ورقة خطيرة لتنفيذ أوهام أردوغان.. ما هي خطورة المرتزقة السوريين؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


من ليبيا إلى أذربيجان، تتجلى سياسات الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، التى تقوم على الاستعانة بالمرتزقة السوريين الموالين لأنقرة، من أجل تنفيذ مخططاته التى تستهدف السيطرة على دول عدة، والتى لم ولن تكون سوى محض أوهام تتهاوى الواحدة تلو الأخرى.

فالمرتزقة السوريين، والجماعات الإرهابية، التى يدعمها نظام الرئيس التركى، هم أوراق خطيرة، يلعب بها الديكتاتور التركى، لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار، ظنا منه أنه بذلك يستطيع السيطرة على الدول، وتنفيذ مخططاته.

المرتزقة سلاح أردوغان فى ليبيا

ففى ليبيا، استعان الغازى التركى، بالمرتزقة السوريين، من أجل مساندة حكومة الوفاق الوطنى، برئاسة فايز السراج، فضلا عن دعم ميليشياته فى مواجهة الجيش الوطنى الليبى، ومع اندلاع مظاهرات الغضب، التى نظمها الليبيون، ضد السراج وميليشياته، وضد التدخل التركى فى شئون بلادهم، مطالبين بإقصاء السراج وميليشياته، وإخراج المرتزقة الذين دفعت بهم تركيا للاقتتال فى ليبيا، لم يستطع السراج الصمود، فأعلن استقالته.

وأمام الضغوط التى باتت تحيط بالغازى التركى، اضطر لسحب المرتزقة، الذين استأجرهم للقتال فى ليبيا مقابل المال، من أجل إشاعة الفوضى، ومن ثم البقاء فى ليبيا، فتهاوت كل آماله فى البقاء، وخرج من بلاد المختار مهزوما.

وكشف المرصد السورى لحقوق الإنسان، فى بيان له، أن أكثر من 1400 من مقاتلى الفصائل السورية الموالية لأنقرة عادوا إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم فى ليبيا.

وأوضح المرصد، أنه وفقا لإحصائياته، فإن تعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضى الليبية، بلغ نحو 18 ألف مرتزق من الجنسية السورية، من بينهم 350 طفلا قاصرا دون سن الـ18، وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 8500 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم، والحصول على مستحقاتهم المالية.

وأكد المرصد أن إجمالى عدد الجهاديين الذين وصلوا إلى ليبيا، بلغ نحو 10 آلاف جهادى، من بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية.

بينما قال اللواء خالد محجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوى بالجيش الوطنى الليبى، إنه تم الاتفاق على حل الميلشيات، وجمع الأسلحة فى يد الجيش الليبى، وتوحيد مؤسسات الدولة، وهو ما ضيق الخناق على مرتزقة أردوغان، الذين بدأوا فى مغادرة الأراضى الليبية.

وأوضح محجوب أنهم ليسوا على دراية بسبب مغادرة مرتزقة أردوغان، وما إذا كانت تركيا تحتاج إليهم فى منطقة أخرى، لكن كل ما يهمهم هو أن المرتزقة بدأوا بالفعل فى مغادرة ليبيا.

أردوغان يدفع بالمرتزقة لدعم أذربيجان ضد أرمينيا

ومع تجدد القتال بين أرمينيا، العدو التاريخى لتركيا، وأذربيجان، الحليف القوى لأنقرة، حول منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب فى عام 1994، وللجانبين وجود عسكرى مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان، بدأ أردوغان فى نقل المرتزقة العائدين من ليبيا، وذلك للقتال مع أذربيجان، انتقاما من أرمينيا.

وكشف المرصد السورى لحقوق الإنسان، يوم الأحد الماضى، أن تركيا متورطة فى نقل مرتزقة سوريين، إلى أذربيجان، للمشاركة فى القتال الدائر بينها وبين أرمينيا.

وقال المرصد فى بيان له، إن دفعة من مقاتلى الفصائل السورية الموالية لأنقرة، وصلت إلى أذربيجان، حيث قامت الحكومة التركية بنقلها من أراضيها إلى هناك، وكانت الدفعة هذه قد وصلت الأراضى التركية قبل أيام قادمة من منطقة عفرين شمال غربى حلب.

وأضاف المرصد أن مصادر خاصة به أكدت أن دفعة أخرى تتحضر للخروج إلى أذريبجان، في إطار الإصرار التركى بتحويل المقاتلين السوريين الموالين لها إلى مرتزقة وسط رضوخ كامل من قبل الأخير.

واليوم الأحد، أعلن المرصد السورى أن حصيلة الخسائر البشرية في صفوف مرتزقة الفصائل السورية الموالية لأنقرة، واصلت ارتفاعها على خلفية مشاركتها الرئيسية إلى جانب أذربيجان في المعارك الدائرة، حول إقليم ناجورنو كاراباخ، ضد أرمينيا، حيث ارتفع إجمالى عدد المرتزقة الذين قتلوا منذ الزج بهم في الصفوف الأولى من قبل الحكومة التركية، إلى 72 شخصا.

وكشف المرصد عن أن الحكومة التركية تعتزم إرسال دفعة جديدة من المقاتلين السوريين إلى أذربيجان، إذ إنه من المرتقب وصول المئات خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة.

وأشار المرصد السوري، إلى مواصلة الشركات الأمنية التركية والمخابرات التركية لعمليات نقل وتدريب أعداد كبيرة من عناصر الفصائل الموالية لتركيا للقتال في أذربيجان، حيث ارتفع تعداد العناصر الواصلين إلى هناك لنحو 1200 مقاتل غالبيتهم من المكون التركماني السوري.

ونقل المرصد السوري عن مصادر له، أن الحكومة التركية أقحمت مرتزقة الفصائل السورية الموالية لها بشكل كبير في معارك تلال ناجورنى كاراباخ المتصارع عليها بين أذربيجان وأرمينيا، بعد أن قالت لهم بأن دورهم سيقتصر على حماية حقول النفط والحدود في أذربيجان.

مصر تؤكد ضرورة التصدى للتنظيمات الإرهابية

ودائما ما تؤكد مصر على ضرورة التصدى للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة وداعميها، من أجل إحلال السلام فى ربوع العالم، وخصوصا منطقة الشرق الأوسط، التى باتت مطمعا للعديد من الدول، فى مقدمتها تركيا.

وفى اتصال هاتفى، تلقاه وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الأحد، من مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، جير بيدرسون،، تم التشاور بشأن مستجدات الأوضاع على الساحة السورية، حيث تم التطرق إلى سُبل دفع التسوية السياسية للأزمة السورية.

وأكد الوزير شكري على موقف مصر الداعم لحل الأزمة السورية بما يحفظ وحدة سوريا الشقيقة واستقلال قراراها الوطني، وذلك على ضوء تواصل القاهرة مع أطياف المعارضة السورية المعتدلة، وبما يضمن العمل على إنهاء الصراع في سوريا، كما جدد وزير الخارجية تأكيد مصر على ضرورة التصدي الحاسم للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة وداعميها من الأطراف الإقليمية.