آخر حصيلة للخسائر عقب تجدد الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


رغم المساعي الروسية لاحتواء الأزمة، ووقف الحرب المستعرة الدائرة بينهما، تتجدد الاشتباكات العنيفة، والقصف المتبادل، بين أرمينيا وأذربيجان، حول منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.

البلدان اللذان يقتتلان منذ يوم الأحد، الموافق 27 من شهر سبتمبر الماضي، لم يحترما ما اتفقا عليه من هدنة، جاءت برعاية روسية، لأسباب إنسانية، تمكن الطرفين من انتشال جثث قتلى تلك الاشتباكات الضارية.

اتهامات متبادلة
ويصر البلدان المتناحران على تبادل الاتهامات، فكل منهما يحمل الآخر مسئولية خرق الهدنة، والاتفاق الذي جرى بين وزيري خارجية البلدين، يوم الجمعة، 9 أكتوبر الحالي، في العاصمة الروسية موسكو، بعد دعوتهما من قبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإجراء مشاورات حول النزاع بوساطة وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، والتي كان من المقرر أن تبدأ يوم السبت 10 أكتوبر الحالي، لكنها ما إن لبثت أن دخلت حيز التنفيذ، حتى عرقلتها عمليات القصف المكثفة، والاتهامات المتبادلة بين الجانبين، وهو ما يعد تراجعا للجهود الروسية في احتواء وحل الأزمة.

وبعد مرور أسبوع على الهدنة التي لم يتم الالتزام بها من جانب الطرفين، تستمر العمليات العسكرية، والقصف المتبادل بشكل عنيف، ويؤكد كل طرف منهما أنه كبد الآخر خسائر فادحة، كما يتهم كل منهما الآخر بشن هجمات على مواقعه.

فاتهمت الجانب الأرميني أذربيجان بأنها شنت هجوما عسكريا موسعًا في إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه، بينما اتهمت أذربيجان أرمينيا بقصف مقابر في مدينة تارتار، أثناء تشييع جنازة، مما أسفر عن سقوط 4 قتلى في صفوف المشيعين.

خسائر فادحة
وأعلنت أرمينيا، يوم السبت، إسقاط طائرتين بدون طيار تابعتين لأذربيجان، بعد دخولهما إلى مجالها الجوى.

أما أذربيجان فقالت إن 13 مدنيا قتلوا، وأصيب أكثر من 40 آخرين، في مدينة كنجه، بعد هجوم صاروخى شنته أرمينيا، التي اتهمت أذربيجان بمواصلة القصف.

وبحسب وكالة "رويترز"، ذكر مكتب المدعى العام في أذربيجان، أن منطقة سكنية في كنجه، ثاني أكبر مدن البلاد، التي تقع على بعد أميال عن ناجورنو كاراباخ، تعرضت لقصف صاروخي، وأن حوالى 20 مبنى سكنيا تضرروا.

وقال مكتب المدعي العام إن أرمينيا أطلقت صواريخ أيضا على مدينة مينكتشفير، لكن منظومة الدفاع الجوي الأذربيجانية أسقطتها.

في المقابل، نفت وزارة الدفاع الأرمينية تلك الاتهامات، واتهمت أذربيجان بالاستمرار في قصف مناطق مأهولة بالسكان داخل ناجورنو كاراباخ، ومنها مدينة خانكندى، أكبر مدن الإقليم.

وأعلنت وزارة الخارجية الأرمينية، إصابة 3 مدنيين، نتيجة لنيران أذربيجانية، مضيفة أن عددا من الطائرات الأذربيجانية المسيرة حلقت فوق تجمعات سكنية في أرمينيا، وهاجمت منشآت عسكرية، وألحقت أضرارا بالبنية الأساسية.

قتال عنيف وتدخل تركى
ويشهد إقليم ناجورنو كاراباخ، قتالا عنيفا بين القوات الأرمينية والآذرية.

وبات من الواضح أن تركيا، التي تدعم أذربيجان، حليفتها القوية، في حربها ضد أرمينيا، عدوها التاريخي، تتحمل قدرا كبيرا من المسئولية عن تجدد الاشتباكات، بين الحين والآخر، إذ إنها تصر على استكمال مغامراتها العسكرية في عدد من الدول، ومنها أذربيجان، فيصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على موقفه الداعم للأخيرة، عبر تزويدها بالسلاح، وإقحام قواته الجوية في المعارك التي تدور بين البلدين، فضلا عن تجنيد مرتزقة الفصائل السورية الموالية لأنقرة، وإرسالها إلى أذربيجان، مما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم، وهو ما كشف كذب تركيا، حين نفت قيامها بإرسال المرتزقة إلى جبهات القتال الدائرة في ناجورنو كاراباخ.