د.حماد عبدالله يكتب: رحل عن حياتنا ( رجل عظيم)

مقالات الرأي

بوابة الفجر




رحل عن حياتنا رجل ليس ككل الرجال ، رجل كرث حياته كلها من أجل النجاح ، والتفوق ، والتميز، ونشر فلسفة أن نجاح الفرد أو الجماعة هو نجاح للوطن ، نجاح للأمة.
كان " محمد فريد خميس" إبن الطبقة الوسطى والذى إستطاع بمجهود فردى أن يبنى إمبراطورية عظيمة من أحلامه.

لقد حقق حلماً كان خاطراً ، ثم إحتمالاً وأصبح حقيقة لا خيالاً ( هكذا كتب شاعرنا الراحل العظيم حافظ إبراهيم ) حينما تحدث عن مشروع " السد العالى" وتغنت بها " أم كلثوم" العظيمة بألحان الراحل العظيم " رياض السنباطى" .

هكذا كان " محمد فريد خميس" رجل حالم بمصر وبمشروعها العظيم فى التنمية والإزدهار .
وكان إختياره لصناعة " السجاد الميكانيكى" الذى وضع أساس مصنعه فى مدينة " العاشر من رمضان" عام 1979، ترخيص رقم (1) فى هذه المدينة الصناعية العظيمة التى إختار موقعها الراحل الكبير الرئيس"محمد أنور السادات" وكلف بإنشائها العظيم أطال الله عمره المهندس الكبير " حسب الله الكفراوى" والذى أطلق على " محمد فريد" لقب ( فورد) نسبة إلى رجل الأعمال الأمريكى صاحب مشروعات السيارات ( فورد) فى الولايات المتحدة .
كان " محمد فريد " هو رأس الحربة فى التنمية فى هذه المدينة الصناعية الناشئة وترأس أول جمعية للمستثمرين فى مصر وهى جمعية مستثمرى 
" العاشر من رمضان" ومنها إلى رئاسة إتحاد الصناعات المصرية لكى تشارك الحكومة المصرية تحت قيادة المرحوم الكبير الأستاذ الدكتور/ عاطف صدقى وزملائه الدكتور/الرزاز فى المالية والدكتور/ يسرى مصطفى فى الإقتصاد ، والمهندس/ محمد عبد الوهاب فى الصناعة لكى يشكلوا مجموعة وضع أسس الإصلاح الإقتصادى فى مصر فى اوائل الثمانينات .

كان "محمد فريد" جامعاً للناس وكان قائداً، وزعيماً صناعياَ ،ووطنياً , كان حوله يثار الجدل الشديد حول من يتولى إدارة المنظومة الإقتصادية والصناعية (قطاع خاص) وإنتقال السلطة من القطاع العام فى السوق المصرى إلى قطاع جديد , كان محارباً من النوع الفريد فى مواجهة الصعاب والمشاكل .

كان "محمد فريد خميس " بجانب كل ذلك إنسان طيب , محترم , وقريب من الغلابه فى مصر , أتذكر حينما صحبته معى لصلاه الجمعة فى السيدة "نفيسه " فى إحدى المرات وعرفه الناس , وكاد يضيع بين إياديهم ليتخاطفوه بالسلام عليه والقبلات والدعاء له .

كان الله يرحمه ذو نظره ثاقبة للمستقبل ,أقام مصانعه فى مدينه "دالتون "بمدينه "أطلانطا ولاية جورجيا "بالولايات المتحدة الأمريكية لكى ينافس صناع السجاد الأمريكان فى عقر دارهم.



وذهب إلى "الصين الشعبية" لكى ينشىء مصنع أخر لكى يقترب من الأسواق فى "اًسيا" ولم يقف "محمد فريد " عند صناعة السجاد دون أن يخلق صناعة للخامات الأساسية لهذه الصناعة ,فأنشأ مصانع"للبتروكيماويات" وإنتاج الخام الأساسى للسجاد ( البلوبروبلين) فى شمال غرب خليج السويس ,ثم فى بورسعيد .

وحينما أراد أن يفتح مصانع للشباب والخريجين فكان أن أنشأ أكاديمية الشروق ,والجامعة البريطانية فى مصر , وكان يقول لى دائماً هذا أملنا فى إنتاج شباب متعلم وقوى فى مواجهة سوق العمل سواء فى مصر أو فى الخارج .

كان "محمد فريد " رحمة الله عليه شخصية كاريزمية ، نختلف معه أو نتفق لكن لا يمكن أن يكون بعيد عن المشهد اليومى فى حياتنا.
وحياتى أنا خاصة منذ أن تعرفت عليه عام 1981 ، بداية حياته العملية فى مصر بعد عودته من " الكويت" .
رحم الله " محمد فريد" رحمة واسعة .
     [email protected] Hammad