تلف القلب.. مضاعفات خطيرة تهدد المتعافين من كورونا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لا تزال جائحة كورونا تهدد حياة الكثيرين، حتى المتعافين من فيروس "كوفيد - 19"، الذين أثبتت دراسات وأبحاث أنهم معرضون لمضاعفات خطيرة، فى مقدمتها تلف القلب.

فبينما تعود الجائحة لتضرب دولا عدة من جديد، فى موجة ثانية، يرى أطباء وباحثون أنها سكون أشد ضراوة وفتكا من الموجة الأولى للجائحة، توصل باحثون فى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن فيروس كورونا المستجد، يمكن أن يتسبب فى مضاعفات خطيرة لدى المتعافين من الإصابة به، حتى فى الحالات غير الشديدة.


أعراض المتعافين من الإصابة بكورونا

وبحسب ما نشرته صحيفة "TIME NOW NEWS"، وجد الباحثون الأمريكيون أن فيروس كورونا يمكن أن يترك بعض المرضى يعانون من علامات التهاب وإصابة فى القلب، بعد أشهر من إصابتهم بالفيروس، حتى في الحالات غير الشديدة، ويمكن أن تساعد النتائج فى تفسير أعراض المتعافين من الإصابة بكورونا، والذين يعانى بعضهم من مشاكل عدة، مثل: ضيق التنفس، وألم الصدر، وخفقان القلب.

أضرار لا رجعة فيها

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن تشارلز مورى، مدير مركز بيولوجيا القلب والأوعية الدموية، بجامعة واشنطن، قوله: "نحن نموت أساسًا بخلايا عضلة القلب التى نولد بها، لذا فإن أى شىء يؤدى إلى موت عضلة القلب يمكن أن يضر بشكل لا رجعة فيه بالقدرة الميكانيكية والوظيفة الكهربائية للقلب".


مزيد من الأبحاث

وبحسب الدراسة، فإن التهاب القلب يمكن أن يتبع حالات الأنفلونزا الموسمية، أو فيروسات الجهاز التنفسى الأخرى، ويؤدى إلى عدم انتظام ضربات القلب، أو حتى فشل القلب فى بعض الحالات.

وتستند الأدلة المتزايدة على تأثيرات فيروس كورونا على القلب، إلى الدراسات التى تبحث فى تأثير الفيروس التاجى على خلايا عضلة القلب، وتشريح جثث الأشخاص الذين ماتوا نتيجة الإصابة بالمرض، وكذلك النظر فى قلوب المتعافين من الإصابة بكورونا.

وقال الباحثون إن النتائج لا تزال أولية، خصوصا تلك المستقاة من الاختبارات فى الخلايا المزروعة فى المختبر، مضيفين: "يجب إجراء المزيد من الأبحاث، بما فى ذلك الدراسات على المرضى، قبل أن يتمكن العلماء من التوصل إلى أى استنتاجات".

كيف يؤثر كورونا على القلب؟

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الباحثون اشتبهوا فى وجود طريقتين يمكن أن يتسبب من خلالهما فيروس كورونا فى التهاب وإصابة عضلة القلب، إذ أن الدراسة التى أجروها تشير إلى أن أحد الاحتمالات هو أن يصبح القلب ضررًا جانبيًا في رد الفعل المناعى الشديد للمريض تجاه الفيروس، أما الاشتباه الآخر هو أن الفيروس يغزو أنسجة القلب التى تحتوى على الأجزاء الجزيئية المعروفة بمستقبلات ACE2، التى يستخدمها الفيروس لدخول الخلايا.

وتوصل الباحثون إلى أن الفيروس التاجى يمكن أن يصيب خلايا عضلة القلب المزروعة فى المختبر ويتكاثر فيها، مما يضعف قدرتها على الانقباض وتوصيل الإشارات الكهربائية اللازمة لتنظيم ضربات القلب، وهذا يؤدى فى النهاية إلى قتلها.

وفى وقت سابق من الشهر الحالى، كشفت دراسة أخرى قدمت فى المؤتمر الدولى للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسى، أن مرضى فيروس كورونا يمكن أن يعانون من تلف طويل الأمد فى الرئة والقلب، لكن بالنسبة للكثيرين، يميل هذا إلى التحسن بمرور الوقت.


تلف القلب

وفى شهر يوليو الماضى، أثبتت دراسة أجرتها مؤسسة القلب البريطانية "أوبريتيش هارت فاونديشن" فى جامعة أدنبرة، أن أكثر من نصف المصابين بفيروس كورونا المستجد أظهرت فحوصهم نشاطا غير طبيعى لعضلة القلب، بينما تعرض واحد من كل 7 مرضى، أو نحو 13% لتلف فى القلب.

وشمل مسح دولى للقلب، تم نشره فى دورية "يوروبيان هارت جورنال"، واستندت إليه الدراسة، أكثر من 1216 مصابا بكورونا، تراوح أعمارهم بين 52 و70 عاما، 70% منهم رجال، 60% ممن شاركوا فى الدراسة، كانوا قد أودعوا أقسام الرعاية المركزة وغرف الطوارئ بالمستشفيات، وكانت حالة 54% من المصابين بالفيروس حادة.

وبحسب الدراسة التى أجرتها المؤسسة البريطانية، فإن نحو 75% من المشاركين لم يكونوا يعانون أمراض القلب فى الأساس، لكن فحوصات رسم القلب كانت غير طبيعية لدى 46% منهم، وأظهرت الفحوصات تلفا حادا فى القلب لدى 13% منهم.