بيزنس الموجة الثانية.. إجبار طلاب المدارس الخاصة على شراء لقاح بـ550 جنيهًا

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


عيادات تبيع تطعيمات بـ8 أضعاف سعرها بزعم الوقاية من الفيروس

مع اقتراب دخول فصل الشتاء تتزايد مخاوف المواطنين من الموجة الثانية المحتملة لجائحة كورونا والتى أجمع العلماء على خطورتها لأنها قد تفوق الموجة الأولى التى لا تزال مستمرة خصوصا مع عدم التوصل إلى لقاح للحماية من الإصابة.

ومع بدء العام الدراسى الجديد اتجهت الأنظار نحو طلاب المدارس وكيفية حمايتهم من المرض، ليروج تجار الفيروس للقاحات الإنفلونزا الموسمية والفيروسات المعدية لجنى مزيد من الأرباح.

بدأت مجموعة من المدارس الخاصة فى التواصل مع أولياء الأمور مؤخرًا تطالبهم بدفع مبالغ مالية مقابل حجز مصل لقاح مكافح للأمراض الفيروسية المعدية والحصول على مجموعة الوقاية الكاملة، مؤكدة أنه شرط لدخول أبنائهم المدراس وحضور الحصص.

فى مدرسة السلام الخاصة، تواصلت الإدارة مع مى حسين، وطلبت منها سداد 400 جنيه لحجز تطعيم للوقاية من الأمراض المعدية ومصل لرفع المناعة حجز لكل مصل، حيث تصل التكلفة الإجمالية لـ1100 جنيه، وحينما اعترضت الأم، موضحة أن التطعيمات مجانية لطلاب المدارس؛ أخبرتها الإدارة أن التطعيمات المجانية سيتم إعطاؤها للطلبة فى موعدها المحدد فى منتصف العام الدراسى، وزعمت الإدارة بوجود قرار وزارى بتطعيم طلاب المدارس بلقاحات وقائية جديدة تم اعتمادها مؤخرًا لتجنب الإصابة بالوباء على نفقة الآباء حيث سيتم تطعيم الأطفال قبل بدء الدراسة بأسبوع.

واشترطت الإدارة على الأم سداد مقدم حجز اللقاح خلال أسبوع لتحصل على دور وإلا لن يتمكن نجلها من الحضور إلى الفصل خوفًا من تعريض زملائه للخطر، وهو ما تكرر مع السيد سميح، الذى أخطرته مدرسة رمسيس للغات فى مصر الجديدة، بضرورة سداد 430 جنيهًا لابنيه للحصول على تطعيم لزيادة المناعة، بجانب الحصول على سيرم عشبى مستورد يحمى الأطفال من التعرض للعدوى.

وعندما قال ولى الأمر إنه لا يستطيع سداد المبلغ ردت الإدارة بأنها ستشطب الطالبين وترد 50% من قيمة المصروفات لتجاوز الوقت المسموح لسحب الأوراق.

أما مدرسة التوفيقية الخاصة فمارست نفس التصرف مع أولياء الأمور، وطالبتهم بسداد 250 جنيهًا كمصروفات تطعيم بجانب 100 جنيه لتوفير أدوات الوقاية للطلبة.

وألزمت مدرسة طبرى سوهاج، الآباء بتحويل 400 جنيه عبر «فورى» أو «فودافون كاش» للحصول على تطعيم الأنفلونزا الموسمية مؤكدة أنه أقوى من التطعيم السابق بسبب زيادة نسبة المادة الفعالة به، بالإضافة إلى الحصول على مجموعة عشبية معتمدة من وزارة الصحة تعمل على زيادة مناعة الطلاب.

ولم تكن المدارس وحدها المستفيد الوحيد من ترهيب أولياء الأمور بزيادة عدوى «كورونا» فى فصل الشتاء، والخوف على الأطفال فى الموسم الدراسى، حيث استغلت عيادات أطفال والصيدليات وصفحات «الفيسبوك» التى يدعى المسئولون عنها أنها مملوكة لأطباء وصيادلة، موسم التطعيمات لتحقيق أرباح هائلة من بيع التطعيم بأضعاف سعره.

وتواصلنا مع مجموعة من العيادات الخاصة التى أعلنت عن توافر اللقاح، إذْ أكدت سكرتارية عيادة الدكتورة وسام زكى للأطفال وحديثى الولادة بمنطقة الكوربة فى مصر الجديدة، وجود التطعيم بعد الحجز بأيام قليلة بعد دفع 500 جنيه فى العيادة.

نفس الأمر قالته سكرتيرة الدكتور أيمن رزق، طبيب الأطفال بدمياط منطقة الزرقا والتى قالت إن التطعيم يتاح وفقًا للطلب ودفع حجز قيمته 250 من أصل 750 يتم سدادها يوم التطعيم بعد أسبوع من دفع مبلغ الحجز.

وقالت نسمة سامى، أم لثلاثة أطفال إن أطفالها أصيبوا بدور برد خلال الأسبوع الماضى وذهبت لطبيب يدعى محمد أبو اليزيد بالمطرية، والذى أصر على حجز 3 جرعات التطعيم خلال الاستشارة على أن تدفع 1250 جنيهًا بعد الخصم تجنبًا لإصابتهم بكورونا خلال الدراسة، وأوضح لها الطبيب أن تطعيم الانفلونزا الموسمية يجنبهم الحضور للعيادة خلال الشتاء ونقل العدوى التى ستتضاعف أثناء الدراسة.

وتواصلت «الفجر» مع عدد كبير من العيادات الخاصة سواء للأطفال أو النساء والتوليد فوجدنا أن التطعيم يتراوح من 500 جنيه إلى 1200 جنيه حسب مكان العيادة وشهرة الطبيب.

كما أعلنت العديد من الصيدليات عن إتاحة تطعيم الأنفلونزا الموسمية، مبينًة أن السعر يكون وفقًا للحالة الصحية للشخص، وتراوحت الأسعار من 170 جنيهًا إلى 850 جنيهًا.

وما أثار الدهشة أن صيدلية «الأمانة» فى كوم حمادة عند الاتصال بها على مدار ثلاثة أيام قالت 3 أسعار متفاوتة للتطعيم، وفى العرض الأول، حددت الصيدلية 620 جنيهًا للتطعيم لطفل 9 سنوات على أن يوفر الطبيب مع التطعيم خلطة عشبية لتقوية المناعة مع بداية الدراسة ويكرر بعد شهر حال كانت المرة الأولى للطفل، مع ترمومتر هدية وخافض للحرارة.

وكان العرض الثانى لكبار السن بـ400 جنيه يشمل حقنة التطعيم فقط، والعرض الثالث عن التطعيم الرباعى الجديد الذى أكد الطبيب الصيدلى أنه يتواجد لأول مرة فى مصر ولم يصرح بسعره إلا فى حالة الحضور للصيدلية ومتوفر لكل الأعمار.

وانضم للسبوبة «صفحات الصيدليات» على السوشيال ميديا والتى استعانت بكبار الأطباء لتصوير فيديوهات عن الموجة الثانية من «كورونا» وأهمية تقوية المناعة وربط أهمية التطعيم بالوقاية من كورونا، وإرسال رسائل دعائية للآباء والأمهات بخطورة المرحلة القادمة وضرورة التطعيمات والحصول على الأدوية وأعشاب المناعة لحمايتهم من أجل أطفالهم وخاصة مع دخول المدارس.

وتتراوح أسعار التطعيم على تلك الصفحات من 300 جنيه إلى 1600 جنيه، حيث أعلنت صفحة «ابن سينا فارم» عن توافر طلبيات بالجملة للتطعيم الرباعى، ولديهم خصم خاص حسب العدد المطلوب.

وأوضح حسن على، صيدلى، أن سبوبة التطعيمات تشتعل كل موسم ولكنها تختلف هذا العام بسبب أزمة كورونا، إذْ اعتبرها العديد من الأطباء كعلاج إجبارى لحماية الطفل، وصاحبها أيضًا أدوية المناعة والخلطات كمكمل للتطعيم، وكل هذا ليس له أساس طبى، موضحًا أن التطعيم الموسمى مهم ولكن يجب تحرى الدقة بشأن المكان الذى يتيحه.

وأضاف: إنه من الأفضل الاعتماد على المصل واللقاح أو مكاتب الصحة إن أتاحته خلال الأيام القادمة وعدم الانسياق وراء العيادات الخاصة التى لا يوجد عليها أى نوع من الرقابة وتعطى التطعيمات بمخالفة القانون، حتى إننا لا نستطيع أن نجزم أن ما يعطونه هو التطعيم الصحيح أو الجديد.

وتابع: إن هناك كميات كبيرة تعد فائضًا من العام الماضى ومن الممكن أن يتم تصريفها عن طريق العيادات أو السوشيال ميديا، وهو غير مجد لهذا العام ومن الممكن أن يسبب أضرارًا وخاصة للأطفال.

كما قال الدكتور محمد السيد، مدير هيئة التأمين الصحى، إن الوزارة بصدد تطعيم الطلاب كما يحدث سنويًا، مستهدفة توفير لقاحات تكفى تطعيم نحو 12 مليون طالب وطالبة بمختلف المدارس فى أنحاء الجمهورية، مع بداية العام الدراسى.

وأكد «السيد» أن التطعيمات يتم توفيرها بشكل مجانى وتتحمل الدولة تكلفتها، نافيًا وجود تطعيمات إضافية للوقاية من كورونا، مشيرًا إلا أن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة لم يعتمدا حتى الآن بروتوكول وقاية أو أى تطعيمات لزيادة المناعة تخص الأطفال.