د.حماد عبدالله يكتب: "إستراتيجية" الجماعة الإرهابية الإخوان سابقاً!!

مقالات الرأي

بوابة الفجر




إستكمالاً لمقالنا السابق نشره فى جريدتنا الغراء تحت عنوان ( مصائب الإسلام السياسى فى مصر) .
نتابع الحلقة الثانية من تلك المقالات عن الإستراتيجيات التى إتبعتها تلك الجماعة لكى تصل إلى مقاليد الحكم فى البلاد وتطبيق سياسات تم تصميمها تحت إشراف أجهزة مخابراتية ، وكان لإنشائها عام 1928 تعاوناً مع سلطة الإحتلال فى البلاد ، ودعمها مالياً وسياسياً ومن مظاهر الإستراتيجيات التى إتخذتها جماعة الإخوان المسلمون منذ إنشائها 1928على يد حسن البنا بمدينة الإسماعيلية -وحتى بعد تسجيلها كجمعية خاضعة لوزارة الشئون الإجتماعية وتطوير هيكل الجماعة سنة 1938.
وفى نفس العام أعلنت أن مبادئها مستمدة من القرأن والسنة النبوية كجماعة سياسية ومن خلال القراءة فى تاريخ الجماعة وأنشطتها وتورطها فى الإغتيالات السياسية يمكننا أن نقسم أطوار هذه الجماعة منذ نشأتها حتى اليوم .
(1928-1939) كانت الجماعة مهتمة بالإصلاح الأخلاقى والإجتماعى من خلال الدعوة ومن خلال التعليم.
(1939-1948) سيست الجماعة تدريجياً وتشكل لها ذراع عسكرى تحت إسم (الكشافة) وتورط العديد من أعضائها فى أعمال عنف داخل وخارج مصر.
(1948-1954) تعاونت الجماعة مع ثورة يوليو-وحدث صدام مع الثورة فى محاولة الجماعة إغتيال جمال عبد الناصر فى المنشية 1954.
(1954-1971) تم تجميد نشاط الجماعة تماماً وتم ملاحقة زعمائها وأعضائها –وأودعوا السجون والمعتقلات وجمدت كل الأنشطة وصفى التنظيم.
(1971-1981) إستدعيت الجماعة مرة أخرى للحياة السياسية المصرية وأطلق سراح الكثير من زعمائها حتى إغتيال الرئيس السادات على يد أحد أبناء الجماعة فى أكتوبر 1981
وتركزت الإستراتيجية طويلة المدى للإخوان المسلمين على التعليم لتحقيق أسلمة المجتمع –وإهتمت الإستراتيجيات الرئيسية الأخرى بالسيطرة على المهنيين والإنتخابات والعمل الإجتماعى .
-أما السيطرة على النقابات فهى أستراتيجية قديمة جديدة . ففى الأربعينات من القرن الماضى حاول الأخوان الحد من الدور المتنامى للحركة الشيوعبة بين العمال فى النقابات .
وتحدثوا عن العدالة الإقتصادية والإجتماعية ، والمسئولية الإجتماعية للأخوة الإسلامية ، والسيطرة على رأس المال الأجنبى فى الأقتصاد المصرى . وأحتدمت منافسة الأخوان مع الشيوعيين ، وقدم الأخوان المفاهيم الأسلامية للعمل والعدالة الإجتماعية ولكنهم رفضوا مفهوم الصراع الطبقى وشكلوا لجانا بديلة بين العمال فى مصنع شبرا الخيمة للنسيج . وفى بعض الحالات تحالف الأخوان مع الشيوعيين ضد الحكومة عندما كانت تلك القضايا تساند أجندتهم الأسلامية . ويلاحظ بينين Beinin أن المواجهة بين الأخوان المسلمين والشيوعيين فى شبرا الخيمة فى 1945و 1946 كان له دلالة كبيرة على الحركة المصرية التى أشتعلت عقب الحرب الهادفة للتحرر الوطنى والإجتماعى . وعلى الرغم من أفتقار الأخوان لبرنامج متطور بشكل جيد ، إلا أنهم لم يمنعوا عن ممارسة بعض التأثير فى حركات إتحاد التجارة فى الأربعينات .


ويعلق رفعت السعيد أن أتجاة الأخوان نحو الأضرابات دفع المراقبين للأعتقاد بأنهم كانوا متعاونين مع قوات الأمن . وهو يعتقد أن الأستراتيجية الرئيسية للأخوان بين العمال كانت تقوم على أحداث توازن بين مصالح الملاك ومصالح العمال . وهذه الإستراتيجية دفعت الأخوان للتساهل والتراضى مع الدولة ضد العمال . وغير أنهم فى الفترة التى أعقبت ثورة 1952 ، حاولوا إدماج المفهوم الإجتماعى للإسلام بسياسة الدولة فى تلك الفترة . ويتوصل رفعت السعيد إلى أنه بالرغم من قدرة الأخوان على النجاح فى نقابات المهندسين والأطباء ، إلا أنهم فشلوا فى النقابات العمالية .
-تذبذبت العلاقة بين الأسلام السياسى والأشتراكية مابين التعاون والعداوة . وتركزت إستراتيجيات الأخوان المتعلقة بالأنتخابات على السيطرة الأسلامية على النقابات وأتحادات الطلاب . وتلاحظ "سناء المصرى" أن حركة الأخوان المسلمين لم تكن فعالة فى النقابات العمالية لضألة خبراتها بمشكلات العمال ، وكذا بسبب تحالفاتها السابقة مع الدولة ضد أضرابات العمال . وترى الباحثة أن الأخوان أنقادوا بأيديولوجيتهم الدينية ومصالحهم الأقتصادية الخاصة ولم تكن تعنيهم مصالح الجماهير بدرجة كبيرة ، وهذا الموقف الذى تفترضة " سناء المصرى " كان دائماَ مثار جدال شديد .
وللحديث بقية ..........