باحثة فلسطينية: 3 أسباب وراء تدخل إسرائيل في الحرب الأرمينية الأذربيجانية

عربي ودولي

الهام شمالي
الهام شمالي


ما يحدث على الساحة الدولية الآن مثير للجدل، فما بين لحظة وأخرى تندلع الحروب والاشتباكات بين دولة ما وأخرى وكان آخرها الحرب بين أرمينيا وأذربيجان.


وكان اللافت للنظر هو تدخل إسرائيل في هذه الحرب وإعلان أرمينيا استدعاء سفيرها لدى إسرائيل لتقصي حقيقة تزويد أذربيجان بالأسلحة، الأمر الذي أثار الجدل.


وفي هذا السياق، كشفت الدكتورة إلهام شمالي، الباحثة في مركز التخطيط الفلسطيني الأسباب وراء التدخل الإسرائيلي، قائلة:" طبيعة العلاقة التي تربط أذربيجان مع اسرائيل، يحكمها الموقع الجغرافي الذي تمتلكه دولة أذربيجان المطلة على بحر قزوين، فهو موقع استراتيجي تجاه مراقبة التحركات الإيرانية ايران التي تربطها معها حدود مشتركة، وأذربيجان تمتلك أكثر من 2.1 من احتياطات الغاز الطبيعي، ولذلك فهناك علاقة وثيقة الصلة في عدة مجلات على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري الأمني".


وأضافت "شمالي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر":" فعلى سبيل المثال : تزود العاصمة باكو تل أبيب بنحو 40% من استهلاك الوقود السنوي، وتشكل سادس مستورد لصادرات النفط الأذربيجاني، عن طريق خط أنابيب يمر بتركيا، الذي استمر بالعمل حتى مع تدهور علاقات تركيا واسرائيل".


وتابعت:" التعاون العسكري والاستخباراتي بين أذربيجان واسرائيل واسع، فاذربيجان ثالث أهم الدول المستهلك للأسلحة والخبرات العسكرية الاسرائيلية، خاصة مع توقيعهما الاتفاق عام 2012م، بقيمة1.6 مليار دولار، شملت أنظمة مضادة للطائرات، والدفاع الصاروخي، وطائرات بدون طيار، بالإضافة للمساهمة الاسرائيلية في اقامة صناعة أسلحة محلية في باكو، ووصلت قيمة الاستيراد عام 2017 ما ما قيمته 137 مليون دولار".


أما العلاقة الأرمينية الإٍسرائيلية واستدعاء السفير الأرمني أرمين سمباتيان من إسرائيل، فقالت "شمالي" :"على خلفية التسليح، فوصول طائرة عسكرية اسرائيلية أمس 1 أكتوبر إلى اذربيجان محملة بأنظمة عسكرية قادرة على تدمير مواقع إس -300  الدفاع الجوية الأرمينية في منطقة الصراع، بعد أن فقدت أذربيجان سبع مروحيات عسكرية هجومية وطائرة نقل واحدة"."


وفي السياق ذاته، تحدثت الباحثة في مركز التخطيط الفلسطيني عن الموقف التركي، قائلة:"لجئت أذربيجان إلى تركيا لطلب التسليح بعد أن اكتشفت أن إسرائيل قامت بتزويدها بعد الأسلحة غير الفعالة في الجولة الأخيرة،  يتضح من علاقة تركيا مع أذربيجان فهي علاقة قائمة على تحالف استراتيجي؛ بسبب كون الأتراك والأذر من قومية واحد، وغالبا ما يرفع البلدان شعار شعب واحد في دولتين، وهي علاقة متينة على جميع المستويات".


وأضافت:"خاصة الدعم العسكري التركي لسلاح الطائرات دون طيار، وقيامها بمناورات عسكرية حدودية مشتركة بشكل سنوي، وعدتها ارمينيا رسائل تهديد، خاصة مع وجود اتفاق تعاون أمني وعسكري مشترك، خشية من تدخل روسي وفرنسي قد يغلق البوابة الشرقية لتركيا، مما قد يوقعها في حصار محكم، لذلك كافة المساعدات التركية تنطلق بضرورة بقاء اذريجان قوية، لأنه في حالة ضعفها يعني اغلاق ممرات المواصلات وخطوط النفط في بحر قزوين وجنوب القوفاز؛ أي أن الدافع من هذا الدعم استراتيجي دافعي".


 وتابعت:"كما يوجد بين تركيا وأذربيجان مجلس للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى يعكس عمق العلاقات وحجمها، وتزود باكو انقرة بكميات من النفط والغاز من حقل شاه دينيز في بحر قزوين، بالإضافة للمشاريع العملاقة في اذربيجان، أبرزها خط نقل الغاز العابر إلى اوروبا ، وسكك الحديد المتطورة".


واستطردت :"وقبيل المواجهة الأخير وقع اشتباك في الأول من تموز2020م،  يوضح أسباب الدعم المباشر التركي، فمدينة توفوز قرب بحر قزوين التي تعرضت لهجوم أرمني تمثل مركزاً لتصدير الهدروكربونات إلى أوروبا عبر جورجيا وتركيا،  كما أنها تقع بجور طرق النقل والشحن التي ينقل بها النفط والغاز، مما يعني أنها تؤثر على الاقتصاد الاذربيجاني بشكل مباشر، وخاصة خط أنايبيب النفط " باكو، تبليسي، جيهان، وممار الغاز الجنوبي وخطط السكك الحديدية، التي تسعى ارمينية للسيطرة عليها، خاصة وأن اذربيجان تسيطر على احتياط الغاز في منطقة بحر قزوين" .