حسن موسى يكتب: الإعدام الرياضي

الفجر الرياضي

حسن موسى
حسن موسى


 

الاختلاف في الرأي سمة مميزة للبشر عموما، طالما هذا الاختلاف لا يفسد للود للقضية، ولم يؤثر سلبا في تناوله، ولكن ما نشاهده ونتابعه في الفترة الأخيرة بالإعلام الرياضي بدأ يأخذ منحنى أخر، أو انحراف بمعنى أدق عن القيم والعادات في مجتمعنا المصري، الأهلي والزمالك وغيرهم من الأندية المصرية في تنافس رياضي منذ 100 عام تقريبا، لم نشاهد كمية التراشق والسباب والاتهامات التي تدار يوميا عبر الفضائيات مؤخرا وهذا يدفعنا لطرح العديد من التساؤلات. 

 

هل وصل بنا الحال إلى هذا المستوى من الجدل حول مفهوم وهدف الرسالة الإعلامية التى أصبحنا نستمع إليها يومياً ونترحم على من سبقونا وأدوا رسالتهم بكل أمانة وصدق؟.. هل أصبح الإعلام الرياضي يفتقر إلى المعايير الإعلامية نفسها ؟.. من المسئول عن الاختبارات التي يتم إجراءها للصحفي الرياضي المتدرب في أي جريدة أو المراسل التليفزيوني؟.. وماهي معايير اختياره من عدمها؟. 

 

منذ متى وأصبح الإعلام الرياضي موجها، ومنذ متى أصبح الصحفي الرياضي مشجعا في كتاباته وموجها حتى في آرائه، كثيرون من كبار الصحفيين الرياضيين في مصر كانوا معروفين بالانتماء إلى فريق معين، ولكنهم كانوا يعرفون جيدا كيف يفصلون آرائهم وكتاباتهم ونقدهم للسلبيات هنا وهناك، دون أن تكبله قيود.  

 

أما في الوقت الحالي فالحال تبدل تماما أما أحمر أو أبيض، البعض يتسابق إلى هنا أو هناك من أجل الفوز بعمل في قناة النادي الرسمية، أو تكوين مصدر له في النادي مقابل ما سيقدمه من تنازلات، لا سيما وأنه سيلجأ إلى نظرية "الهبد المنمق" أي أنه سيحاول استخدام منطق السوفسطائين بطريقة عصرية حديثة، سيبدل الحقائق وهو أمام الملايين ويحاول التجنى على النادي الأخر أو مهاجمة رموزه نظير البقاء والاستمرار في منصبه داخل الفريق المنافس، ولما لا بعض العزف على الأوتار الهادئة لصاحب الفرح والدفاع عنه ظالما أو مظلوما. 

 

هل وصل بنا الحال إلى أن يكون الإعلام سبب الفتنة والوقيعة بين الجماهير بدلا من دوره الحقيقي في تقليل حالة الاحتقان التي تسببت فيها اللجان الألكترونية، التي باتت سرطان يهدد العالم أجمع بسبب قدرتها الفائقة على تشويه الحقائق والانتشار السريع للشائعات في دقائق معدودة، ولكن اذا كان يتم تكريم هذه اللجان الألكترونية من جانب رؤساء الأندية ويتم عقد اجتماعات معها لتوجيه هجومها بشكل أقوى على المنافس فلا عجب عليكم. 

 

وهل وصل بنا الحال إلى أن نجهل معنى الرسالة الإعلامية التى نتلقاها من المصدر أو المسئول فننقلها دون وعى أو تدقيق للرأى العام فنثير الفتن بين الجماهير؟!  

 

هذا هو الوجه القبيح للإعلام الرياضي، أو بمعنى أخر الآن "الإعدام الرياضي، الذين يتحدثون فيه عن مثاليات، ولا يطبقونها.