انتشال التميمى: الدورة الرابعة «انتصار للحلم»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



التحضير للدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائى هذا العام فى ظل الظروف الضاغطة لوباء كورونا أشبه بـ«سباق حواجز»، هكذا يصفه انتشال التميمى مدير المهرجان الذى يرى أن الوصول بمهرجان الجونة إلى بر الأمان بعقده هذا العام مع وضع الأمان الشخصى والسلامة لضيوف المهرجان والمشاركين فيه على قمة الأولويات، ليكون نموذجًا للفعاليات الفنية والثقافية التى من المقرر عقدها فى المنطقة ومن بينها المهرجانات السينمائية. ويقول التميمى الذى كان لنا معه الحوار التالى إن «الإنسان والحلم» شعار الدورة الرابعة لمهرجان الجونة هو ملخص للقدرة على تحقيق الأحلام بالإصرار والتحدى مهما كانت الصعوبات»..وفى الأسطر التالية نص الحوار.

■ كيف كانت رحلة الوصول إلى الإعلان عن انطلاق الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائى رغم كل التحديات التى فرضها وباء فيروس كورونا المستجد؟

- بالنسبة لمهرجان يبلغ من العمر أربع سنوات لم يكن من المحبذ أن يتوقف فى الوقت الذى من الممكن إيجاد الوسائل لإجرائه. كل المؤشرات العالمية فى الشهر السادس من العام الجارى كانت تقول إن هناك اتجاهاً دولياً للانفتاح وإن العالم العربى مجبر أيضًا على الانفتاح بسبب الظرف الاقتصادى الذى لا يسمح بمزيد من الإغلاق الكامل. فى ضوء هذه المعطيات درسنا التاريخ المناسب لعقد الدورة والمرتبط أيضًا بطبيعة وموقع إقامة مهرجان يعتمد فى عروضه المسائية وحفل الافتتاح والختام على القاعات المفتوحة وبالتالى كانت نهاية أكتوبر هو التاريخ المثالى المدروس.

الخطوة التالية كانت رسم خطة لعقد الدورة فى مناخ آمن يضمن نجاحها من كل الجوانب فى ظل الظرف الحالى، وهو ما يتطلب برنامج أفلام قوياً، واختيارات مميزة لمشروعات «منصة الجونة» فضلًا عن تأمين الدعم اللازم للمشاريع، وحضور عدد كاف من النجوم وصناع الأفلام والإعلاميين. صار على قمة أولوياتنا تأمين السلامة والأمان لضيوف المهرجان والمشاركين فيه.

■ ما أبرز ملامح خطة تأمين الدورة الرابعة للمهرجان؟

- خطتنا لمجابهة «كوفيد- 19» رُسمت من خلال متابعتنا الدقيقة للفعاليات العالمية الفنية والرياضية التى نُظمت فى ظل الظروف نفسها وأبرزها مهرجان فينيسيا، وهو رائد فى الانعقاد على أرض الواقع بعد اتخاذ الكثير من المهرجانات قرار التأجيل أو العرض الافتراضى، فعلى الرغم من أن حجم الدورة الأخيرة لمهرجان فينيسيا كان أقل بنسبة 50% إلا أنه حظى بتغطية إعلامية واسعة وتقييم دولى كبير حتى من منصات غير معنية بالضرورة بالفن والسينما.

مهرجان فينيسيا وفر الفرصة لنا ولمهرجانات دولية أخرى للانعقاد على خطاه مثل تورنتو وسان سباستيان وبوسان. هذا هو الدور الذى يلعبه مهرجان الجونة فى المنطقة العربية أيضًا والذى أتصور أنه سيكون مثالًا يحتذى به لتغيير النظرة التى تقول إن ما يمكن تنفيذه فى الغرب صعب الالتزام به فى العالم العربى. نأمل دائمًا فى أن تمتلئ القاعات عن آخرها بالضيوف لكن فى ظل الظرف الحالى اتخذنا كافة التدابير فى العروض الداخلية والخارجية لضمان شغل 50% فقط من القاعات، وهو ما تطلب أيضًا تدابير مختلفة فى جدول العروض وتحضير القاعات وإضافة قاعات جديدة. تتضمن الخطة أيضًا نقل الفعاليات التى تعتمد على اللقاءات الثنائية لصناع الأفلام إلى حدائق الفنادق.

■ ماذا عن استخدام المنصات الافتراضية لتلافى آثار القيود على الحركة؟

- نحرص منذ سنوات على أن تكون المنابر الافتراضية جزءًا من تصميم فعاليات المهرجان وسيستمر ذلك فى السنوات المقبلة سواء فى ظروف كورونا أو عدمها. نتيح لضيوف المهرجان خلال الدورات السابقة فرصة إضافية لمشاهدة الأفلام من خلال المكتبة الإلكترونية، وكذلك بالتعاون مع منصات «فيستيفال سكوب» و«سيناندو» تتاح لهم الفرصة لمتابعة ما فاتهم من أفلام خلال شهر بعد ختام المهرجان. هذا العام ندرس تفعيل الاتفاقات مع المنصتين لتتسع الفرصة لمن لم يتمكنوا من حضور المهرجان لمشاهدة الأفلام، وأيضًا سيتاح جزء كبير من فعاليات منصة الجونة بما فيها عروض ومناقشة المشاريع افتراضيًا لصناع السينما والموزعين والمنتجين، فبدلًا من إتاحة الفرصة لاجتماع 150 شخصاً هذه العام سيكون هناك 500 شخص متاحين للمناقشة من خلال التفاعل الافتراضى. هذا بالإضافة لتكثيف الحضور فى الندوات بإضافة المشاركة الافتراضية.

■ ما أبرز ملامح برنامج عروض الأفلام كمًا وكيفًا؟

- سنعرض هذا العام نحو 65 فيلمًا وهو عدد أقل من الدورات السابقة، لكن جزءاً من هذا الانخفاض يعود أيضًا إلى شروط التباعد الاجتماعى وتناسبها مع قاعات العرض المتاحة أو تلك التى ستتم إضافتها. أما على مستوى المشاريع فقد كان هناك تخوف من عدم توفر العدد المطلوب من المشروعات خاصة فى مرحلة ما بعد الإنتاج. على أرض الواقع جابهنا نقيض ذلك حيث لم تصل للقائمة المختارة عدة مشاريع مميزة لأننا حددنا مجموع المشاريع المترشحة كما العامين الماضيين. أتصور أن مجموعة المشاريع التى تم اختيارها فى منصة الجونة فى هذه الدورة ربما تكون الأفضل لأن أسلوب اختيارنا لها يعكس ثمار تجاربنا على مدى السنوات الثلاث الماضية فى مهرجان هو الأول الذى يصر على وجود منصة لدعم الأفلام فى دورته الأولى.

■ تميزت الدورات السابقة لمهرجان الجونة بربط السينما والموسيقى من خلال حفل مميز فماذا عن هذا العام؟

- هذا صحيح، ونحن دائمًا نحاول البحث عن مشروع موسيقى تكون الشاشة جزءًا أساسيًا من تكوينه، وهو ما حصل فى الدورة الثانية بموسيقى أفلام يوسف شاهين، وفى الدورة الماضية بمقطوعات من السينما العالمية، رغم أن حقوق ملكية المشاهد السينمائية دائمًا ما تمثل عقبة أمام تقديم المشروع بشكل مثالى. فى هذه الدورة نقدم فيلمًا كاملًا على الشاشة بينما تعزف موسيقاه الحية فى القاعة بقيادة المايسترو أحمد الصعيدى، وهو فيلم «الصبى» لتشارلى شابلن المرمم حديثًا من خلال مؤسسة تشارلى شابلن.

■ ما دلالات اختيار «الإنسان والحلم» شعارًا للمهرجان هذا العام؟

- بدأت الفكرة بالأساس من كون إقامة مركز للمؤتمرات فى مدينة الجونة مثل حلم على مر السنوات الماضية تحقق جزء كبير منه بالفعل على أرض الواقع هذا العام. لكنه يشير أيضًا إلى قدرة الإنسان على الأمل الحلم وتحقيق الأحلام فى ظل أصعب الظروف وهو ما يمثله هذا العام فى وجود «كوفيد- 19».