أكاديمي بجامعة عدن يكشف لـ"الفجر" ما وراء إطالة الحرب باليمن.. وعوامل نجاح اتفاق الرياض( حوار)

تقارير وحوارات

 الدكتور محمود علي
الدكتور محمود علي محسن السالمي


قال الدكتور محمود علي محسن السالمي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المشارك بجامعة عدن، إن الوضع في عدن يشهد تحسنا في كثير من الجوانب، وإذا استمرت جهود محافظها الجديد على نفس الوتيرة، فلاشك في ان الأمور الأخرى وخاصة الخدمات ستتحسن.
 
وأضاف السالمي في حوار خاص لـ "الفجر"، إذا نجح تنفيذ اتفاق الرياض بالصورة الصحيحة سيسهم في توحيد جبهة المقاومين للمشروع الإيراني في اليمن، وسيسهم في تصحيح الوضع الإداري والخدماتي المنهار، وفي الاستقرار الأمني في المناطق المحررة، وسيدفع سكان الكثير من المناطق التي تسيطر عليها الحركة الحوثية على مقاومتها والالتحاق بالمناطق المحررة.

وإليكم نص الحوار:

◄ كيف ترى الوضع في حالة اتمام نجاح اتفاق الرياض؟

إذا نجح تنفيذ اتفاق الرياض بالصورة الصحيحة، سيسهم في توحيد جبهة المقاومين للمشروع الإيراني في اليمن، وسيسهم في تصحيح الوضع الإداري والخدماتي المنهار، وفي الاستقرار الأمني في المناطق المحررة، وسيدفع سكان الكثير من المناطق التي تسيطر عليها الحركة الحوثية على مقاومتها والالتحاق بالمناطق المحررة، فمن بين عوامل ضعف المقاومة في تلك المناطق الحالة الادارية والأمنية والخدماتية السيئة التي تعيشها المناطق المحررة.

◄ ماذا عن إتفاق الرياض؟.. وكيف ترى الوضع؟

على الرغم من الضغوط الكبيرة التي يمارسها التحالف العربي على طرفي الاتفاق إلا أنه يعاني صعوبات كبيرة في ترجمته على الأرض، الثقة غير متوفر بين الطرفين، كما أن أطرافا كثيرة داخل الشرعية لها موقفا سلبيا منه، واعترضت منذ البداية حتى على فكرة الحوار مع الانتقالي الجنوبي،  فهناك قوى مهيمنة على قرار الحكومة الشرعية وعلى مناصبها ولا تود لأن تزاحمها أي قوى وطنية أخرى على القرار وعلى المنافع، واعتقد انها ستظل تخلق العراقيل أمام تطبيف الاتفاق بالصورة الصحيحة، حتى بعد تشكيل الحكومة إذا كتب لتشكيلها النجاح.
 
◄ ماذا عن التدخلات التركية والإيرانية في اليمن؟

من أهم أسباب إطالة الحرب وعدم نجاح الحكومة الشرعية والتحالف العربي في التغلب على الحركة الحوثية، وكذلك ترنح اتفاق الرياض هي التدخلات الخارجية لاسيما التركية والقطرية،  تركيا وقطر لا تربطهم علاقة عداء مع إيران كما هو الحال مع مصر والسعودية والامارات، ولذلك يبذلون كل ما بوسعهم بصورة علنية وغير علنية لفشل التحالف العربي في اليمن ولنجاح إيران، كما أنهم لا يودون أن يروا في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أي وجود لاي قوى سياسية غير جماعة الاخوان.

◄ كيف خان حزب الإصلاح التحالف العربي؟

حزب الاصلاح مرتبط بشكل سياسي وفكري وثيق، ومن قبل تدخل التحالف العربي، بالمحور الاقليمي الذي يعادي الدول العربية التي تكون منها التحالف، ولذلك من الطبيعي ومن المنطقي ان لا يخلص للتحالف العربي الذي له مواقف معادية له من قبل الحرب.

 
◄ كيف ترى دور الأمم المتحدة في التعامل مع الملف اليمني؟

دور الأمم المتحدة مع الأسف دوراً شكليا للغاية، فكما يعرف الجميع الأمم المتحدة ومجلس الأمن مؤسسات دولية يهيمن عليها الكبار، ولذلك فالازمات والحروب الأهلية التي تشكل خطرا على مصالح تلك الدول الكبيرة يكون للتدخل الاممي  فيها فاعلية وأثر أكبر، وفي ازمات الدول الفقيرة والاقل خطورة على مصالحها يكون تدخلها من باب رفع العتب، وقد شاهدنا ذلك التناقض اماكن صراع داخلي كثيرة من العالم .
 
◄ برأيك أيهما أقرب الحل السياسي أم العسكري؟

اليمن بلاد أزمات وصراعات مزمنة، وتتحكم به قوى تقليدية تعودت أن لا تحسم خلافاتها ومنافساتها إلا بالقوة، ماضي الحلول والتوافقات السياسية باليمن غير مشجع، فكل الحلول التي من ذلك النوع داستها أحذية القبائل والعسكر، لكن نأمل ان يتعلم اليمنيون من ماضيهم، وان يمنحوا الحل السياسي فرصة هذة المرة.
 
◄  كيف ترى وثائق هيلاري كلينتون حول اليمن؟

وثائق هيلاري كلينتون لم تأتي بالنسبة لي بجديد، فموقف امريكا في عهد الرئيس أوباما من الاحداث التي شهدها الوطن فيما عرف بثورات الربيع العربي، واحيازها لحركة الأخوان كان واضحا، لكن لاشك في أن لها أهمية في اثباب الدليل القاطع على تلك العلاقة، وفي اقناع المواطن العربي البسيط الذي لا يدرك خبث السياسة، ونذالة من يتاجرون بالدين ويعجنونه بالسياسة.
 
◄ كي ترى الوضع في عدن وكيف حل الأزمات التي تشهدها المحافظة؟

الوضع في عدن يشهد تحسنا في كثير من الجوانب، وإذا استمرت جهود محافظها الجديد على نفس الوتيرة، فلاشك في ان الامور الأخرى وخاصة الخدمات ستتحسن، لكن علينا ان لا نفرط في التفاؤل فالحلول الجذرية لازمات عدن  لن تات الا في ظل انفراجة في الازمة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية التي عملت عن قصد تعطيل بعض الخدمات وتوقيف المرتبات كي تدفع بسكانها للتذمر من الانتقالي الذي سيطر عليها عسكريا وأمنيا عليها في منتصف العام الماضي.


◄ ماذا عن حل الأزمة اليمنية؟

ستظل الحلول المناسبة والعادلة للأزمة اليمنية حلول بعيدة المنال كما اظن، هناك قضايا داخلية يتطلب حلها شجاعة وانصاف، ومنها القضية الجنوبية، لكن للاسف معظم  القوى التي تتسيد بالمشهد السياسي لاسيما في الشمال قوى تقليدية قبلية ودينية ومذهبية متخلفة، ولايوجد لها اي مشروع وطني غير الحروب من اجل الوصول إلى السلطة والهيمنة على البلد وثرواتها وفق فكرها وثقافتها المتخلفة، كل الذي نأمله في الوقت الحاضر هو وقف الحرب، ومن ثم الدخول في تفاوض نعلق فيه الأمل على الجهود العربية والعالمية في مساعدة اليمن على الخروج من أزمتها بحلول جذرية ومنصفة للجميع.