الجيش المحمدي وآيا صوفيا.. مواقف تاجر فيها أردوغان بالدين الإسلامي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


خليفة المسلمين.. هكذا يظن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان نفسه، حين يسعى دائما إلى التستر فى رداء الدين، وحين يصبغ جرائمه بالصبغة الدينية، فى محاولة منه لأن لاستقطاب ولاء دعاة الإسلام السياسى فى المنطقة العربية.

ففى جميع مواقفه، يستخدم أردوغان ورقة الإسلام السياسى، للترويج لنفسه كقائد إسلامى مناصر لقضايا العرب والمسلمين، فى حين تظل كلماته محض شعارات، إذ لا يبدى أردوغان استعدادا لدفع أى أثمان، نظير مواقفه الاستعراضية، التى طالما يتشدق بها فى خطاباته، وفى المحافل الدولية.

وهناك الكثير من المواقف التى تثبت أن أردوغان يتاجر بالدين الإسلامى، ويسعى للترويج لنفسه، ولحلمه الذى طالما عمل على تحقيقه، فى أن يصبح خليفة المسلمين.

استغلال اسم الرسول فى شعار حملته

ففى عام 2014، وقت أن كان أردوغان، رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، مرشحا للانتخابات الرئاسية، اتخذ شعارا لحملته الانتخابية، يحتوى على اسم النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، باللغة العربية، وهو الأمر الذى استنكره الكثيرون من السياسيين والشخصيات العامة، التى اعتبرت تلك الخطوة التى أقدم عليها أردوغان متاجرة بالدين الإسلامى لأغراض سياسية، ومزج بين السياسة والدين، مؤكدين أن أردوغان يظهر حجم متاجرته بالإسلام.

فى حين رأى آخرون أن استعانة أردوغان باسم نبى الله محمد فى شعار حملته الانتخابية، وتكريسه من أجل الحصول على أغراض سياسية، إهانة لا يمكن لمسلم أن يقبلها، وهو ما دعا عدد من أنصار أردوغان والقائمين على حملته إلى تبرير ذلك بأنه محض مصادفة غير مقصودة، لكن دفاعهم بدا ضعيفا جدا.

الجيش المحمدى

فعندما أرسل أردوغان قواته لغزو شمال سوريا، أطلق عليها اسم "الجيش المحمدى"، وهو ما تسبب فى حالة من الجدل، بسبب محاولة أردوغان استغلال اسم نبى الإسلام، لأهداف عدة، تتمثل فى سعيه لصبغ جريمته تلك التى انتهك خلالها سيادة سوريا، بصبغة الدين، من أجل تجميل غزو بلاده لسوريا، كما أنه بذلك أراد أن يضمن ولاء وتأييد الجماعات المتطرفة التى يسير على خطاها فى استغلال الدين لتبرير جرائمهم، وهو منهم براء، كما أنه باستغلال اسم الرسول حاول تحسين انتهاكاته وجرائمه الإنسانية التى اقترفها، ولا يزال فى دول عدة.

وفى مشهد آخر يثبت استغلال أردوغان للدين الإسلامى، عندما أرسل فى غزو سوريا، أصدرت رئاسة الشئون الدينية التركية قرارا بتلاوة القرآن والدعاء للجيش التركى والجيش السورى الحر، فى 90 ألف مسجد بالبلاد، طوال مدة المعركة التى انطلقت فى شرق الفرات، شمال سوريا بهدف القضاء على القوات الكردية.

وقال رئيس الشئون الدينية وقتها إن جميع مساجد تركيا ستبدأ فى قراءة سورة الفتح، والتقرب إلى الله بالدعاء بعد صلاة الفجر، من كل يوم، طوال مدة عملية نبع السلام العسكرية، طلبا لنصرة الجنود الأتراك فى ميدان المعركة.

آيا صوفيا

وفى شهر يوليو الماضى، وفى محاولة لإنقاذ شعبيته، اتخذ أردوغان قرارا بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد.

وأكد سياسيون أتراك أن قرار أردوغان استغل هذا المعلم لتحقيق أغراض سياسية، بالتزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية التى يتوقع الكثير خسارته فيها.

وقال زعيم زعيم حزب الشعب الجمهورى، كمال قليجدار أوغلو، إن نظام الرئيس، أردوغان، جعل من قضية آيا صوفيا حلبة للصراع السياسى.

وأشار زعيم المعارضة التركية، إلى أنه كان من الخطأ تحويل آيا صوفيا إلى حلبة صراع سياسى، إذ حاول النظام استعراض حقوق السيادة، والأمر كان فى غاية البساطة إذا أرادوا أن يحولوا المتحف إلى المسجد فليحولوه، وإذا أرادوا أن يبقى مسجدًا فليبق، مضيفا: "بغض النظر عن موضوع السيادة، فالمبنى على أراضٍ تركية، فبالطبع ستكون تركيا هى الدولة صاحبة السيادة، لكن من الخطأ تحويل المتحف إلى ساحة وحلبة صراع سياسى".

أما تمل قره ملا أوغلو، زعيم حزب السعادة الإسلامى، فقال إن سعى النظام الحاكم لتحويل قرار آيا صوفيا إلى استعراض سياسى، أمر غير مقبول.

مسجد أردوغان

وفى يوم الجمعة الماضى، تم افتتاح مسجد جديد يحمل اسم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بمدينة أغرى التركية،

جاء ذلك بحضور رئيس هيئة الشؤون الدينية في تركيا، على أرباش، الذى بدأ خطبة الجمعة التى ألقاها بالمسجد، قائلا: "سيعيش اسم رئيسنا إلى الأبد فى هذا المسجد".

وبحسب وسائل إعلام تركية، تم وضع حجر الأساس للمسجد الذى يحمل اسم أردوغان، منذ عام 2015، بمنطقة باتنوس التابعة لمدينة أغرى، وجرى بناؤه على الطراز السلجوقى، وتبلغ قدرته الاستيعابية نحو 2000 شخص.