"شمالي" لـ"الفجر": موقف إيران من الأزمة الأرمينية الأذرية غريب

عربي ودولي

دكتورة الهام شمالي
دكتورة الهام شمالي


 

علقت الدكتورة إلهام شمالي الباحثة بالشؤون الإسرائيلية على الأزمة والحرب المندلعة بين أذربيجان وأرمينيا موضحة الموقف الإيراني فيها.


 

وقالت "شمالي" في تصريحات خاصة لبوابة "الفجر":"الموقف الإيراني من الأزمة الأرمنية الأذرية يبدو غريباً، وبعيداً عن الحدود الجغرافية بين إيران وأذربيجان، التي تصل760 كيلو متراً، فقد تناست إيران الروابط الثقافية والعرقية والدينية مع أذربيجان، ودعمت أرمينيا،  فوصل الأمر لحد اعتقال عشرة أشخاص من الأقلية الأذرية ضمن مظاهرة سابقة في طهران خرجوا في مظاهرة ضد حرب أرمينيا".


 

وأضافت:"فعلاقة بين إيران وأرمينيا، تأخذ إيران في دعمها لأرمينيا ضد أذربيجان، عدة محددات فالأذريين لا يعرفون أنفسهم من باب الهوية الطائفية، فأذربيجان دولة علمانية، ومواطنيها شيعة إلا أنها لم تعرف نفسها طائفياً، وهم ينتمون للعنصر الأثني التركي، وشكلت على أساس قومي وليس ديني؛ لأن القومية أعلى من عنصر أخر، أي أن الأذري يعرف نفسه من منطلق الهوية القومية التركية، وليس الطائفية الشيعية فالتالي هم أقرب إلى تركيا وليس إلى إيران".


 

وتابعت في تصريحاتها :"إيران لا تنظر لها كنظرتها لشيعة لبنان والعراق والبحرين، ثم أن تبني أذربيجان للنموذج العلماني القومي يتناقض مع النظام الديني الطائفي في إيران، فهي إذن لا تدعم شيعة أذربيجان، لتناقض الدولتين بين علمانية قومية  ودينية طائفية في إيران، وأذربيجان تتخوف من تصدير الثورة الإيرانية إليها لذلك تحمي نفسها من تقربًا من الغرب، وبالتالي إيران أقرب إلى أرمينيا التي تعتمد الدين الطائفية، فأرمينيا المسيحية لا تشكل خطراً على النموذج الإيراني، كأذربيجان، وأرمينيا المسيحية قوية متفوقة على أذربيجان تعمل على تقويض أذربيجان وهو ما يخدم إيران إضعاف أذربيجان حتى لا يؤدي صعود الشعور القومي الأذربيجاني لانعكاسات على الأقاليم الأذربيجانية في إيران، التي يشكل سكانها الأذريون حوالي الربع ولا تريد لهم أن يشكلوا أقلية داخل إيران".

 

واستطردت "شمالي":"دعم أرمينيا حال دون تواصل الأذريين في إيران وأذربيجان وإحياء أحلامهم بالاستقلال، أضف إلى ذلك أن الدعم الإسرائيلي لأذربيجان جعل إيران تتجه بدعمها لأرمينيا، لتوفير معبر بديل للنقل إلى روسيا واوروبا، فأرمينيا تواجه منع لطرق تجارتها من أذربيجان وتركيا، وبالتالي فهي معنية بتأمين ممرات أمن للتجارة، ثم أنها بحاجة للطاقة الإيرانية التي تفتقدها ، وتخطط لامتلاك مولدات الطاقة النووية خلال عشر سنوات، لتعزيز اقتصاد أرمني أمن بشراكة إيرانية".

 

وأوضحت الباحثة في الشؤون الإسرائيلية أن أرمينيا تربطها بإيران علاقات اقتصادية قوية، حيث تعد الأولى مستوردا كبيرا للطاقة من طهران، والأهم من ذلك خشيت إيران من العلاقات الأذرية الإسرائيلية، وحصول إسرائيل على موطئ قدم على حدودها، فإسرائيل تعد من أقوى الحلفاء لباكو وهذا ما يقلل إيران.

 

واختتمت شمالي تصريحاتها قائلة:"توجه إيران نحو أرمينيا نابع من رغبتها في منع واشنطن وتل أبيب من محاصرة إيران بشبكة قوية من العلاقات مع دول القوقاز وأسيا الوسطى وفي مقدتمها أذربيجان الموالية للغرب التي تسعى لتوحيد الأذريين".