استهداف الجنود والاقتصاد.. سياسي يكشف خطورة تصريحات ماكرون على فرنسا

عربي ودولي

ماكرون
ماكرون


تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون الاستفزازية ضد الاسلام والنبي محمد عليه الإسلام، دخلت ببلاده في منعطف خطير في وقت تعاني باريس من أزمة اقتصادية كبيرة وجائحة كورونا، خاصة بعد أن وضعت تلك التصريحات فرنسا في مواجهة المسلمين الذي قرر عدد كبير منهم مقاطعة البضائع الفرنسية في كل دول العالم.

وعلق الكاتب والمحلل السياسي المقيم بفرنسا، توفيق قويدر شيشي، إن ماكرون أخطا بشكل كبير كان لا غني عنه، خاصة أن فرنسا تمرب أزمة كبيرة على كل الأصعدة، زالمتمثلة في انهيار الاقتصاد والبطالة والأزمة الصحية والتربوية.

وأضاف القشة التي قسمت ظهر البعير هي تصريحات ماكرون بشأن الأسلام والنبي محمد عليه السلام، بقوله إن الإسلام يمر بأزمة ولا يتماشي مع مبدأ العلمانية، وتأييده اعادة رسم الرسومات المسيئة للنبي، مشيرا إلى أن اليمين المتطرف هم من لا يحترم حرية التعبير.

وأشار قويدر إلى أن ماكرون كان في غنى عن تلك التصريحات، موضحا أنه ربط الارهاب بالاسلام وهذا خطأ لأن الإسلام علم وتسامح وتعايش مع كل الديانات.

وبين أن ماكرون قد يكون هو من تسبب بمقتل المدرس الفرنسي الذي أساء للنبي بتصريحاته الاستفزازية وهو مسئول بالدرجة الأولى عن الأمر لأن لكل فعل رد فعل، وما قامت به حكومته من إزالة الايات التي تخالف العلمانية وفقا لرايهم شيء خاطيء ويحرك مشاعر المسلمين الغاضبة ضدهم.

وأكد أن تصريحات ماكرون شعبوية بالدرحة الأولى لأنه كان يتبانها فقط اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان، لكن الآن انتقلت إلى كافة المستويات في أحزاب اليمين المعتدل وبعض اليسارين، فأصبحت طبقة كبيرة تمارس التصرفات العنصرية ضد المسلمين بفرنسا، بسبب تصريحات الرئيس الفرنسي الاستفزازية.

وذكر المحلل السياسي أن الشعارات التي يرفعها الشعبويون هو أن الدين الإسلامي متطرف ولليس دين حريات، مشيرا إلى أن تلك التصريحات مرتبطة بأجندات سياسية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في2020، ليحاول الرئيس الفرنسي استمالة تلك الطبقة متناسيا موجة الغضب الكبيرة ضده.

وعن سبب خروج تلك التصريحات في ذلك الوقت بالذات، أوضح قويدر أن ماكرون ليست لديه قاعدة شعبية، فهو كان وزيرا للاقتصاد وبعدها كون حزب "الى الامام" والذي لا يزال يعاني من مشاكل داخلية وهو الآن يحاول خلق قاعدة شعبية ولكنه سيفشل بذلك الأمر، لأن ربط الإسلام بالارهاب لا يخلف شعبية فهو يحاول جلب الطبقة المتطرفة وتصدير تلك الفكرة لدول الاتحاد الاوروبي وهو ما حدث مع قانون الهجرة.

وقال إن الفكرة التي يحاول ماكرون تصديرها ستنجح في الدول الشعبوية التي يسيطر عليها أحزاب اليمين المترف مثل دول البلقان والدول الشرقية بأوروبا ولكن بعض الاتحاد الأوروبي ستجد معارضة شديدة، لأان فيها نسبة كبيرة من المسلمين والمدارس التي تعلم الدين الإسلامي.

وأكد أن ماكرون يحاول صناعة الارهاب من خلال اليمين المتطرف ويحاول أن يقول بان الاسلام لا يتماشي مع العلمانية ولا يوجد ديانة تسمو على قواعد الجمهورية، وذلك الكلام له تبعات خطيرة، خاصة مع وجود 6 مليون مسلم داخل فرنسا.

وبالنسبة لردود الأفعال الغاضبة من التصريحات الاستفزازية للرئيس الفرنسي، والمقاطعة التي طالب بها المسلمون في كل الدول العربية، فأكد قويدر على تأثيرها السلبي على فرنسا اقتصاديا لأن باريس في أزمة كبيرة خاصة في ظل جائحة كوورنا وأزمة صحية خانقة.

وأشار إلى أن مقاطعة البضائع الفرنسية ليست في صالح الدولة الأوروبية، لأن باريس تصدر الكثير من المنتجات لدول المغرب العربي، وقد تتخذ مواقف ضدها ونفس الشيء بالنسبة لدول المشرق العربي والشرق الأوسط، وكل ذلك سيؤثر على الاقتصاد الفرنسي.

ودعا قويدر ماكرون لمراجعة نفسه والاعتذار والاعتراف بالخلط بين الاسلام والارهاب، حتى تتحسن صورة فرنسا في الخارج بعد أن شوهها ماكرون وإظهاره بأنه لا يبالي.

وحذر المحلل السياسي بأن تصريحات ماكرون الأهيرة قدد تتسبب بشن هجمات إرهابية على الجنود الفرنسيين في بعض الدول العربية نتيجة الرودو الغير طبيعية على التصريحات الاستفزازية.