خبراء يمنيون يكشفون لـ"الفجر" أسرار الدور المصري الكبير في ثورة 14 أكتوبر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يوافق اليوم العيد السابع والخمسين لذكرى ثورة 14 أكتوبر والتي إنطلقت عام 1963م حيث كانت في الجزء الجنوبي من اليمن "المناطق الجنوبية من اليمن حالياً" ضد الاستعمار البريطاني.


وإنطلقت من جبال ردفان، بقيادة راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة، وقد شنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة. 


وحول هذه الثورة العظيمة قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن علي ناجي عبيد لــ"الفجر" في تصريحات خاصة إن ثورة 14 أكتوبر، والتي تفجرت من جبال ردفان الشماء وهي إحدى مديريات محافظة لحج حاليا.. لا شك هناك مسببات للثورة كثيرة و يمكن نلخصها بأن الإستعمار البريطاني أول من قاد الثورة الصناعية و نقل العالم بدءاً ببريطانيا من القطاع إلى المجتمع الصناعي الرأسمالي المتقدم .


هذا الإستعمار بكلما أوتي من جبروت و قوة اقتصادية وعلوم حديثة كان أمينا كل الأمانة بالحفاظ على تخلف مجتمعنا الجنوبي بكل كياناته المشتتة بأسوأ درجات التخلف، إذا علمنا إنعدام كل وسائل الحياة عدى البدائية جدا منها إذا قامت الثورة وإرتداء القميص...الشميز يعتبر ترفا والبنطلون عيبا على سبيل المثال وبأسفل درجات الإستهتار بحياة الإنسان والإنسانية بكل المقايسس في ظل تقدم علمي كبير غزا فيه الإنسان الفضاء .
هذه الأوضاع المزرية واكبت ثورات عالمية ضد الحقبة الإستعمارية في كل من ٱسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية مدعومة من دول المنظومة الإشتراكية وغيرها من دول العالم المكافح للإستعمار والمطالب بتصفيته، وكانت فاتحة الثورات العربية بالطبع ثورة الشعب المصري ثورة يوليو 1952م التي شكلت سندا باعثا للوعي التحرري وسنداً قويا للثورات ليس العربية فحسب بل و كل حركات التحرر العالمية وقدوة لها.
ودعمت مصر عبدالناصر ثورة اليمن ضد النظام الإمامي المتخلف في صنعاء والتي بدورها شكلت شرطا موضوعيا و قاعدة إنطلاق لثورة الرابع عشر من أكتوبر في الجنوب ، كما أن الدعم الإعلامي المصري و قواعد إنطلاق من الشمال شكل ركيزة هامة لإستمرار الثورة و من ثم انتصارها لتحقيق الإستقلال الناجز بعد أربع سنوات من الكفاح المسلح تتوج في ال 30 من نوفمبر عام 1967م ، إستطاعت الثورة أن تشكل الرد الأول على نكسة حزيران 1967م بتحرير مدينة كريتر في ال20 من يونيو 1967م أي بعد أيام قليلة لاقى تضامنا عربيا و عالميا تحرريا و كان أول الإثباتات العملية على حيوية الأمة العربية وتجاوزها لمفاعيل النكسة المشؤومة.

و ثانيها تحقيق الإستقلال الناجز بعد أشهر قليلة ليأتي مواكبا لحرب الإستنزاف ضد العدو الصهبوني الغاصب على طريق إستعادة الكرامة العربية التي تحققت بعملية العبور المعجزة في السادس من أكتوبر 1973م .

ولتشكل عدن قاعدة لحركات التحرر العربية و العالمية و على رأسها الثورة العربية الفلسطينية بكل  فصائلها، والتاريخ يعيد نفسه في ظل متغيرات جديدة .جعلت خصوم الأمس السياسيين في الإقليم حلفاء اليوم .

هاهي عدن أول مدينة تتحرر من رجس نظام الملالي في قم ومعها الجنوب ، و منها انطلقت المقاومة و القوات الجنوبية لتحرير أجزاء كبيرة من محافظتي تعز و الحديدة ...الساحل الغربي و في البقع وحرض ومناطق عدة كحليف ٱمين مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية و مصر و الإمارات و بنفس الوقت الذي فيه مدت اليد بالرجال على طريق التحرير الكامل من سطوة المليشيات الإيرانية فإنها تنتظر مد يد العون من دول التحالف في إعادة البناء و التعمير ، ولا شك على موعد بإنتظار ورش و رافعات البناء المصرية العملاقة إلى جانب اخواتها من المملكة و الإمارات بشكل واسع.

واستكمل الباحث والمحلل السياسي والعسكري العميد الركن ثابت حسين صالح الحديث عن ثورة ١٤ اكتوبر ١٩٦٣م، حيث قال في تصريحات خاصة لـ"الفجر"  إن ثورة ١٤ اكتوبر ١٩٦٣ في الجنوب العربي (اليمن الجنوبية) كانت من أعظم الثورات العربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين وكان ذلك لجهة أهداف ومباديء الثورة وقواها المحركة ووسائلها وأدواتها النضالية أم بنتائج تلك الثورة التي غيرت مجرى حياة المجتمع الجنوبي، حيث قامت الثورة لتحقيق الأهداف نها تصفية القواعد وجلاء القوات البريطانية من أرض الجنوب دون قيد أو شرط،  وإسقاط الحكم السلاطيني والذي صنف بأنه رجعي متحالف مع المستعمر البريطاني، و إعادة توحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحو الوحدة العربية والإسلامية على أسس شعبية وسلمية، واستكمال التحرر الوطني بالتخلص من السيطرة الاستعمارية الاقتصادية والسياسية، و إقامة نظام وطني على أسس ثورية سليمة يغير الواقع المتخلف إلى واقع اجتماعي عادل ومتطور، و بناء اقتصاد وطني قائم على العدالة الاجتماعية يحقق للشعب السيطرة على مصادر ثرواته، و توفير فرص التعليم والعمل لكل المواطنين دون استثناء،و إعادة الحقوق الطبيعية للمرأة ومساواتها بالرجل في قيمتها ومسئولياتها الاجتماعية، وبناء جيش وطني شعبي قوي بمتطلباته الحديثة تمكنه من الحماية الكاملة لمكاسب الثورة واهدافها، وانتهاج سياسية الحياد الإيجابي وعدم الانحياز بعيدا عن السياسات والصراعات الدولية.

وقال العميد محمد فريد ردفاني في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إن ذكرى 57 لثورة 14 اكتوبر 1963 المجيدة ، ثورة الجلاء والتحرر والانعتاق من  بطش المستعمر البريطاني لجنوب اليمن وشعبه  ،طوال 129 عام.،سنوات من الاحتلال فيها وطن الاستعمارالبريطاني  الفقر ،والجوع والمرض ،والتخلف، الذي عشعش على كاهل ونفوس شعب الجنوب،جيلا بعد جيل  حتى يوم الجلاء 30/نوفمبر /1967.

وقال لن ينسى شعب الجنوب ذلك القول المأثور لزعيم الامة العربية جمال عبد الناصر ،اثناء زيارته  للعاصمة صنعا سنة 1965 ،بعد سقوط الحكم الامامي البغيض ، قائلا بصوت مسموع  للعالم ،(على بريطانيا ان تحمل عصاها وترحل من عدن، قول زعيم عربي ،دخل التاريخ من أوسع أبوابة قل مثله اليوم ، نعم كان بفضل هذا الزعيم العربي ،ودماء شهداء وجرحى ثورة اكتوبر 1963 في مقدمتهم الشهيد راجح غالب لبوزة ، قد خلق وطن وشعب جديد ينعم بالحرية والاستقلال والكرامة.