لماذا خسرت برامج المواهب ملايين الدولارات؟!

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


لا شك أن عاصفة برامج المواهب أو البرامج الغنائية التى نالت حظا كبيرا من النجاح خلال منتصف العقد الأخير، قد هدأت، لدرجة أنه تم تعليق إنتاج الكثير منها، ربما السبب الأكبر هو انخفاض نسب الإعلانات التجارية والرعاية التى كانت تحظى بها، لعزوف عدد كبير من المشاهدين عنها لوفرة المواهب الغنائية فى العالم العربى، بعد مواسم متكررة وغياب شركات الإنتاج عن دعم هذا الكم الكبير من المواهب الذى أنتجته هذه النوعية من البرامج.

خبراء الإعلام والإعلان يعتبرون أن ما عجل من نهاية هذه البرامج هو تحولها من برامج تبحث عن مواهب حقيقية إلى برامج تهلث وراء الربح فقط لا غير بحصد ملايين المشاهدات والدولارات، مقابل منح أسماء الفائزين بعض الألقاب الرنانة، مثل الأفضل، والأكثر تميزا، ومحبوب وموهبة العرب إلخ، دون حتى تبنى هذه الموهبة أو المساهمة فى نجوميتها، وبمقارنة سريعة مع الماضى، وبرامج المواهب التى انطلقت فى كثير من الدول العربية كبرنامج استوديو الفن أو برنامج «مواهب» الذى انطلق من المغرب، لم تخضع هذه البرامج لمنطق الربح التجارى، وإنما ركزت على القيمة الفنية للمشاركين، ولذلك ظلت الأسماء التى خرجت من هذه البرامج حاضرة وبقوة فى المشهد الغنائى كنجوى كرم ووائل كفورى وماجدة الرومى من لبنان، أو عزيزة جلال فى المغرب، والبعض الآخر تحدث عن مدى كفاءة لجان التحكيم فى برامج المواهب الحديثة، بأنها تركز على نجوم شهيرة فى عالم الغناء، لا على متخصصين وخبراء فى عالم الموسيقى والأمر فى النهاية لا يتعلق بالموهبة وحدها، وإنما بطريقة إظهار هذه الموهبة للجمهور.

آخر محاولات إنعاش هذه البرامج ربما النسخة العربية من ذا «فويس سينيور» الذى يجمع مواهب غنائية، لمشاركين تخطّت أعمارهم الستين عاماً، وذلك لتنال فرصتها عند الجمهور وتضع قدمها على طريق الشهرة، ورغم تميز الفكرة إلا أنها لا تتجاوز كونها نوعاً من «التكريم» للذين تخطّوا سن الشباب، ولم يأخذوا فرصتهم فى إبراز المواهب التى يحملونها، ولذلك ربما اعتمد البرنامج الجديد على 4 حلقات فقط، لإظهار هذه المواهب ومنحها بسرعة مساحة كى يتعرف الجمهور إليها.

النسخة الجديدة من «فويس سينيور» سجلت قبل نحو عام، مع لجنة التحكيم المكونة من نجوى كرم وهانى شاكر وسميرة سعيد وملحم زين وكان من المفترض عرضها فى شهر مارس الماضى، لكن هبوط جائحة كورونا على العالم، واتخاذ تدابير الحجر حالت دون ذلك، حتى تقرر عرضها خلال فصل الخريف تزامناً مع عودة النشاط، ولو جزئياً إلى عالم الفضائيات وإنتاج مجموعة من البرامج والمسلسلات الخاصة بالموسم الحالى وتحضيرات خجولة لموسم رمضان من أعمال درامية أو حتى برامج، من الواضح أن النسخة المنتظرة من «فويس سينيير» ستكون الأخيرة، أقله فى هذا الوقت، فالمحطات العربية تعيش أزمات مالية بالجملة، بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية التى تسيطر على المشهد عموماً.