أرض المختار في مرصد النيران.. أردوغان يطمع و"بوتين" يحرر الرهائن

عربي ودولي

بوتين وأردوغان
بوتين وأردوغان


لاحظت العديد من المنظمات الدولية أنه في وقت ذروة الصراع في الأراضي الليبية، تدخلت روسيا هي الأخرى دداخل الشؤون الليبية ولكن على عكس التدخل التركي السافر الذي يهدف إلى تحقيق أطماع توسعية.

 

فنوهت المؤشرات الأولية إلى أن التدخل الروسي يهدف في المقام الأول تحرير مواطنيها المخطتفين.

 

وحسب تقارير إخبارية لا توجد حقائق تفيد بأن روسيا تشارك فعلياً في هذه الحرب ، فالبيانات المنشورة مؤخرًا تُشير إلى أنه وإن كان هناك روس في ليبيا ، فالهدف من وجودهم هو تحرير المواطنين الروس المأسورين فقط ، والذين تم احتجازهم منذ أكثر من عام في طرابلس.

 

اختطاف الروس في ليبيا

وبالرجوع بالتاريخ، قالت تقارير إن الاختطاف المفاجئ للروس حدث في طرابلس في 17 مايو من عام 2019 ، وظهر الخبر في التقارير الإعلامية بعد شهرين كاملين من عملية الكرامة التي شملت مرحلة جديدة في مكافحة الارهاب سميّت عملية "الكرامة" حيث شن المشير خليفة حفتر هجوماً على طرابلس بدعم من دول الإمارات ومصر وفرنسا، في وقت كان فيه فريق من علماء الاجتماع من المؤسسة الروسية لحماية القيم الوطنية يُجري دراسات وأبحاث في طرابلس، وتم خطفهم خلال تلك العملية من قبل حكومة الوفاق.

 

والفريق بقيادة عالم الاجتماع الروسي مكسيم شوغالي وصل إلى ليبيا في 14 مارس من عام 2019 برفقة المترجم سامر سويفان لإجراء استطلاع للرأي العام كجزء من دراسة اجتماعية، وذلك بشكل قانوني وقاموا بتنفيذ مشروعهم البحثي بهدوء لمدة شهرين. وفي يونيو من العام 2020 ، نشرت وسائل الإعلام صور لتأشيرات السفر للروس والتي تؤكد شرعية وجودهم على الأراضي الليبية، ولم يكن هناك حديث عن أي وجود آخر لروسيا في ليبيا.

 

محاولات الإفراج عن الرهائن

وطوال هذا الوقت، تحاول المؤسسة الروسية لحماية القيم الوطنية وبشكل متواصل معرفة مصير الروس المخطوفين ، وتجاهد بكل الوسائل لإطلاق سراحهم، تمكنت المؤسسة من الوصول مباشرة إلى القيادات في طرابلس، ولم توجه حكومة الوفاق الوطني أبداً أي اتهامات محددة ضد شوغالي وسويفان ، مما يجعلهما رهائن بين يديها.

 

وخلال محاولات الإفراج عن الرهائن وقع ابتزاز للمؤسسة، ففي 29 مايو من عام 2019 ، جرت محادثة هاتفية بين موظف المؤسسة ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية "خالد المشري"، وبفضل حقيقة أن التسجيل الصوتي لهذه المحادثة تم نشره بعد عام ، أصبح الجميع على دراية بأن المشري بدأ في ابتزاز المؤسسة حتى تتمكن من التأثير على القيادة العليا للاتحاد الروسي وتنظيم لقاء شخصي لقيادة حكومة الوفاق الوطني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأصبح معروفاً فيما بعد بأن حكومة الوفاق الوطني تخطط بهذه الطريقة للحصول على دعم عسكري وتسليح مقاتليها في طرابلس، ولكن المؤسسة لم تستطع تلبية مطالب خالد المشري الغير ملائمة.

 

محاربة من نوع آخر

بعد فشل المؤسسة في تحقيق مطلب "الوفاق"، بدأت الشائعات الأولى بالظهور عن وجود مرتزقة روس من شركة عسكرية خاصة في ليبيا، ولكن جميع المصادر اتفقت على أن هناك عددًا قليلاً جدًا من المقاتلين الروس وأنهم يتميزون بمستوى عالٍ للغاية من المهنية.

 

وعادة ما كان يُشار من قبل هذه المصادر بأن هؤلاء المرتزقة متمركزون على بعد عدة كيلومترات من وسط طرابلس. وفي هذا الصدد ، من المهم أن نؤكد على أن سجن معيتيقة ، الذي يُحتجز فيه المخطوفون الروس ، يقع وسط طرابلس ، بالقرب من المطار الذي يحمل نفس الاسم.

 

ويتضح إثر ذلك أنه وبدلاً من الاستيلاء على حقول النفط الليبية ، قام المرتزقة بتنفيذ عمليات على بعد عدة كيلومترات من مكان تواجد مواطنيهم. في الوقت نفسه ، لم يكن هناك قصف مدفعي مكثّف على مطار معيتيقة ، بالرغم من أنه كان ولفترة طويلة القاعدة اللوجستية التي نظمت تركيا من خلالها التسليم الفوري للمرتزقة السوريين والأسلحة المهربة الى ليبيا. كل هذه حقائق مهمة للغاية تجعلنا نفكر في أهمية علماء الاجتماع الروس.

 

وقالت تقارير إن تصوير فيلمين كاملين عن قصة علماء الاجتماع ، وانتخاب رئيس فريق البحث "مكسيم شوغالي" نائباً في البرلمان الروسي في سبتمبر الماضي ، تدل على أن قضية الروس المخطوفين والمحتجزين في ليبيا مهمة للغاية بالنسبة لهم في وطنهم، وكلما واصلت حكومة الوفاق الوطني احتجاز رعايا أجانب ، نقص رصيدها أمام المجتمع الدولي. علاوة على ذلك ، وصل الأمر الى ادراك قوى في روسيا ، وبعد استنفاد جميع الأدوات الدبلوماسية ، أنه يجب استرجاع مواطنيهم بالقوة.

 

وتابعت التقارير: "رُبما قد منعت المشاركة العسكرية المباشرة من قبل تركيا في الصراع الليبي تحرير الروس المخطوفين قبل عام ، ولكن إذا أطلقت حكومة الوفاق الوطني سراحهم ، فمن المحتمل أن يختفي عامل مشاركة الوحدات الروسية من الحرب الليبية وإلى أن يحدث هذا ، من الواضح أن حكومة الوفاق الوطني تمثل العدو في ليبيا بالنسبة لروسيا وقيادتها ومواطنيها".