هل يسحب أردوغان مرتزقته من ليبيا أم يستمر في نهب مقدرات الشعب؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


انتهت المحادثات الليبية، التى استمرت 5 أيام في جنيف برعاية الأمم المتحدة، بتوقيع اللجان العسكرية الليبية المشتركة، اليوم الجمعة، على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، كما تم تحديد موعد لخروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضى الليبية.

أردوغان يشكك فى الاتفاق الليبي

وعلى الرغم من الترحيب العربى والدولى بالاتفاق الليبى، حاول الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التشكيك فى الاتفاق، وقال إنه يأمل أن يلتزم الطرفان الليبيان بوقف إطلاق النار، لكن لا يبدو أن هذا قابل للتحقق، مضيفا: "الوقت سيحكم فيما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا سيصمد".

وجاءت تصريحات الرئيس التركى، الذى طالما تدخل فى الشأن الليبى، من خلال دعم ومساندة حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، والميليشيات التابعة لها، وإرسال مرتزقة الفصائل السورية الموالية لأنقرة للقتال فى ليبيا، فضلا عن إرسال عناصر من تنظيم داعش الإرهابى إلى الأراضى الليبية، لتفتح الباب أمام تساؤلات عدة، عما إذا كان سيسحب مرتزقته من ليبيا، أم أنه سيتمادى وسيستمر فى نهب مقدرات الشعب الليبى.

فمبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، ستفاني وليامز، حددت موعد خروج المرتزقة من ليبيا، وقالت إن جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من المفترض أن يغادروا ليبيا في غضون 3 أشهر من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا.

550 من مرتزقة أردوغان غادروا ليبيا الأسبوع الماضى

ويستمر المرصد السوري لحقوق الإنسان فى متابعة ورصد تواجد المرتزقة السوريين في الأراضي الليبية.

ونقل المرصد السوري، أمس الخميس، عن مصادر له، أن دفعة جديدة من المقاتلين السوريين الموالين لتركيا عادوا إلى سوريا، عقب انتهاء عقودهم في ليبيا، بعد أن حولتهم الحكومة التركية إلى مرتزقة وزجت بهم في العمليات العسكرية الليبية خدمة لمصالحها الإقليمية.

وأوضح المرصد أن الدفعة التي عادت، على مدار الأسبوع الماضى، مكونة من نحو 550 مرتزقا.

وأكد المرصد السورى أن معلومات وردت حول خلافات بين المقاتلين السوريين في ليبيا على خلفية عدم حصولهم على مستحقاتهم الشهرية من قبل قادة بعض المجموعات.

ووفقا لإحصائيات المرصد السوري، فإن تعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ نحو 18 ألف مرتزق من الجنسية السورية، من بينهم 350 طفلا دون سن الـ18، وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 9850 إلى سورية، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، في حين بلغ تعداد الجهاديين الذين وصلوا إلى ليبيا، 10 آلاف، بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية.

وكان المرصد السوري قد أشار، مطلع الشهر الحالي، إلى أن دفعة جديدة من المرتزقة، مؤلفة من 800 مقاتل عادت إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم في ليبيا، حيث بلغ عدد العائدين خلال أقل من أسبوع أكثر من 2200 مقاتل ممن كانت الحكومة التركية قد نقلتهم إلى ليبيا في وقت سابق.

أردوغان وسحب المرتزقة من ليبيا

ويرى محللون أن أردوغان اضطر إلى سحب دفعات من المرتزقة للزج بهم فى الحرب التى تدور بين أرمينيا وأذربيجان، حول منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية، لا سيما مع التقدم الملحوظ الذى شهده الحوار الليبى - الليبى، الرامى إلى توحيد المؤسسات الليبية، وإخراج المرتزقة من البلاد، وحل الميليشيات، ووقف العمليات العسكرية وإطلاق النار، وصولا إلى إجراء انتخابات مبكرة، بما يضن للشعب الليبى أمنه واستقراره.

بينما تثير تصريحات أردوغان التى حاول من خلالها التشكيك فى الاتفاق الليبى، الذى يقضى بوقف إطلاق النار، مخاوف لدى البعض، من أنه قد يحاول بشتى الطرق إشاعة الفوضى، وعدم سحب المرتزقة من ليبيا، لتحقيق أطماعه فى السيطرة على بلاد المختار، والبقاء فيها أطول فترة ممكنة.