في ذكرى وفاتها.. تعرف على الوجه الآخر لـ"تحية كاريوكا"

الفجر الفني

بوابة الفجر



تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة القديرة تحية كاريوكا، حالة استثنائية في الوسط الفني، فكما عرفت أنها من أشهر الممثلات، تميزت أيضًا بشخصيتها القوية ومواقفها الشجاعة.

كان لكاريوكا نشاطها السياسي منذ عام 1948، والذي تجلى في مساعدتها للثوار ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، كما كانت من أوائل المشاركين في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

اتهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بقتل أمين عثمان، وزير المالية المصري في حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية والذي كان يعلن باستمرار دعمه للاحتلال الانجليزي في مصر ومحاربة الفدائيين.

ظل مطاردًا من قبل البوليس السياسي وقتها لفترة فما كان من تحيه كاريوكا ان خبأته بمزرعة عمها “النيداني" في محافظة الإسماعيلية.

عمل معه كسائق عربيه نقل حتى سقطت الأحكام العرفية وأعيدت محاكمته ووحصل فيما بعد على البراءة.

انضمت تحية كاريوكا، في اواسط الاربعينات لتنظيم "حديتو" اليساري الشيوعي وكانت تمد الفدائيين وحركة المقاومة ضد الانجليز بالسلاح سرًا وكانت تعرف معظمهم.

كان لها نشاط سياسي وثوري منذ عام 1948م، نظرًا لمساعدتها الفدائيين، لدرجة أنها كانت تنقل السلاح لهم في سيارتها الخاصة، دون خوف، وكان بداخلها إيمان قوي بدورها تجاه بلدها، كما أنها شاركت في المقاومة خلال العدوان السياسي عام 1956م، وتم إلقاء القبض عليها أكثر من مرة.

منحها الرئيس الراحل جائزة، أحب أن يذكرها بموقفها، فصافحها وأشاد بوطنيتها وتاريخها النضالي المشرف، وقال لها: "فاكرة يا تحية لما خبتيني عند اخواتك فى الإسماعيلية لما كنت هربان من السجن؟ فردت:انت لسه فاكر يا ريس؟.. طبعًا دي أيام هايكتبها التاريخ عمري ما هانساها، مش عايزة حاجة؟ فيه حد مزعلك؟ لكِ أي طلب؟ اطلبي أي حاجة؟.

لم تطلب أي شىء لنفسها ولكنها فكرت في غيرها من الفنانين، وقدمت الشكر للرئيس السادات.

قالت له هو بس فيه حاجة كنت عايزة أطلبها من سيادتك مش ليا لكن لزينات صدقي، هي كبرت وما بقتش تشتغل ومريضة وبتمر بظروف قاسية أوي، يا ريت يا ريس تأمر لها بمعاش تقدر تعيش منه".

نفذ الرئيس ما قالته فورًا وصرف لها معاشا استثنائيًا، ورغم هذه العلاقة الوطيدة بينهما، إلا أنها كانت أول من عارضته بمجرد أن أفصح عن نيته في إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، وظل الخلاف قائمًا حتى اغتياله عام 1981.