بدأت صباح اليوم.. هل تخمد الهدنة الأمريكية حرب أرمينيا وأذربيجان في كاراباخ؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


هدنة ثالثة، بين أرمينيا وأذربيجان، بعد قتال اندلع بينهما فى السابع والعشرين من شهر سبتمبر الماضي، حول منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.

فالآمال معقودة على أن تصمت المدافع، وتنقشع سحب الدخان، وتضع الحرب أوزارها، بعدما خلفت الكثير من الضحايا، من المدنيين والعسكريين على حد سواء، وكبدت البلدين خسائر فادحة، وشردت الكثير من الأشخاص، ممن اضطروا إلى مغادرة منازلهم هربا من القصف المتبادل، ونيران الحرب المستعرة.

هدنة جديدة

ففى تلك المرة، جاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، برعاية أمريكية، فتعهد الطرفان المتحاربان بإسكات آليات القتال لدواع إنسانية، بعد محادثات مكثفة ومنفصلة جرت داخل أروقة وزارة الخارجية الأمريكية، عقدها مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكى، مع نظيريه الأرمينى والأذربيجانى.

كما جاءت الهدنة التى أعلن عن بدء تنفيذها، صباح اليوم الإثنين، عقب اجتماع لمجموعة "مينسك"، التابعة لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، والتى تشكلت للتوسط فى الصراع بقيادة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، وبعد اتهامات متبادلة بين البلدين، بخرق هدنتين سابقتين، تم التوصل إليهما يومى 10، و17 من شهر أكتوبر الحالى، بوساطة روسية.

هل تحترم أرمينيا وأذربيجان الهدنة الجديدة؟

وفى حين تعهد الطرفان باحترام الهدنة، واتفاق وقف إطلاق النار، تبدو مخاوف من انهيارها، نتيجة لعدم وجود ضمانات فى ظل نزاع طال أمده، بسبب تعدد الأطراف المتداخلة فيه، إذ إن تركيا تحرص على دعم أذربيجان، حليفها القوى بمنطقة القوقاز، ضد أرمينيا، عدوها التاريخى، ومن أجل ذلك تمدها بالسلاح والأفراد، كما تقوم بتجنيد مرتزقة الفصائل السورية الموالية لأنقرة، والزج بهم فى الصفوف الأولى لمعارك ناجورنو كاراباخ، دعما لأذربيجان.

بينما يرى اتجاه آخر أن الثقل الأمريكى، باعتبار الولايات المتحدة راعية الهدنة، يمثل ضمانة قوية للاتفاق الجديد، وأنه لا سبيل لخرق تلك الهدنة.

اجتماعات واشنطن

كان وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، قد اجتمع، على نحو منفصل، مع وزيرى خارجية أرمينيا وأذربيجان، يوم الجمعة الماضى، فى محاولة جديدة لإنهاء القتال الدائر منذ نحو شهر، والذيى قال، الرئيس الروسى فلاديمير بوتن، إنه أسفر عن مقتل 5 آلاف شخص على الأرجح.

وبعد يوم واحد من تلك المحادثات التى أجريت فى واشنطن بهدف إنهاء أعنف قتال يشهده إقليم ناجورنو كاراباخ، اندلعت اشتباكات جديدة، يوم السبت الماضى، بين القوات الأذربيجانية والأرمينية.

وفى يوم الخميس الماضى، قالت وزارة الدفاع الأرمينية، إن المعارك التى تدور فى ناجورنو كاراباخ، متواصلة، لافتة إلى أن أذربيجان استخدمت الطيران التكتيكى.

وبحسب موقع "روسيا اليوم"، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، إن المعارك فى كاراباخ مستمرة منذ صباح الخميس، فى جميع اتجاهات خط التماس، مؤكدة على أن الوضع شديد التوتر فى الاتجاه المركزى.

وأشارت إلى أن الجيش الأرمينى صد عددا من هجمات العدو فى الشمال، مكبدا إياه خسائر كبيرة، منوهة بأن أذربيجان استخدمت الطائرات التكتيكية، لكنها لم تحقق نجاحا.

وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية أن مجموعة من الأذربيجانيين حاولوا التسلل إلى مواقع قوات كاراباخ فى الجزء المركزى من خط التماس، لكن نيران المدفعية أجبرهم على الهروب، لافتة إلى أن مسرح المعارك انتقل جنوبا باتجاه نهر آراس، حيث تم إحباط كل محاولات القوات الأذربيجانية للتقدم.

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية أن الجيش الأذربيجانى يستخدم المدفعية وعددا محدودا من المدرعات، كما يلجأ إلى مجموعات تخريبية وفرق هجومية ووحدات المشاة.

فى المقابل، اتهمت أذربيجان أرمينيا بإطلاق 6 صواريخ باليستية، على مناطق جبالا وسيازان وكردامير، التى تقع على بعد نحو 150 كيلومترا من الحدود بين البلدين.

وأعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية أن قوات الدفاع الجوى الأذرية، اعترضت جميع الصواريخ وأسقطتها، دون أن يتم الإبلاغ عن سقوط ضحايا، بينما نفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية إطلاق الصواريخ، وقالت إن إعلان أذربيجان عن إطلاق بلادها صواريخ باليستية محض هراء وكذبة ساخرة.