انقسام فى حزب «النور» بعد صفر الشيوخ

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


اشتباك لفظى بين قيادات النور ومخيون لإصراره على الدفع بوجوه الحرس القديم

«رجع بخفى حنين» مثل يليق بخيبة الأمل التى يعيشها حزب النور السلفى حاليا بعد خروجه من انتخابات مجلس الشيوخ دون الحصول على مقعد واحد من أصل 16 مرشحًا خاضوا الانتخابات على مستوى المحافظات، على عكس ما كان متوقعا من قيادات الحزب والتى كانت ترى أنها معركة سهلة وسيحصد خلالها 10 مقاعد على الأقل، اعتقد حزب النور قبل انطلاق انتخابات الشيوخ أن دفعه بمجموعة من رجال الأعمال المنتمين إلى الدعوة السلفية بالإسكندرية سيسهل عليه مشواره فى الانتخابات، حيث دفع بأول مرشحيه هناك وهو الدكتور طلعت مرزوق رئيس اللجنة القانونية وعضو المجلس الرئاسى فى الحزب، ويبدو أن سابقة وجوده فى برلمان الإخوان ٢٠١٢ وعضويته فى اللجنة التأسيسية لدستور الإخوان 2012، جعلت نقاط القوة الانتخابية لديه تتراجع خاصة بعد خسارته فى الانتخابات الأخيرة للشيوخ.

أضاف حزب النور لقائمة مرشحيه فى انتخابات الشيوخ محمد إبراهيم منصور أمين عام الحزب المعروف بأنه أحد الرجال المقربين من ياسر برهامى وعضو فى برلمان الإخوان ٢٠١٢، كما شارك أيضا فى إعداد دستور الإخوان بصفته عضوا فى اللجنة التأسيسية حينذاك، وله تصريحات شهيرة جعلت شعبيته تتراجع وسط دائرته من بينها أن ٣٠ يونيو ليست ثورة.

المرشح الثالث فى قائمة النور والذى تسبب أيضا فى عدم حصول الدعوة السلفية وذراعها السياسى على أى مقاعد بانتخابات الشيوخ هو الدكتور وجيه الشيمى عضو مجلس الشعب الأسبق ٢٠١٢ كما أنه ضمن الوجوه القديمة التى أصر النور الدفع بها فى هذه الانتخابات.

دخل النور فى عناد صريح مع الكتلة التصويتية التى يخاطبها فى انتخاباته، وقرر للمرة الرابعة الدفع بمرشح ضمن عناصر الحرس القديم وهو الدكتور صلاح عبد المعبود النائب السابق فى برلمان ٢٠١٢ والذى اعترف بعد ثورة يناير أن جماعة الإخوان الإرهابية هم أقرب إلينا من غيرهم، كما اتضح أنه كان حليفا غير تقليدى للإخوان عندما كانوا على سدة الحكم.

ولكن لم يلتفت قيادات الحزب وعلى رأسهم ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية إلى مطالبات أعضاء الحزب آنذاك بالتدخل لاستبعاد هذه الأسماء وترشيح وجوه جديدة للدفع بها، حتى لا يحدث احتدام بين الكتلة التصويتية التى يخاطبها الحزب فى الاستحقاقات الانتخابية، خصوصا أن هذه الأسماء لها سمعة غير مرضية عند الناخبين ولم تقدم فكرا جديدا يساهم فى إرضائهم على النحو الخدمى والقانونى.

وهو ما ظهر واضحا بعد أن دار اشتباك لفظى بين أعضاء الدعوة السلفية ورئيس الحزب يونس مخيون الذى برر تعنته بترشيح هذه الأسماء بأن لها فضلاً على الحزب وقدموا تبرعات بمبالغ مالية كبيرة كانت بمثابة العمود الفقرى الذى اتكأ عليها الحزب فى ظل الظروف المحيطة به بعد توقف حملة التبرعات التى كان يتلقاها الحزب فى الماضى.

وبعد اعتماد النتيجة من الهيئة العليا للانتخابات، ظهرت الانقسامات فى صفوف «النور» السلفى بعد الفشل الذريع للحزب وراح الأعضاء يتراشقون بالألفاظ بين بعضهم البعض بعد هذه الكارثة، حتى إن آخر الدروس الدينية التى ألقاها برهامى تحول إلى تراشق لفظى بالألفاظ بين قيادات الدعوة والحزب واتهموا فيها المجلس الرئاسى لحزب النور بتعنتهم الواضح بترشيح عناصر الحرس القديم، فما كان من برهامى إلا الصمت.