د.حماد عبدالله يكتب: الدولة المصرية الحديثة و"كشف المستور" !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر




فى سلسلة مقالاتى عن الإرهاب تحت عبائة الدين ( جماعة الإخوان) نستكمل الإستراتيجيات التى إتخذتها الجماعة لمواكبة المناخ العام للدولة ..
-ففى منتصف الثمانينات،كان تأثير الأخوان واضحاَ فى النقابات المهنية . وتعتقد" أمانى قنديل" أن هذا التأثير نتج عن المشاركة الطويلة للأخوان فى النقابات ، وكذا نتيجة لأستراتيجية الأخوان فى أستغلال شعار" الأسلام هو الحل " . وثمة عامل أخر مهم يكمن فى التنظيم الفعال للأخوان المسلمين وقدرتهم على تجنيد أفراد جدد بواسطة أنشطتهم الإجتماعية والثقافية فى الأنتخابات .

ويمكننا تلمس حقيقة أن قدرة الأخوان على السيطرة على "النقابات المهنية" – وخاصة نقابة المهندسين ونقابة الأطباء ، كان نتيجة جزئية للنظام السياسى الذى تنكر لتأثيرات الجماعات السياسية . وأراد الأخوان تسييس النقابات المهنية البارزة . لكى تعزز الدين فى الطبقة المتوسطة ، وتطور اللغة السياسة وتنشر الأيديولوجية الأسلامية فى جيل جديد من القادة . 
ولقد أسهم الأخوان فى تنامى الوعى بالقضايا الوطنية ، وفى تحسين الخدمات الإجتماعية التى تقدمها النقابات لأعضائها وكذا فى الأهتمام بقضايا حقوق الأنسان . 
-منذ "حسن البنا "وحتى مجلس الشعب ( أثناء حكم الإخوان) فى عام "2012-2013 "، وأستخدم الأخوان المسلمون الأنتخابات كجزء من أستراتيجيتهم للوصول إلى غاياتهم . وإعتبر الأخوان الأنتخابات إداة يمكن أن تمكنهم من أقامة الدولة الأسلامية . وفى العقدين الأخيرين من القرن العشرين طورت الحركة إستراتيجية جديدة غيرت وضعها كحركة سياسية لاتحظى بالشرعية ومكنتهم من التفاعل مع التطورات 



السياسية الجديدة فى المجتمع المصرى هذه الإستراتيجية تقوم على التحالف مع أحزاب المعارضة . ففى عام 1984 ، حاول الأخوان الفوز بمقاعد فى مجلس الشعب المصرى عن طريق التحالف مع حزب الوفد وفى عام 1987 ، تحالفت الحركة مع الحزب الأشتراكى وإستطاعت الحركة الفوز ببضعة مقاعد ولكن بعد كل الأنتخابات ظهرت الحركة كأقلية ( أو إحدى الأقليات ) .
-ومع ذلك ، أستمر الأخوان فى "أسلمة المؤسسات السياسية" القائمة لأستخدامها كحلقات فى أجندتها السياسية . ويتضح هذا بجلاء فى التحالف بين الأخوان وبين الحزب الأشتراكى ( العمل ) . وإذ تمكن الأخوان المسلمون من أسلمة الحزب وأستغلال جريدته كصوت لحركة الأخوان المسلمين .
-قدم الأخوان خدمات إجتماعية للعديد من المجتمعات المدنية الفقيرة!! وإستخدموا المساجد كمستشفيات وكمدارس مسائية، ولتقديم مساعدات إقتصادية وإرشادات . هذا الأسلوب القائم على توظيف المسجد كمركز خدمى للمجتمع منح مصداقية عظيمة للحركة ، كما أن العمل الإجتماعى للحركة فى المناطق التى لاتوليها الدولة أهتماماَ ، منح الأخوان الفرصة لملء الفجوة وأمد الأخوان بالدعم الجماهيرى الواسع وفى النهاية يمكن القول بأن جماعة الأخوان هى "جماعة سياسية تهدف للإستيلاء على الحكم" وتضع لهذا الهدف كل الوسائل والوسائط ، وأسهلها وأقربها لعقلية المصريين هى العبائة الدينية وهى مايجب أن يراعى فى السياسات العامة للدولة المصرية الحديثة التى تحررت من قبضتهم يوم 3 يوليو 2013 وخاصة وقف النشاط السياسى المصبوغ بالدين أو الجنس أو الأصل فهذه هى الخطوة الأولى لتفكك الوطن !! .

ولقد أخذت الدولة المصرية بإرادة شعبها وضع دستور 2014 حددنا هوية الدولة المصرية الحديثة ومن جميع طوائف المجتمع بأن لا للأحزاب الدينية ، لا للعمل بالسياسة تحت "الهلال أو الصليب" أو "نجمة داوود" ، لا لخلط الأوراق بين معتقدات الإنسان وسياسة الدولة ، "لا" للكذب والإفتراء والإلتواء على كل المفاهيم المعروفة والمتفق عليها دولياً ومحليا ً "بأن نسمى الشيطان ملاك " وأن "ندلع" عقيدة ما بأنها مجازاً "تصلح للجميع" ، ونحن نعيش فى أمة تعددت فيها العقائد والمشارب السياسية!! 
ولكن دين الدولة هو الإسلام ، والشريعة الإسلامية السمحة هى المرجعية للتعامل فيما بين الأفراد ولكن الدولة (دولة) ، والدين (دين) ، والسياسة لها قواعدها وأحكامها، والمصالح العليا للوطن المرتبطة بسياساته ، لا يجب بأى شكل من الأشكال أن تخضع إلا "للمصلحة العليا للوطن" فى ظل ظروف دولية وأقليمية تتغير بمعدل سريع وتحتاج إلى لاعبين فى الحركة السياسية المصرية يتمتعوا بالخبرات والقدرات المعاصرة والتى تستطيع أن تضع قدم الدولة فى مكانها اللأئق بها وسط الأمم ، وهذا ما نحن بصدده اليوم وغدا ان شاء الله .

 
     [email protected] Hammad