أزمة شرف تدمر «البراجيل» وقرى الجيزة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


هروب عائلات كاملة بسبب الفيديوهات الجنسية وعشرات من حالات الطلاق ودعاوى قضائية بالزنى 

نداء للنائب العام بحظر النشر أسوة بـ«فيرمونت»

«منتكسو الرءوس» يسير الرجال فى قرية البراجيل، الجميع يشعر «بالخزى والعار»، هنا طابع القرية يؤثر على طريقة التفكير، فالأزمة التى تسبب فيها المدعو «ع. ص» والملقب إعلاميا بعنتيل الجيزة لعشرات السيدات، جعلت الجميع يشك فى ذواته، الشك لا يقف فقط عند الزوجة أو أقارب الدرجة الأولى ولكن قد يصل للمعارف.

فى البراجيل الكل مدان، الحكم هنا يصدر فوريا، فى مجتمع القرية لا يوجد استئناف أو نقض، تنوعت الأحكام لكن جميعها فى النهاية يصل إلى «خراب البيوت»، حيث نجد عشرات حالات الطلاق منهم غير المدان، لكن تلاحقهن شبهات أو قريبات لمن تورطن مع هذا الذئب، كما نجد حالات التهجير لعدد من الأسر، ناهيك عن الاشتباكات اليومية داخل القرية.

شخص فاسد تسبب فى تدمير قرية بالكامل، والتأثير سلبا على قرى مجاورة، فيوميا يستقيظ أهل القرية على مشاجرات بين العائلات هناك بعد انتشار الفيديوهات الجنسية لذاك الشيطان، الذى عمل جزارًا فى منطقة البراجيل.

 القضية الأخلاقية التى أثارت الرأى العام فى مصر لأيام متتالية، تضمنت رقما مفزعا 2500 وهو عدد المقاطع الإباحية التى كشفت عنها النيابة خلال التحقيقات فى قضية أزمة شرف كبرى طالت قرية البراجيل وقرى أخرى من مركز أوسيم، قامت على إثرها مشاجرات ووقعت العديد من حالات طلاق .

1-  انتشار الفيديوهات

 عقب اكتشاف القضية تناقل أهل القرية أخبارها ومن البراجيل انتقلت الأخبار إلى قرية كوم برة التى تحدها من ناحية الشرق ثم كفر برك الخيام حتى وصلت إلى مركز أوسيم ومنطقة مطار إمبابة قبل كشفها للرأى العام بسبب عدم تنفيذ المتهم لحكم المجلس العرفى.

فقد تم ضبط المتهم بعد محاولته الإيقاع بإحدى السيدات لإقامة علاقة غير شرعية، بعدما عاشر زوجة زوجها الأخرى –ضرتها- وحصل منها على الرقم للوصول إلى الزوجة الجديدة، وهو ما قاله فى اعترافه لزوجها ووالده حال ضبطه بعد اتفاقهما مع الضحية على الإيقاع بالمتهم.

وانعقد المجلس العرفى بعد ضبطه بحضور الجزار وإخوته ورجال من العائلات الكبرى فى البلد، وتوصلوا إلى قرار بطرد المتهم من نطاق البلد وعدم ظهوره بها مرة أخرى، ولكنه لم ينفذ القرار لمدة أسبوع فترتب على ذلك إبلاغ الشرطة ما صعد الأمر عقب انتشار أخبار القضية الجديدة التى انتشرت على الصحف.

أحمد أيوب أحد أهالى القرية قال لنا: «منذ بداية القضية أهالى البلدة بدأوا يتهافتون للحصول على الفيديوهات لمعرفة السيدات المشاركات، وحتى قبل الحصول على الفيديوهات بدأت الشائعات تنتشر عن نساء فى البلد رغم عدم  ظهورهن فى الفيديوهات المنتشرة.

ظهور قصة الزوجة القديمة والزوجة الجديدة، جعلتنا نفتش عن حكايات ٢٥٠ سيدة ظهرن فى فيديوهات العنتيل، فيقول أحد الأهالى: إن سيدات  الفيديوهات المنتشرة على هواتف أهالى القرية وخاصة الشباب منهم، كانت بينهن أختان وآنسات ومطلقات أغلبهن كن لنساء فى البلد، فضلا عن ذلك كانت هناك قصة أكثر انتشارا فى القرية والقرى المجاورة .

2- خلافات وثأر

بمجرد أن تدخل قرية البراجيل أو مركز أوسيم يمكنك تخيل ما يمكن أن تسببه مثل تلك القضية هناك، والطابع القبلى والعصبى ومواقع البيوت فضلا عن اعتمادها كباقى بلاد الجمهورية الريفية وفى الصعيد على تركيبة العائلات فهناك ثلاث عائلات كبرى «البدرنة، أولاد عطا، وخضير» والذين تم تصنيفهم كالأغنى والأشهر. كشف لنا «ياسين. م،» أحد الأهالى، أن انتشار الفيديوهات فى القرية خلقت حالة من المشاحنات بعد نظرات لأقارب السيدات واختلاق المشاكل معهم بعد سباب الأطفال لهم، حتى تطور الأمر إلى نشوب مشاجرة كبيرة بين عائلتين لم تشهدها المنطقة منذ سنوات.

وأشار أحد الأهالى إلى أنه عقب سباب أحد الأطفال بالقرية لابن أخت أحد السيدات وتلميحه بظهور خالته فى الفيديوهات قامت على إثرها مشاجرة طالت ١٠ أفراد من أهالى الطفلين المتخاصمين، مضيفا أنها لم تكن المشاجرة الوحيدة منذ انتشار الفيديوهات.

ولفت إلى أن الأهالى يستخدمون الأسلحة البيضاء خلال المشاجرات التى تزداد يوما بعد الآخر كلما ظهرت أخبار جديدة فى القضية، فضلا عن نزوح أسر خارج القرية من اللاتى ظهرت نساء منهن فى الفيديوهات، إضافة إلى هروب النساء اللائى ظهرن فى الفيديوهات التى روج لها المتهم الرئيسى للقضية.

ومن أشهر وأغرب الحكايات كانت قصة سيدة تدعى «هـ. م» من إحدى العائلات الكبرى فى القرية، تبين أن الجزار عاشرها هى وشقيقتها بعد ظهور فيديوهات لهما، وتأتى حكاية تشير إلى أن الجزار أقام علاقة بين سيدة وصديقتها المقربة دون أن تعرف أى منهما.

ويملك المتهم البالغ من العمر ٤٤ عاما محلا للجزارة فى منطقة مميزة بالبراجيل منذ ما يقارب أربعة أعوام ومتزوج ولديه طفلان، واستهدف فى ضحاياه من لديها خلافات زوجية.

3- طلاق وهروب

 يلقى الطرف الأول فى الفيديوهات الإباحية مصيره بالسجن على أزمة التحقيقات حاليا، أما الطرف الثانى وهن السيدات اللائى يزيد عددهن على مائتى سيدة، تشكل عائلات بأشخاص لن تقل عن ٢٠٠٠ شخص من أقاربها وأولادها وزوجها، فمصيرهن يختلف من سيدة إلى أخرى فمنهن من اختفت ومنهن كان نصيبها الطلاق ومنهن من هربت من البلدة، ومؤخرا قام البعض بالتقدم بدعاوى زنى.

كشف محمد. أ، أحد الأهالى، أن المتهم عاشر سيدات من البراجيل وعدد من القرى المجاورة كعزبة الصعايدة وقرية كوم البرة، ما تسبب فى كارثة بعد الكشف عن هذه السيدات وفضيحتهن، وللهروب من ذلك الأمر لجأت البعض منهن إلى الرحيل من البلدة تماما.

ولفت محمد، إلى أن المصير الثانى كان ارتفاع حالات الطلاق فى البلدة فكل يوم يتردد أخبار بين شباب القرية وأهلها بطلاق إحدى السيدات التى استطاع المتهم تصويرها، حتى وصلت حالات الطلاق إلى ما يزيد على ١٠ حالات خلال ٤ أيام، فضلا عن إنهاء أى ارتباطات بأى فتاة أخرى من أقارب سيدات الفيديو خوفا من «جلب العار».

وأشار إلى أن هناك حالة اختفاء تام للسيدات إما فى بيتها أو رحلت مع كامل أسرتها سرا فى الليل، مما فتح أبواب أخرى للشائعات، فمنهن من يشير إلى حبسهن بواسطة الأزواج ومنهن من يشاع هروبهن، فضلا عن هروب عائلات كاملة من أهالى السيدات خوفا من الفضيحة.

وكانت التحريات قد أكدت أن المتهم مارس الجنس وصور الفيديوهات مع 250 سيدة من القرية بينهن بنات ومطلقات ومتزوجات على مدار ثلاث سنوات، وكان التصوير يتم إما بمعرفة السيدة أو تصويرها دون علم منها  ليستخدمها كما أشار فى التحقيقات كسلاح للابتزاز.

تابعات القضايا الأخلاقية يمكن أن تولد كوارث سواء فى الأقاليم الصغيرة أو على مستوى العاصمة والجمهورية، وتزداد نيرانها لتتابع نشر الأخبار عنها وظهورها إلى الساحة، ومثال على ذلك قضية الفيرمونت التى اشتهرت فى الفترة الماضية وخمدت شعلتها عقب إصدار النائب العام قراره بوقف النشر فيها، فلماذا لا يوئد النائب العام الفتنة ويوقف النشر فى قضية «البارجيل» أسوة بقضية «الفيرمونت»؟.