الاشتباكات تتجدد بين أرمينيا وأذربيجان

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لم يمض سوى يومين على الهدنة الثالثة بين أرمينيا وأذربيجان، التى جاءت برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، التى ما إن لبثت أن دخلت حيز التنفيذ، حتى عرقلتها اشتباكات تجددت، اليوم الأربعاء، واتهامات أذربيجانية لأرمينيا بقصف مناطق مراكز سكنية، ومواقع للجيش على الحدود بين البلدين.

اتهامات متبادلة بخرق الهدنة الثالثة

وبحسب موقع "روسيا اليوم"، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، قيام القوات المسلحة الأرمينية بقصف المواقع الأذربيجانية على الحدود بين الدولتين.

وأضافت الوزارة أن القوات الأرمينية أطلقت النيران من الأسلحة الخفيفة على المراكز السكنية ومواقع وحدات الجيش الأذربيجانى على حدود بين البلدين.

وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية استمرار العمليات القتالية، على خط المواجهة فى إقليم ناجورنو كاراباخ، منوهة بأنه تم تدمير مركبات قتالية متعددة، ومدافع وذخيرة للقوات الأرمينية، بعد تعرض مناطق أذربيجانية للقصف من الأراضى الأرمينية.

واتهمت أذربيجان القوات الأرمينية بقتل 19 مدنيا، وإصابة 60 آخرين بجروح، فى قصف صاروخى استهدف منطقة باردا، وهى مدينة أذربيجانية قريبة من خط الجبهة فى ناجورنو كاراباخ.

فى المقابل، نفت وزارة الدفاع الأرمينية، اتهامات أذربيجان لها بقصف مراكز سكنية ومواقع للجيش الأذرى، مؤكدة أن تلك الاتهامات باطلة، ولا أساس لها من الصحة.

وفى ظل الانهيار السريع لاتفاق وقف إطلاق النار، الذى دخل حيز التنفيذ يوم الإثنين الماضى، تبادلت أرمينيا وأذربيجان، الاتهامات بخرق الهدنة، مما تسبب فى تجدد الاشتباكات.

دفعة جديدة من مرتزقة أردوغان

يأتى ذلك، بينما يواصل المرصد السورى لحقوق الإنسان، مواكبة ورصد عملية نقل مرتزقة الفصائل السورية من قبل الحكومة التركية نحو أذربيجان، حيث وصلت دفعة جديدة خلال الساعات والأيام القليلة الماضية، تضم 300 مقاتل، إلا أن تركيا لاتزال تجد صعوبة بالغة فى تجنيد المقاتلين والزج بهم فى معارك ناجورنو كاراباخ، وذلك لرفض شريحة كبيرة من المقاتلين الذهاب للقتال إلى القوات الأذربيجانية، بسبب العامل الطائفى، بالإضافة للخسائر البشرية الكبيرة التى لحق بصفوف الذاهبين، حتى إن بعض الذين ذهبوا إلى هناك لم يكونوا على دراية بأن القوات الأذرية من الطائفة الشيعية، وعادوا بعد ذلك إلى سوريا بعد معرفتهم، وفى ظل الأوضاع الصعبة للمقاتلين هناك.

ومع وصول دفعة جديدة من المقاتلين، بلغ تعداد المقاتلين السوريين الذين جرى نقلهم إلى أذربيجان للمشاركة فى معارك إقليم ناجورنو كاراباخ، حتى اللحظة، ما لا يقل عن 2350 مرتزقا، عاد منهم 320 مقاتلا بعد أن تنازلوا عن كل شىء، بما فى ذلك مستحقاتهم المادية.

فى السياق ذاته، وثق المرصد السورى مقتل ما لايقل عن 29 مقاتلا من المرتزقة فى المعارك إلى جانب القوات الأذرية، فى حربها ضد القوات الأرمينية، كما وصلت جثث نحو 15 منهم إلى الأراضى السورية، وبذلك، ترتفع حصيلة قتلى الفصائل منذ الزج بهم إلى الصفوف الأولى للمعارك من قبل الحكومة التركية، أى منذ نهاية شهر سبتمبر الماضى، إلى ما لا يقل عن 217 قتيلا، بينهم 138 قتيلا جرى جلب جثثهم إلى سوريا، فيما لا تزال جثث البقية فى أذربيجان.

هدنة برعاية أمريكية

وجاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، برعاية أمريكية، يوم الإثنين الماضى، فتعهد الطرفان المتحاربان بإسكات آليات القتال لدواع إنسانية، بعد محادثات مكثفة ومنفصلة جرت داخل أروقة وزارة الخارجية الأمريكية، عقدها مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكى، مع نظيريه الأرمينى والأذربيجانى.

كما جاءت الهدنة التى أعلن عن بدء تنفيذها، صباح يوم الإثنين، عقب اجتماع لمجموعة "مينسك"، التابعة لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، والتى تشكلت للتوسط فى الصراع بقيادة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، وبعد اتهامات متبادلة بين البلدين، بخرق هدنتين سابقتين، تم التوصل إليهما يومى 10، و17 من شهر أكتوبر الحالى، بوساطة روسية.