مناورات تركية وتحذير أوروبي.. مستجدات أزمة شرق المتوسط

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


بعد فترة من الهدوء، عادت تركيا من جديد إلى سياساتها فى التعامل مع أزمة منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، من خلال التصعيد بمناورات عسكرية جديدة، يجريها الجيش التركى بالذخيرة الحية، على غرار ما حدث فى مناورة "عاصفة المتوسط"قبل نحو شهر.

ويحرص الجانب التركى على استعراض القوة، من أجل إجبار اليونان على التفاوض من دون شروط، بشأن الأزمة التى تجمعهما على خلفية قيام أنقرة بأعمال البحث والتنقيب عن موارد الطاقة والغاز الطبيعى، فى المناطق الاقتصادية الخالصة لليونان وقبرص، فضلا عن إرسال طائرات تخترق المجال الجوى اليونانى، ضاربة بكل القوانين والاتفاقيات الدولية عرض الحائط.

مناورة تركية بالذخيرة الحية

وفى تصعيد جديد، أجرى الجيش التركى مناورات بحرية جديدة، استخدمت خلالها الذخيرة الحية، بين جزيرتى رودوس، وكاستيلو ريزو اليونانيتين، على الرغم من مزاعم تركيا بأنها لا مانع لديها من التفاوض مع اليونان، لكن من دون إملاء أى شروط.

تعزيز التواجد العسكرى اليونانى

فى المقابل، قال وزير الدفاع اليونانى، نيكوس بانايوتوبولوس، إن بلاده بدأت فى إنشاء قاعدة عسكرية ثانية فى جزيرة كريت، لتعزيز التواجد العسكرى اليونانى، لمواجهة الظروف الحالية فى منطقة شرق المتوسط.

تحذير أوروبى

من جانبه، حذر شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبى، تركيا من عواقب تحركاتها الأحادية وسياساتها فى منطقة شرق المتوسط.

وقال رئيس المجلس الأوروبى إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة للدفاع عن مصالح التكتل، ما لم تتخذ تركيا موقفا بناءً، من شأنه تعزيز التفاوض، والتوصل إلى الحلول اللازمة إلنهاء صراعات المنطقة.

ونوه رئيس المجلس الأوروبى بأن هناك قمة لرؤساء وحكومات الاتحاد الأوروبى، من المقرر عقدها على مدى يومى الخميس والجمعة، في بروكسل، لبحث العلاقات مع تركيا، والوضع فى منطقة شرق المتوسط، لافتا إلى أن الجميع يهدف إلى خلق مساحة للحوار البناء مع تركيا، ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، وحل النزاع القائم بينها وبين اليونان وقبرص، إلى جانب احترام سيادة الدول الأعضاء.

عاصفة المتوسط

وفى مطلع الشهرا لحالى، أعلنت تركيا إطلاق مناورات عسكرية فى منطقة شرق المتوسط.

وذكرت وزارة الدفاع التركية، فى بيان لها، أن المناورات التى جرى تنفيذها حملت اسم "عاصفة المتوسط"، وشاركت فيها قوات جوية وبرية وبحرية تركية، إلى جانب قوات تابعة لجمهورية شمال قبرص، التى لا تعترف بها دول العالم كافة، باستثناء تركيا.

وأوضحت أنقرة أن "عاصفة المتوسط" جاءت بهدف تطوير التدريب المتبادل بين قوات البلدين، فى حين جاءت المناورة لتتزامن مع التصعيد الذى تشهده منطقة شرق المتوسط بين تركيا واليونان وقبرص.

عروج رئيس

وسحبت تركيا السفينة التركية التى كانت تباشر أعمال البحث والتنقيب عن الغاز الطبيعى فى منطقة شرق المتوسط، وأعادتها إلى السواحل التركية، وتحديدا إلى ميناء أنطاليا الواقع جنوب تركيا، فى خطوة لاقت ترحيبا يونانيا، إذ قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إنها خطوة إيجابية لتخفيف التوتر مع أنقرة فيما يتعلق بموارد الطاقة في البحر، مؤكدا أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشكلة القائمة بين البلدين.

لكن أنقرة واصلت استفزازاتها، فقال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إن انسحاب سفينة التنقيب "عروج رئيس" لا يعني تراجع أنقرة عن حقوقها هناك، مؤكدا أن السفينة ستنفذ تحركات أخرى في المنطقة وفقا للخطة المرسومة.