«الفجر» تكشف.. لعبة تفتيت الأصوات فى دوائر انتخابات برلمان ٢٠٢٠

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


تسعيرة الانسحاب تبدأ من ١٠٠ ألف فى دوائر بحرى وتصل إلى مليون فى القاهرة

منذ فتح باب الترشح لبرلمان ٢٠٢٠ ظهر العديد من المرشحين ممن يمتلكون المقومات التى تؤهلهم للترشح فى الانتخابات البرلمانية سواء كانت عضوية سابقة فى أحد المجالس النيابية أو صاحب شعبية جارفة أو أموال طائلة، لكن فى المقابل هناك مئات المرشحين لا يمتلكون أى من المقومات السابقة ورغم ذلك يتهافتون على الترشح.

ذلك المشهد يعرف فى معركة الانتخابات بـ«لعبة تفتيت الأصوات»، حيث يتقدم مجموعة كبيرة من المرشحين بأوراقهم كنوع من الاستثمار القريب، فإما يتم تقييمه ويحصل على مبلغ مالى من المرشحين للانسحاب، أو من مرشح واحد لينسحب ويعلن دعمه له من خلال دعوة مؤيديه للتصوت له.

ويرجع «التقييم المالى» فى الدوائر إلى عامل الشهرة، ونسبة المؤيدين، والمظهر الاجتماعى، وأصول العائلات، فمثلا إذا كان المرشح يمتلك فيللا وسيارة فارهة ومن عائلة كبيرة بالدائرة قد يصل «مبلغ التقييم» لانسحابه إلى مليون، أما إذا كان ممن يقتنصون أى فرصة لجمع أى مبلغ فقد يصل التفاوض لانسحابه إلى ١٠٠ ألف جنيه.

وهناك مرشحون لا يقصدون الحصول على الأموال بغرض الانسحاب، ولكن لغرض آخر وهو «تفتيت الأصوات» ففى العديد من الدوائر تشتد المنافسة بين مرشحين بعينهم على مقعد الدائرة، هنا يكون الحل الأمثل لهم التفتيش على بطل عملية تفتيت الأصوات فى دائرة الخصم فيتم تدعيمه فى القطاع المسيطر فيه الخصم، وبذلك تكون النتيجة التمكن من تقليل الأصوات للمرشح المنافس.

«الفجر» رصدت عددا من الدوائر التى تشهد تلك اللعبة، نبدأها من محافظة الشرقية التى يترشح بها ما يقرب من 250 مرشحا للفوز بـ21 مقعد فقط فى 8 دوائر، يقول أحد أهالى دائرة فاقوس أن عدد المرشحين على مقعد واحد فقط فى دائرته اقترب من ٣٠ مرشحا بينهم العديد ممن ترشحوا للحصول على لقب مرشح سابق أو يتحصلون على أموال، مشيرا إلى أن هناك أربعة مرشحين أعلنوا انسحابهم عقب أيام من ترشحهم، ويشاع أن المرشح منهم تحصل على ١٠٠ ألف جنيه من مرشح آخر يحتمل أن يفوز بالدائرة.

وفى دائرة كفر شكر وبنها وبندر بنها، يترشح ما يقارب من ٤٠ مرشحا على مقعد فردى من أصل ثلاثة مقاعد، ويشير أحمد حلاوة، أمين حزب التجمع بكفر شكر إلى أن هناك مرشحين تلقوا أموالا من مرشحين أخرين بارزين بهدف تفتيت الأصوات وليس بغرض الانسحاب، لأن هدفهم فى الجولة الأولى تفتيت الأصوات فى مناطق خارج سيطرة التكتلات الانتخابية مثل قرية الشقر بكفر شكر ومناطق فى بنها.

وأشار حلاوة، إلى أن تلك اللعبة تدار بطريقة مختلفة من قبل مرشح واحد يزعم امتلاك المقعد قبل الانتخابات وهو اللواء مجدى سيف من بنها،لافتا أنهم اختاروا أفرادا لعائلتها تاريخ كبير للحصول على ثقة الناخبين والتمكن من توزيع أصوات القرى بينهم واختاروا خمسة من بنها لتفتيت الأصوات وكل تلك الترتيبات من أجل نجاح ثلاثة مرشحين بارزين فى الدائرة، وشهدت الدائرة بعد أيام من الترشح انسحاب وليد البحراوى ويشاع أنه تلقى مبلغا ماليا مقابل ذلك. وترى المحامية دينا المقدم إحدى مرشحات دائرة المقطم، أن ألاعيب الانتخابات أصبحت مكشوفة لدى الناخبين ومن بينها شراء الأصوات ولعبة تفتيت الأصوات التى من المفترض أنها خفية وفى الكواليس وجميعها تهز ثقة النائب، ففى دائرتها ترشح عدد كبير على مقعد واحد يظهر منهم على ساحة المنافسة ٧ فقط.

وفى الدقهلية، ارتفع عدد المتقدمين لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة إلى 238 مرشحا منهم 220 فى أول أيام فتح باب التقدم على مستوى المحافظة واليوم الثانى تقدم 13 مرشحا، ويقول فؤاد محروس، أحد أهالى طلخا إن دائرته شهدت لعبة انسحاب مرشحين قبل تقديم الأوراق بعد تحصلهم على مبالغ مالية، وفى دائرة البساتين يشير يونان جرجس إلى أن ما يقرب من ربع المرشحين موجودون فقط للعبة تفتيت الأصوات.